«إرباك الأوضاع، الانتقام والصراعات الطائفية».. تعد هذه هي أبرز المخاوف التي تسيطر على العراقيين وتحديدًا سكان مدينة الموصل، بسبب مشاركة الحشد الشعبي في معركة تحرير المدينة من تنظيم داعش الإرهابي. وشاركت مليشيات الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل التي بدأت أول أمس الاثنين، بعد أن أكد حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، على أهمية مشاركتهم كقوة ضاربة يخشاها تنظيم داعش. وقال أحمد الأسدي، المتحدث باسم الحشد، إن جميع فصائل الحشد وتشكيلاته، ستشارك في معركة تحرير الموصل عبر إسناد القطاعات الأمنية، مشيرًا إلى أن مهمة تحرير المناطق المحيطة بمركز مدينة الموصل وسهل نينوى، ستقع على عاتق قوات جهاز مكافحة الإرهاب وشرطة نينوى، إضافة إلى أفواج الطوارئ والحشد العشائري والمحلي. وتأتي المخاوف من مشاركة الحشد الشعبي في المعركة، باعتبارها مليشيات تنتمي للمذهب الشيعي بينما مدينة الموصل ذات أغلبية سنية، وهناك بعض الأوقايل تفيد بأن الهدف من تحرير الموصل هو «الانتقام والثأر لقتلة الحسين». ويواجه الحشد الشعبي عدة اتهامات حول قيامه بإعدام مدنيين بينهم قاصرون رمياً بالرصاص، تعذيب مئات المدنيين بهدف انتزاع اعترافات منهم، إضافة إلى نهب المنازل وتدمير دور العبادة وارتكاب أعمال عنف طائفية بحق العراقيين السنة. وكانت فصائل القوى المسلحة في الموصل التي تواجه تنظيم داعش، قد أعلنت رفضها التام لمشاركة الحشد الشعبي في المعركة، محذرًا من مغبة هذه المشاركة، كما حذرت بعض القوى الدولية من مشاركته وعلى رأسهم السعودية والولايات المتحدةالأمريكية. وترصد «بوابة الوفد» أبرز المعلومات عن الحشد الشعبي الذي يثير مخاوف العراقيين: الحشد الشعبي في العراق هو قوات شبه عسكرية، برز تواجدها في العراق بالتزامن مع توغل تنظيم داعش الإرهابي في 2014، الذي تمكن وقتها من السيطرة على ثلث الاراضي العراقية، وذلك لمواجهة هجماته. والحشد الشعبي هو عبارة ميليشيات عقائدية وسياسية، وتمثل لونا طائفيا واحدا وتتبع أحزاب موالية لإيران، ويتولى الحرس الثوري الإيراني تجهيز ميلشيات الحشد بالأسلحة والمعدات القتالية. ويتكون من فئتين، الأولى مهمته قتالية وتشمل «فرقة الإمام علي، لواء علي الاكبر وجند المرجعية »، بينما الفئة الآخرى تمسك الارض بعد تحريرها من «داعش»، وتضم «فرقة سرايا العتبة العباسية، سرايا العتبة العلوية وسرايا العتبة الحسينية». وتبلغ أعداد قوات ميليشيات الحشد الشعبي نحو250 ألف متطوع غالبيتهم من الميليشيات الشيعية السابقة. تُتهم هذه الميليشيات بارتكاب أعمال عنف طائفية بحق العراقيين السنة، في المناطق التي تستولي عليها، كما تنفذ عمليات انتقام ذات طبيعة مذهبية بحق السكان السنة الذين لم ينخرطوا في الأعمال العدائية. كانت الحكومة العراقية قد خصصت جزءًا من ميزانية الدولة الاتحادية لعام 2015 لدعم المليشيات المسلحة ، وحملت منظمة العفو الدولية الحكومة العراقية مسئولية ما ترتكبه هذه المليشيات ضد حقوق الإنسان، لأنها تقوم بدعمها وتسليحها. وتقاتل مليشيات الحشد في سوريا، ويقال إن بعضها عُرف على الساحة السورية قبل نشاطه على الساحة العراقية.