أيام قليلة باقية ليرحل عنا عام مر بلمح البصر يلملم أوراقه سريعا ليمضي ويترك لنا آثارا وأحداثا سوف يخلدها التاريخ، فلن يرحل عام 2011 كباقي الأعوام بل إنه سيبقى في ذاكرة التاريخ، مخلدا الكثير من الأحداث والتواريخ. والتي تغير معها حاضر الكثير من الشعوب ومستقبلهم، فلم يكن هذا العام عاما عاديا مثل باقي الأعوام، ففيه فرحنا بعدة انتصارات على رأسها ربيع الثورات العربية في الوطن العربي، ورحيل القوات الأمريكية من العراق بعد 9 سنوات من الإحتلال الغاشم، وعلى صعيد أخر من تطور الأحداث شهد هذا العام أيضا رحيل الكثير من الرموز الفنية والأدبية والسياسية في العالم. فعلى الصعيد السياسي رحل الكثير من مشاهير السياسة، منهم من بكيناه وحزنا لفراقه ومنهم من ابتهج العالم لرحيله، حيث كان منهم من سقط قتيلا بعد مماطلات وصراعات طويلة. رحيل رموز السياسة بين الفرح والبكاء فلم تلبث شمس صباح يوم الإثنين الموافق 2 مايو من عام 2011 تشرق وتطل على العالم، حتى خرج الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليلقي كلمته بعيون مليئة بالتحدي ولهجة تغمرها بهجة الإنتصار؛ ليعلن مقتل زعيم تنظيم القاعدة "أسامة بن لادن" على يد القوات الأمريكية في مخبأة مخبأة بمدينة ابيت أباد الباكستانية الأحد 1 مايو، بعد سنوات طويلة من البحث والتخطيط لمقتله، جاء هذا الخب ليهز العالم بأسره بين مؤيد لمقتل مؤسس تنظيم القاعدة - الذى أسسه في أفغانستان عام 1988 – والذين كانوا يصفوه بالإرهابي، وبين معارض لمقتله واصفينه بأنه مجاهد ومقاتل هز عرش أمريكا، وتحالف بن لادن مع حركة طالبان الأفغانية وخاض معها حربين في مواجهة قوتين عالميتين هما الاتحاد السوفيتي والولاياتالمتحدة، ونفذ تنظيمه هجمات ضد أهداف عسكرية ومدنية داخل أفغانستان وخارجها أبرزها؛ هجمات 11 سبتمبر في الولاياتالمتحدة. ، ومنهم العقيد معمر القذافي رئيس ليبيا الذى حكم بلاده لأربعين عاما من الاستبداد لم تعرف خلالها ليبيا صوتا للمعارضة، حيث جاء القذافي إلى سدة الحكم في ليبيا بانقلاب عسكري؛ لينتهي حكمه بثورة شعبية مسلحة أطاحت به وانتهت بمقتله في 20 نوفمبر الماضي، وعدد من أبنائه، حيث أطلق القذافي على نظام حكمه لليبيا الذى حير خبراء العلوم السياسية ب"الجماهيرية"، وعرف القذافي بمواقفه وأفكاره الغريبة التي كثيرا ما استهجنها العالم، وبقدر غرابته وطرافته ‘ إلا أنه كان يطرق بيد من حديد على أي صوت معارض يعلو داخل ليبيا لسياسته وحكمه، حتى أنه يعد أول حاكم عربي يلجأ للطائرات الحربية والمدرعات والدبابات لقصف مواطنيه. حيث لقى القذافي حتفه بعد أن عثر عليه ثوار ليبيا في أحد المخابئ. كما رحل الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش منذ عام 1962 حتى وفاته في 22 أكتوبر 2011، وولد الأمير السعودي في مدينة الرياض، وهو الابن الخامس عشر من أبناء الملك عبد العزيز الذكور، وتولى الأمير سلطان العديد من المناصب السياسية، كان أولها منصب رئيس الحرس الملكي ثم أمير منطقة الرياض عام 1947 ثم وزيرا للزراعة والمياه عام 1953، ثم وزيرا للمواصلات عام 1955. وعين الأمير سلطان وزيرا للدفاع والطيران في 1962 وبرز اسمه في الكثير من الصحف الأجنبية خلال أزمة صفقة اليمامة بين السعودية وبريطانيا، كما عين بعد وفاة الملك فهد في 2005 وليا للعهد مع الاحتفاظ بمنصبه كوزير للدفاع والطيران. وفي مصر فوجئ الجميع بنبأ وفاة السياسي والمحامي الشهير طلعت السادات قبل الإنتخابات البرلمانية بيومين، حيث انتخب لعدة دورات كنائب مستقل بمجلس الشعب المصري، وهو أيضا أحد المتنازعين على رئاسة حزب الأحرار، ومؤسس حزب مصر القومي بعد ثورة 25 يناير. وكان طلعت السادات صاحب مواقف معارضة خلال فترة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، وقدم للمحاكمة العسكرية لاتهامه الجيش المصري بالتهاون في حماية الرئيس الراحل محمد أنور السادات أثناء اغتياله في حادث المنصة، وقضى سنة بالسجن، حيث قرر الترشح لمنصب رئيس الحزب الوطني الديمقراطي بعد ثورة 25 يناير خلفا للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وغير اسم الحزب إلى الحزب الوطني الجديد لكن القضاء المصري أصدر حكما بحل الحزب، حيث قرر السادات تأسيس حزب جديد هو حزب مصر القومي، وتوفى طلعت السادات إثر أزمة قلبية عن عمر يناهز 57 عاما في 20 نوفمبر 2011. ومن الأسماء التي رحلت في عام 2011 الفريق سعد الدين الشاذلي، وهو كان رئيس أركان القوات المسلحة المصرية من مايو 1971 حتى ديسمبر 1973، وهو يعتبر العقل المدبر للهجوم المصري الناجح على القوات الإسرائيلية التى كانت تحتل سيناء منفذا ما أسماه خطة "المآذن المرتفعة" التى نجحت في تدمير خط بارليف الإسرائيلي، وتقلد الشاذلي العديد من المناصب العسكرية أبرزها؛ مؤسس وقائد أول فرقة قوات مظلية في مصر، وقائد كتيبة مصرية في الكونغو ضمن قوات حفظ السلام الأممية، وقائد لواء مشاه في حرب اليمن. وولد الشاذلي في أبريل 1922 ليرحل عنا في 10 فبراير 2011. عام رحيل مشاهير الأدب والعلم وفقدت الساحة الأدبية أحد رموزها وأعلامها المتميزين وهو الصحفي والفيلسوف والأديب المصري الذي اشتهر بكتاباته الفلسفية أنيس منصور،عن عمر ناهز ال 90 عاما، كما كتب في عدة إصدارات صحفية مصرية مثل أخبار اليوم، والهلال، وآخر ساعة، والأهرام وأسس مجلة أكتوبر. كان منصور مقربا من الرئيس المصري الراحل أنور السادات، ومطلعا على العديد من تفاصيل فترة حكم السادات لمصر. ولأنيس منصور مؤلفات عديدة أهمها؛ "في صالون العقاد كانت لنا أيام"، و"وجع في قلب إسرائيل"، و"الخالدون مئة أعظمهم محمد"، و"الوجودية"، "إلا فاطمة". كما تحولت بعض أعماله إلى مسلسلات. وفي الأوساط العلمية رحل مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة "أبل" ستيف جوبز، والذي تمكن من إنتاج أهم 3 أجهزة ثورية غيرت خريطة مجال التكنولوجيا في العالم، هى "آي باد"، و"آي فون"، و"آي بود"، والتى حققت أيضا مبيعات مذهلة حول العالم، وكان جوبز أيضا رئيسا لشركة "بيكسار" ثم عضو بمجلس إدارة بشركة "والت ديزني"، كما قام جوبز في أواخر السبعينيات مع شريكيه مايك ماركيولا وستيف وزنياك بتصميم وتطوير وتسويق واحد من أوائل خطوط إنتاج الحاسب الشخصي. رموز الفن في ذمة الله وعلى الصعيد الفني ودعت الأوساط الفنية في 22 أغسطس، عن عمر يناهز التسعين عاما، وبعد رحلة خصبة حافلة بالعطاء أثرى خلالها شاشتي السينما والتليفزيون بالمئات من الأفلام والمسلسلات المهمة، طوى الفنان القدير كمال الشناوي صفحته مع الفن والحياة. يعتبر الفنان كمال الشناوي أحد نجوم الزمن الجميل، حيث ولد الفنان الراحل في 26 ديسمبر عام 1921 بالمنصورة وعمل مدرسا لمادة التربية الفنية بالمدارس الثانوية، كما مارس الفن التشكيلي، ثم تفرغ للتمثيل حيث كانت بدايته السينمائية عام 1947 في فيلم (غني حرب) للمخرج نيازي مصطفى (1911 - 1986) أما اخر أفلامه فهو (الواد محروس بتاع الوزير) عام 1999 مع الفنان عادل امام. وفي 8 أغسطس رحلت أشهر نجمة إغراء في تاريخ السينما العربية هند رستم، والتي لُقبت ب"مارلين مونرو الشرق"، عن عمر ناهز 82 عاماً إثر أزمة قلبية مفاجئة، وولدت هند في حي محرم بك بالإسكندرية، وبدأت مشوارها الفني بالعمل ككومبارس في عدد من الأفلام، من أشهرها فيلم "غزل البنات" مع ليلى مراد، ثم جاءت انطلاقتها في منتصف خمسينيات القرن الماضي، عندما أسند لها أستاذها حسن الإمام أول بطولة مطلقة في فيلم "بنات الليل"، لتنطلق بعدها في السينما ، ويبلغ رصيد هند رستم السينمائي ما يقرب من ال 80 فيلماً، واعتزلت هند رستم الفن عام 1979 . وبعد صراعٍ مع ورم في القولون رحل الفنان عامر منيب عن عمر 48 عاما، غير أن حالته لم تتحسن بعد عودته إلى مصر، وأجرى عملية إزالة دعامات من الكلى، إلا أن حالته الصحية تدهورت ليصاب بهبوط في الدورة الدموية بسبب كثرة المسكنات التي كان يتناولها، ليلقى وجه ربه الكريم صباح يوم 26 نوفمبر، ويذكر أن عامر منيب هو حفيد الفنانة القديرة الراحلة ماري منيب. وفي 19 نوفمبر انتقلت روح الفنانة خيرية احمد الي بارئها بعد فترة طويلة من المرض ، حيث اشتهرت الفنانة الراحلة في السينما والتليفزيون بأدائها الادوار الكوميدية ، وهي من مواليد 1937 وشقيقة الفنانة سميرة أحمد. ورحلت الفنانة البريطانية إيمي واينهاوس عن عمر 27 عاماً فقط، وهي واحدة من المطربات اللاتي برزن في الألفية الثالثة، والتي كانت تتمتع بشعبية عالمية امتدت إلى الخليج، وكانت الشرطة البريطانية عثرت على جثة إيمي واينهاوس داخل شقتها الواقعة في شمالي العاصمة البريطانية لندن، ورجّحت الشرطة في البداية أن يكون سبب الوفاة هو تناولها لجرعة زائدة من المخدرات، حتى كشف في تقرير الطب الشرعي في أواخر شهر أكتوبر الماضي فقط السبب الحقيقي وراء وفاتها، وهو تناولها لكمية كحول جعلتها غير قادرة على التنفس. كما رحلت إليزابيث تايلور"قطة هوليوود" المدللة في 23 مارس، ولها العديد من أشهر الأفلام العالمية منها "كليوباترا" عام 1963، و"قطة على صفيح ساخن" عام 1958 ، و"ترويض النمرة" عام 1967، حيث نالت إليزابيث تايلور جائزة الأوسكار مرتين.