تحولت المتنفسات المطلة على نيل القليوبية إلى خرابات، فكورنيش النيل المواجه لديوان عام محافظة القليوبية أفسدته أيدى الإهمال وأيدى شركة حسن علام إبان فترة توليها أعمال نفق الإشارة وأيدى مسئولى المدينة. فكورنيش النيل ببنها المتنزه المجانى الوحيد لدى المواطنين بمدينة بنها صار على ما يبدو محرماً عليهم أن يستمتعوا به بعد أن حجبت الأندية المخالفة والصادر لها عشرات من قرارات الإزالة منذ التسعينات الرؤية عن النيل. ووسط حالة الغلاء الفاحش بتلك الأندية التى لا يقدر عليها المواطن البسيط، فأصبح ما بين نارين: إما الجلوس على الكورنيش رغم كل العقبات المتمثلة فى الأحجار والإهمال الذى تسببت فيه أعمال تغيير بعض المرافق بسبب أعمال نفق الإشارة وعدم إعادة الشىء لطبيعته، بالإضافة للشركة السابقة المسئولة عن أعمال النفق والتى تسببت هى الأخرى فى تدمير الكورنيش... ناهيك عن البلطجية الذين يفرضون المشروبات بأسعار غالية على الجالسين فيما تبقى من الكورنيش والكلاب الضالة المنتشرة على الكورنيش والدراجات النارية غير المرخصة، التى تسير بسرعة جنونية بدون لوحات لتهدد الأطفال الذين يلعبون على الكورنيش. بالإضافة إلى حالة الظلام التى تضرب المكان ليلاً باستثناء إضاءات ضعيفة تنبعث مما تبقى من مصابيح الكورنيش. والأخطر هو أن المواطن الذى جاء ليستمتع بمشهد النيل أصبح لزاماً عليه أن يرى طفح المجارى على الكورنيش وحالة الإهمال الموجودة به والأحجار المحطمة والأخشاب الملقاة. والأهم هو سوء حالة أشباه الحمامات بالكورنيش التى توجد بها أسلاك كهرباء عارية تهدد من يقترب بالموت.. تلك الأسلاك صارت عنواناً آخر للكورنيش تهدد بالموت من يقترب منها. كما تحول الكورنيش إلى ساحة لكلمات الحب والغزل وتقديم النصائح ممن فشلوا فى تجارب الحب ولوحات إعلانات عن أرقام تليفونات الشباب والفتيات ورسومات القلوب التى تزين حوائطه. وفى الجانب المقابل النيل من ناحية كفر الجزار التى تمتد على مرأى وبصر مسئولى بالمحافظة. المشهد هو الأصعب فالكورنيش الذى أنشئ بمبالغ طائلة تم سرقة أسواره الحديدية ومقاعده وانتشرت فيه كل أنواع المخالفات والبلطجة وصار إسطبلاً للحيوانات ومقلباً عمومياً للقمامة. أما عن حديقة صقلية فى منطقة الفيلات ببنها، فالإهمال فيها هو سيد الموقف وتم إتلاف مشتل الأشجار المجاور لها بشكل غريب وحرق أشجاره وإتلاف مزروعاته لمجرد الخلاف مع مستأجر المكان وصار المكان لا يليق بجلوس مواطنى بنها الباحثين عن مكان يقضون فيه بعضاً من وقتهم.