معركة انتخابية شرسة، خاض غمارها الشعب اللبناني خلال الفترة الماضية، بين قوى وأحزاب متصارعة، وشخصيات تتطاحن على الكرسي الرئاسي، الذي ظل شاغرًا خلال عامين ونصف من الفراغ السياسي عاشته بلاد الأرز، وسط معارك عرقية لطوائفه المتعددة التي تمثل الشعب اللبناني. اليوم كتب لبنان سطرًا جديدًا في تاريخه، بعد تصويت البرلمان على الرئيس الجديد، وهو العماد ميشال عون، الذي ينتمي للطائفة المسيحية المارونية، وصعد رئيسًا للبلاد حاصلًا على أكثر من 83 صوتًا، من أصل 128 صوتًا، بعد جولتين من التصويت في مجلس النواب، ونحو 12 جلسة تصويت سابقة. ولم يحصل "عون" في الجولة الأولى من التصويت على ثلثي أصوات النواب الحاضرين، وعددهم 127 صوتًا، فأجريت دورة ثانية، فاز فيها بالأغلبية المطلوبة، بعد الدعم الذي قدمه له حزب الله، وبتوافق بين الكتل السياسية الأخرى حوله. ومن المتوقع، أن يتولى سعد الحريري، زعيم تيار المستقبل، رئاسة الوزراء، حيث ينص الدستور اللبناني على أن يكون رئيس الجمهورية من الطائفة المسيحية المارونية، ورئيس الوزراء مسلمًا سنيًا، ورئيس مجلس النواب مسلمًا شيعيًا. فمن هو "ميشال عون" رئيس لبنان الجديد؟. - ولد ميشال، 81 عامًا، في منطقة "حارة حريك" بالضاحية الجنوبية لمحافظة بيروت. - متزوج من "نادية سليم"، ولديه ثلاث فتيات هن: "ميراي، كلودين، شانتال". - يتسم بكونه رجل عسكري من الطراز الأول، فقد عمل لسنوات عدة في قيادة الجيش اللبناني، وحين تولى منصب سياسي كان رئيسًا لحكومة عسكرية. - تطوع الرئيس اللبناني الجديد في جيش بلاده عام 1955 كتلميذ ضابط. - تدرج سريعًا في المناصب العسكرية، حيث عين في 14 ديسمبر 1970 مساعدًا لقائد فوج المدفعية الأول، وفي 15 أبريل 1970 عين معاونًا لقائد كتيبة المدفعية الأولى. - وبعد ذلك أصبح قائدًا للمفرزة الإدارية وآمرًا لسرية القيادة والخدمة بالوكالة. - وفي 14 سبتمبر 1972 عين معاونًا عملانيًا لقائد كتيبة المدفعية الأولى ومعاون لوجستي. - وجاءته المناصب العسكرية تباعًا، حيث عين قائدًا لكتيبة المدفعية الثانية وذلك من 17 سبتمبر 1973، ثم فصل إلى سلاح المدفعية بتصرف قائد السلاح اعتبارًا من 21 يناير 1976، ووضع بتصرف المفتش العام لمساعدته بالتحقيقات اعتبارًا من 6 فبراير 1976. - وكان آخر منصبان تولاهما هما قائد فوج المدفعية الأول، وقائد لكتيبة المدفعية الثانية.، وأخيرًا قائدًا للجيش، وهنا بات لقب "الجنرال" ملتصقًا باسمه. - ترك "عون" الحياه العسكرية بشكل ليس كاملًا، حين استعان به الرئيس اللبناني أيمن جميل آنذاك، عام 1988، لتشكيل حكومة عسكرية، فأصبح في لبنان حكومة عسكرية، إلى جانب الحكومة المدنية التي كان يرأسها "سليم الحص." - إحدى العلامات البارزة في مسيرته، ما قام به عام 1989، خلال رئاسته للحكومة العسكرية، بحرب تحرير لبنان من الجيش السوري. - ووقتها لم يستطع الجنرال نيل الاستقلال الكامل لبلاده، حيث لم تخرج كل القوات السورية من بيروت. - وقع إتفاقية الطائف في السعودية عام 1990، حصل فيها على حق إنهاء الحرب الأهلية وخروج الجيش السوري من أراضيه. - لكنه الأمر لم ينفذ، ولم يخرج وقتها الجيش السوري، بل هاجم قصر "بعبدا" عام 1990، فهرب الجنرال إلى فرنسا وقضى بها 15 عامًا. - أسس فيها "التيار الوطني الحر"، وعاشت بيروت من بعده حربًا أهلية ضارية. - حمل عام 2005، انفراجة في حياته، حين توفى رئيس الورزاء اللبناني رفيق الحريري وخرجت سوريا من لبنان، وعاد "عون" وقتها. - خاض الانتخابات النيابية التي أجريت وقتها، ودخل البرلمان بكتلة نيابية مؤلفة من 21 نائبًا. - يُعرف بدعمه القوي للرئيس السوري بشار الأسد، رغم العلاقة غير الجيدة التي كانت تجمعه مع والده حافظ الأسد، وزار سوريا في عهد الأول ثلاث مرات والتقاه خلال أعوام 2008 و2009 و2010. - صعد إلى الرئاسة بدعم سعد الحريري، وتشير الترجيحات بإنه حليف إيران، الذي قابل "سليمان فرنجيه" المرشح الخاسر في الرئاسة اللبنانية وحليف غريمتها السعودية.