أكد الشاعر والكاتب المسرحي بهاء جاهين أن والده الشاعر الكبير صلاح جاهين "معجون" بتراب مصر ويُعد حالة فريدة لم يصل إليها أي شاعر حاليا، مؤكدا على صدور الأعمال الكاملة لجاهين في موعدها، وذلك بمرور الذكرى الحادية والثمانين لميلاد أمير شعراء العامية "صلاح جاهين". وأكد بهاء في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد الإلكترونية" أنه تمت حالة من التوحد "الصوفي" بين جاهين والوطن، مما وصّل صوته لكل المصريين، سواء في الأغاني الوطنية أو في الشعر ؛ حيث نجد الشباب صغار السن يحفظون أجزاءً كبيرة من رباعياته مثلا، أو من قصيدة "على اسم مصر". وبشأن غياب الشاعر كصوت الشعب في هذه المرحلة قال جاهين: "لا يوجد حاليا شاعر وصل للدرجة التي وصل إليها صلاح جاهين، أو يتمتع أحد بحب جميع المصريين كما تمتع شاعرنا، إلا أن المؤكد أن أجمل ما في هذا الوطن هو شبابه، وأرى فيهم "ناس طالعين" وبعضهم سيتبلور وسيكون معبرا عن صوت الشعب بشكل تلقائي حين تنضج أدوات التعبير. وفيما يتعلق بظاهرة الفرق الشبابية التي تعيد تقديم قصائد صلاح جاهين كفرقة إسكندريلا، يرى بهاء جاهين أن الفترة السابقة على ثورة 25 يناير كثر فيها الغث في مجال الفن كنتاج للواقعين السياسي والاجتماعي القائم، وقبيل الثورة بدأت الأوساط الفنية في استيعاب وتقديم نماذج جيدة، وبدأت "ساقية الصاوي" في تقديم الفرق الشابة التي بدورها قدمت أمجاد الفن المصري، بداية من سيد درويش والشيخ إمام، ثم انتقلوا إلى فؤاد حداد وصلاح جاهين. وأضاف: "بدأت هذه الفرق تنتج شعراءها وملحنيها كأحمد حداد وحازم شاهين، الذي لم يكن يلحن في البداية، ولكنه تربى في عباءة درويش ومكاوي إمام، إلى أن بدأت تتضح معالمه الخاصة؛ ويمكن القول إن هذه الفرق وغيرها، على الرغم من تكوينها قبل ثورة 25 يناير إلا أنها تعد إحدى تجليات الثورة". وعن إصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب للأعمال الكاملة لصلاح جاهين خلال معرض القاهرة الدولي القادم، وما بذل في إعداد هذه الأعمال من مجهود؛ أكد جاهين الابن أن فكرة رصد جميع ما كتب وألف ورسم صلاح جاهين مسألة في غاية الصعوبة والتعقيد، وتكاد تكون مستحيلة، وكانت تتطلب كثيرا من المجهود فوق الذي بذل، ومزيدا من الوقت، فمثلا سيناريوهات الأفلام كأفلام "عودة الابن الضال"، "خلي بالك من زوزو" رأينا انه يتطلب تفريغ شرائط هذه الأفلام، وهو ما سيؤخر طباعة الأعمال الكاملة. وبخصوص المسرح، فلم نضم مسرحية صغيرة، وهي من نوع "مسرح الصيف" وأظن أن الشاعر الراحل الكبير صلاح جاهين لم يكن حريصا على أن يضمها ضمن أعماله؛ فضلا عن الصعوبات التي وجدناها في قراءة النص، وتلف بعض الأوراق، وتداخل بعض المشاهد، ما يعني عدم متابعة التسلسل بشكل سليم. وأضاف:"بالنسبة لمجلد الرسومات، تم إعداد الرسومات التي نشرت في مجلة صباح الخير، في الفترة من 1956- 1962، وهي الفترة الأولى في حياة جاهين الفنية، أما رسومات الأهرام، فقد أعد صلاح في حياته ستة أجزاء من الرسوم الاجتماعية التي نشرها بجريدة الأهرام، وطبعتها في مجلد واحد، دار المستقبل العربي بعنوان "سداسية صلاح جاهين الكاريكاتيرية". وفيما يخص المقالات فمن المؤكد أن ما قمنا بجمعه ليس كل ما كتب، ولكنه على أية حال هو المتاح". شاهد كاريكاتير صلاح جاهين