تشهد الخيامية ومحال القماش بمنطقتي باب الخلق و الدرب الأحمر في القاهرة، انتعاشاً في صناعة الزينة الرمضانية، استعداداً لإستقبال شهر رمضان الكريم، ليبدأ التجار بعرض اشكال مختلفة من زينة رمضان من الفوانيس والزينة المعلقة. وقام محرروا الوفد بجولة ميدانية لمنطقة الخيامية لمعرفة كيف تصنع زينة رمضان واسعارها واشكالها وكل ما هو جديد بها، خاصة بعد قيام صانعيها بتطويرها لتدخل على كل أدوات المنزل. الأصلي لزينة رمضان من جانبه قال محمد يحي بائع وصاحب محل قماش بالخيامية، أن محله لقب ب"الأصلي لزينة رمضان"، وذلك لآنه يقوم بعمل زينة رمضان بكل اصنافها واشكالها والوانها، موضحاً أن عمله بالزينة موسمي، ويبدأ بتجهيزها بمنتصف شهر رجب أو بداية شهرشعبان، أما باقي السنة يعمل بالخيام والسجاد اليدوي. وأكد يحي، أنه دائما ما يحاول التفكير في الابتكار بزينة رمضان وينفذ فكرته ليقلدها غيره العام القادم، قائلاً:"بستغل الشخصيات الكرتونية اللي يفضلها الناس والأطفال ونطبع صورهم على كرتون مثل بوجي وطمطم وعم شكشك وسمورة وبكار وحسونة، والسنة دي فكرت في تنفيذ شخصيات عالم سمسم لأول مرة وطلبت من المنفذ تصنيعها". � الطبق والصينية بنكهة رمضانية � � وأشار صاحب دكان زينة رمضان، أن الزينة كانت مقتصرة على الفانوس فقط، إلى أن اصبح البيت المصري كله رمضانيات لتدخل في جميع مستلزماته لتضفي النكهة الرمضانية عليها فنكسو جميع ادوات المنزل بقماش رمضان مثل"الصينية والطبق ومريلة المطبخ والستائر والمفارش والسلة..."، كما استخدمنا القماش المطبوع وتم خياطته على الورق الكرتون بأشكال الهلال و الفانوس والنجوم. واستكمل أنهم استخدموا القماش لكسوة الفوانيس السلك الجديدة، بجانب صناعة القعدة العربي بمشتملاتها من "البوف والطبلية و الزينة المقصوصة على هيئة فراشات ومثلثات للحوائط والأماكن العالية". وعن غلاء الأسعار قال يحي : " الاسعار زادت علشان الدولار، لكن احنا بنورد لتجار الجملة والتجزئة والفنادق، علشان كده احنا ارخص الاسعار للقماش ولزينة رمضان والسعر من 2و4 جنيه ويزيد،علشان اى حد يقدر يشتري والاقبال كويس ومش بنحس بالركود هنا لأن لنا زبونا". ال"" bean back �في الخيامية يحاول سيد ابراهيم صاحب محلين بمنطقة الخيامية، ويمتهن الخيامية وبيع القماش منذ أكثر من 35 سنة، تقديم كل ما هو مختلف وغير موجود بالسوق. وقال إبراهيم:"بستعد لرمضان بصناعة الزينة الرمضانية باشكالها المختلفة والمبتكرة، مستخدمين القماش المطبوع برسومات الخيامية الاسلامية المرتبطة برمضان لصناعة كل ما عليه الاقبال، لأن الناس بتكون عايزة تفرح وتشعر برمضان فبتشتري الزينة حتى لو قليل منها، واحنا بنعاني من الركود باقي السنة، وعندي مصنع لازم يشتغل". وبمحل سيد، يلفت انتباهك وجود البين باك"bean back" الاوروبي، الذى لا تجده سوا عنده فقط، وعلق عليه قائلاً " بعمل حاجات مختلفة مش موجودة و"البين باك" كانوا زمان بيحطوا الحبوب في شوال وبيقعدوا عليه فياخد شكل الجسم وهو مريح جداً، فتحولت الفكرة لاستخدامها في حياتهم العادية، واحنا بنحط فيه فوم كور صغيرة، وبستغله وبجدد فيه بوضع رسومات اطفال واشكال رمضانية لتناسب الشهر، كما يستخدم في الفنادق ايضاً". وطرح إبراهيم، أن اسعار متر القماش تتراوح من 6 ل15جنيه، ومتر الزينة من 3 ل10 جنيه، وهناك النجمة والفانوس المحشو فايبر سعرها من 7ونصف ل25 جنيه للوحدة الواحدة. و أشار إبراهيم، أن نسبة الاقبال فوق الضعيف وتحت المتوسط، متوقع أن تزيد النسبة في اخر شعبان،مؤكداً أن تراجع حالة البيع والشراء يعود للحالة الاقتصادية المتازمة للمواطن، وغلاء اسعار احتياجاته الاساسية. وعن وجود خيمة مرتكزة وسط المحل قال إبراهيم: "انا بعمل خيمة يدوية وده شغلي الاساسي وبزود عليها قماش مطبوع لتجذب الزبائن، وفي رمضان الكافيهات والفنادق بتستخدمها كزينة باحد الجوانب، كما تضعها المولات والمدارس بالمدخل كرمز لرمضان و حتى نستطيع أن ننافس الخيمة الصيني الصغيرة وسعرها يبدأ ب150 حتى 500 جنيه". � أصغر تاجرة شاركت ملك محمد 12 سنة، والدها في بيع بهجة رمضان المتمثلة في الزينة، وقالت أنها تساعد والدها في الأجازة. �وبدأت ملك في شرح كل ما يحتويه المحل من بضاعة واسعارها، مبينه أبرز البضائع الجديدة بالمحل وهي" خددية مطبوع عليها اشكال كرتونية بالألوان ب30 جنيه وأخرى صغيرة ب15 جنيه مطبوع عليها عمو فؤاد وبكار واشكال اخري بالأبيض والأسود". كما أشارت أن هناك طبلية مكسية بقماش رمضان المطبوع، والجديد هذا العام طقم بوفات بقماش رمضان للقعدة العربي ب60 جنيه، ومريلة المطبخ ب30 جنيه، فضلاً عن لوحة مطبوع عليها اشكال كرتونية شهيرة ب100 جنيه، مؤكدة أن جميع المنتجات مكسية بالقماش المطبوع الخاص بالخيامية. ابلة فاهيتا ب100 جنيه وأضاف سامي بدوي بائع قماش رمضان بمنطقة باب الخلق أنه يتفرغ بداية من شهر رجب لبيع مستلزمات رمضان الترفيهية، ويبيع كل ما هو مختلف عن رمضان الماضي، وذلك لأن الزبون يلفت انتباه كل ما هو جديد، موضحاُ أنه لا يعمل بتلك المهنة باقي السنة. واستكمل بدوي، أن القماش المطبوع برسومات الخيامية المعروف وسط العامة"بقماش الخيامية" كان وحده زينة رمضان، ولكن تم استغلاله بشكل اكبر ليصنع منه المفارش والخدديات ويكسو به انواع مختلفة من الفوانيس. وقال بائع القماش: "بأن التجار طورو المهنة حتى لا تتوقف علشان الزبون لو ملقاش حاجة جديدة تجذبه مش هيشتري والسنة دي الجديد والمنتشر مريلة المطبخ وخدديات مطبوع عليها شخصيات كرتونية محببة، والسنة الي فاتت كان مجرد قماش مطبوع عليه بوجي وطمطم فقط". وعلق على القماش المطبوع بابلة فاهيتا قائلاً:"رغم أنها مش كرتون أطفالي بس الاطفال والكبار بيحبوها وبتجذبهم باعتبارها عروسة، موضحاً أنهم يقصوا القماش ويثبته بسلك او خشب و يزود بلمبة ويصبح تابلوه منور وسعره100 جنيه. وبين بدوي أن الاقبال من قبل اصحاب المطاعم التي تقيم خيمة رمضانية أو الكافيهات التي تتزين بمفروشات رمضانية، يأتوا الخيامية لشراء كل المستلزمات لتتماشي مع الشهر الكريم، فضلاً عن الأهالي التى تحاول إدخال البهجة والفرح على ذويهم بتلك الزينة قائلاً:"الناس بتتلكك علشان تفرح". المتر ب 5جنيه ولفت بدوي أن القماش صناعة مصرية و اسعاره زادت بنسبة بسيطة ليتراوح سعر المتر من 5 ل25 جنيهاً وذلك على حسب الخامة، مشيراً أن الإقبال بعد الثورة قل بنسبة 70 % على جميع الاشياء التجارية، مؤكداً أن هذا العام مختلف حيث بدأت نسبة الاقبال تتزايد أكثر من الأعوام الماضية. كما ارجع تراجع الاقبال ايضاً إلي البيع عن طريق شبكة الأنترنت، لأنه أثر سلباًعلى ربح التجار، وجعلهم �تجار جملة اكثر من القطاعي الذي يكون هامش الربح فيه أكثر. وفي نفس السياق قال محمود الحريري صاحب محل قماش بالخيامية، أنه يعمل بمهنة الخيامية منذ 30 عاماً، وفي رمضان تنتعش حركة البيع والشراء لأنه يحاكي السوق المصري،أما باقي العام يحاكي السوق العالمي والأجنبي. ولفت الحريري أن استعداده لرمضان موروثي مثل باقي المصريين، وبالخيامية له نكهة مختلفة بسبب موقعها بقلب القاهرة الفاطمية القديمة التي خلق رمضان بها، بجانب أحاطتها بالكثير من المهن المرتبطة برمضان مثل صناعة الفوانيس. كما أضاف أن الخيامية جزء اساسي من رمضان لأن الفاطميين اول من اخترعوا موائد الرحمن مستخدمين السراديق الكبيرة من قماش الخيامية لذلك ارتبطت المنطقة برمضان وطقوسه. وروى صاحب محل القماش بالخيامية، أن زينة رمضان زمان كانت من الورق إلى أن استغلها اسطوات الخيامية وصنعوها بالقماش لتكون أكثر مهنية واحترافية وهي تمد الناس بالبهجة خاصة بعد إضافة الشخصيات الكرتونية الموروثة مثل بكار وحسونة ورشيدة وبوجى وطمطم باعتباها مرتبطة برمضان،لافتاً أن العام الماضي اقتصر على بوجي وطمطم وفؤاد المهندس فقط إنما زادت طباعة شخصيات أكثر هذا العام كبكار وابلة فاهيتا وغيرها.. انخفاض الاسعار وعلق الحريري، على الأسعار بأنها أنخفضت عن العام الماضي وتتراوح من 5ل 10 جنيهات، وذلك لعدة اسباب منها الحالة الإقتصادية مع قلة جودة الخامة، والعامل الأكبر هو عدم منافسة المنتج الصيني هذا العام لأن المستورد شعر بفرق العملة وأنه لا يستطيع منافسة المنتج المصري، خاصة بعد اقتحام القماش الصيني للسوق فترة وتراجعه لأن جودة المنتج المصري طغى عليه، وهذا ما جعلنا نبيع بحرية اكثر. وطالب الحريري من الدولة ان تدعم المهن اليدوية دعما ترويجيا وتسويقيا وليس مادي لأن تدهور السياحة ادي لتراجع المهنة بشكل كبير لاعتمادها على السائح بنسبة 98%. وشدد على ضرورة الإهتمام بالمهن اليدوية لأنها كفيلة� لتحل مشكلة البطالة الموجودة بمصر وكفيلة تحقق رواج من الدخل والعملة الصعبة ، بشكل لا يكفيها من البترول وقناة السويس. ميزة لا توجد سوى بالمهن اليدوية وتابع أنه لابد من استغلال ميزة المهن اليديوية باعتبارها لا مثيل لها في العالم وبالتالي لا يطبق عليها اتفاقية الجات و نظرية الاحتكار وبذلك يمكننا أن –نلعب بالاسعار زي ما احنا عايزين- على حد قوله، وهذا ما فعلته الهند وطورت نفسها واصبحت من علامات الصناعات اليديوية في العالم. وأكد أن الدولة لو استعانت باصحاب المهن اليدوية على هامش مؤتمراتها لتنشيط السياحة سينتج عنه رواج للمهن، و التسويق من الدولة سيفرق في تطور المهن ووصولها للعالمية، مضيفاً أنهم يقيموا معارض خارجية بالجهود الذاتية ولكنهم لا يستطيعوا محاكاة الدولة في إمكانتيتها. � � �