يعتبر الشباب عماد المستقبل وحاملي شعلة الأمل، الذي نعوِّل عليه مهمة النهوض بالمجتمع، ولكن لابد أن نوفر لهذا الشباب الإمكانات والسبل كافة التي تمكنهم من بناء مستقبلهم. "عصام الإبتي"، شاب مصري يمتلك موهبة فريدة من نوعها وهي النحت والرسم على الأخشاب والأحجار ونوى الثمار، حيث تزخر مصر بالعديد من المواهب الشابة التي تنتظر من يكتشفها ويخرجها إلى النور. قال عصام الإبتي، بكالريوس تجارة، إنه يمتلك موهبة النحت والرسم على الأخشاب والأحجار ونوى الثمار ك"الدوم والكوك والإنتر لوب"، حيث يمارس العمل بتلك الهواية منذ أكثر من خمس سنوات، وذلك إلى جوار عمله بمحل أجداده القائم منذ مئة عام بجوار مسجد الإمام الحسين بالقاهرة الفاطمية، قائلًا "أنا باشتغل هنا في محل جد جدي بقالة 120 سنة، وأتمنى أن أثبت وجودي في حاجة الناس تقول عليّ مبدع فيها". أوضح"الإبتي"، أنه يقوم برسم الكلمات والأشكال على النوى ثم نحتها بواسطة بعض الآلات اليدوية، ولا يعتمد على طريقة بعينها لتسويق منتجاته من "الميداليات والعصيان المزخرفة"، فهو يجلس أمام محل عمله وكثيرًا ما تلتفت أنظار المارة إلى أعماله مشيدين بتميزها ومدى إتقانها وجودتها العالية، وبتلك الطريقة يتم بيع الكثير من منتجاته، قائلًا "بقالي سنين في الهواية دي والتسويق بيبقى عن طريق شغلي هنا.. الناس بتتفرج عليا وأنا باشتغل قدام المحل فبتشتري بالطريقة دي.. وفي حاجات ببقى لسه باشتغل فيها وبيشتروها". "عزٌ دائم وجاهٌ قائم"، تلك العبارة التي قام عصام الإبتي بكتابتها على إحدى العصي الخشبية التي يقوم بنحتها على هيئة ثعبان الكوبرا، حيث ترتبط تلك الكلمات بإحدى الطرق الصوفية التي تعتقد بقوة الأفاعي وقدرتهم على السيطرة عليها وترويضها وهي "الرفاعية"، على حد قوله، حيث يقبل أصحاب تلك الطرق على شراء مثل تلك العصي لاستخدامها بشكل روحاني، قائلًا "روحانية شوية.. في طرق صوفية معينة بتعتقد بالتعابين زي الطريقة الرفاعية وبيحبوا شكلها علشان بتعبر عن حاجة روحية عندهم.. والكلمة اللي مكتوبة على العصاية هي كلمة صوفية بردو.. زي دعوة، يعني للي يمسكها إنه يبقى في عز دائم وجاه قائم". وأكمل الشاب، أن تلك الأعمال تأخذ الكثير من الوقت والمجهود، حيث تستغرق العصا حوالي شهر كامل للانتهاء منها، ولكن ما يشجع على الإبداع هو الإقبال الكثيف من الجمهور على تلك المصنوعات، نظرًا لما تتميز به الأعمال اليدوية، قائلًا "الخامة ممكن تكون رخيصة، لكن الشغل اللي فيها بيكون أغلى كتير من الخامة نفسها، وليها رواج، الحمد لله في ناس بتحبها... والعصاية التانية اللي اتباعت كانت أفعى زي كده، ومعمول لها تاج فضة وعين ياقوت وأنياب فيل".. مكنتش عارضها للبيع واللي شافها اشتراها ب1250 جنيهًا، والمفروض أنها تستاهل أكتر من كده، ده شغل "Hand Made". أشار عصام إلى ضرورة اهتمام الدولة بالصناعات الحرفية اليدوية، نظرًا لرواجها بجميع دول العالم، وتمنى أن تقوم الدولة بتبني المواهب الشابة بتلك الحرف، وتقديم يد المساعدة لهم، من حيث التسويق وتوفير الخامات، قائلاً "لازم الدولة تهتم بالصناعات اليدوية، دي مطلوبة في العالم دلوقتي أكتر من الصناعات الحديثة، وإحنا كنا متفوقين حرفيًا فيها وأصبحنا دلوقت من أقل الدول". وذكر عصام في نهاية حديثه أنه رفض العديد من عروض السفر للخارج وتمسك بالبقاء في مصر، قائلاً "في أجانب عرضوا عليا السفر.. بس أنا رفضت، مش عايز أسيب البلد.. أنا حابب مصر أوي، وهنا أحسن في بلدي غير لما أطلع بره، غربة بقى وآلام الغربة والبعد عن الوطن". شاهد الفيديو...