عبده داغر أحد رموز آلة الكمان فى العالم، استطاع تأليف العديد من المؤلفات الموسيقية التى لفتت نظر العالم خاصة الغربى الذى يقدر روح الموسيقى المصرية التى أجاد داغر إظهارها مزخرفة بمواصفات كبار الموسيقيين فى العالم، مكوناً لنفسه رغم كلاسيكيته عالماً خاصاً به. يعانى داغر من مشاكل صحية، لكنها لا تعوقه بشكل كامل عن عزفه ومشاركته، فهو سيفتتح القسم العربى فى «كونسرفتوار» فرنسا خلال الأيام المقبلة، إلى جانب إسناد دار الأوبرا أحد فصول مركز تنمية المواهب التابع لها لكى يقدم المواهب الجديدة.. سألته: ما أخبار نشاطك خارج مصر خلال الفترة المقبلة؟ - كنت فى مهرجان بالكويت قبل فترة، وافتتح القسم العربى بكونسرفتوار فرنسا وسيقومون بتكريمى خلال هذا الافتتاح، لقد أصبح العالم مهتماً بموسيقانا العربية ويحاول استثمارها، فى الوقت الذى ننصرف نحن عن أصول موسيقانا إلى أشكال وألوان رديئة تشوه الصورة الموسيقية المصرية، وتشجع على القسوة والجفاء لأنها خالية من معانى الجمال وتبتعد عن رسالة الفن التى مضمونها الحث على الحب والخير والحق والجمال. ما المخرج من تردى الذوق العام وندرة المبدعين؟ - الحل كان ولا يزال فى الملاجئ تلك التى علمت عبدالحليم حافظ وأحمد فؤاد حسن وعلى إسماعيل وغيرهم، لكنها تخلت الآن عن رسالتها، فقد كانت تعلم الحرف التى يحتاجها المجتمع ومن بينها حرفة الموسيقى، لكن للأسف مصر تردت منذ عهد عبدالناصر التى تسلمها محروسة شامخة وتركها منكوسة تثير الشفقة، كان بها وقت أن تسلمها كبار مقرئى القرآن الكريم والمنشدين والمطربين والعازفين وخير جمهور، وتركها وقد جفت روافدها ويبست أشجارها حتى إذا ما جاء مبارك أجهز على ما تبقى من يد العهد الناصرى لكننا فى مصر لا نعرف أن نعاقب من أخطأ على رغم أن النظام الكونى الذى خلقه الله تعالى به الجنة والنار والثواب والعقاب، من يسأل إذن عن الهدم والتجريف، إن مصر تحتاج إلى قرن من الزمان لكى تعود إلى ما كانت عليه وحتى يجد من له قيمة مجالاً فى الحياة ليبث فيها الجمال كما كان الأمر من قبل، فما تسمعه الجماهير الآن دليل انحطاط شعبى واسع المدى. ما الدور الذى على الدولة القيام به من أجل إعادة الفن والجماهير إلى ما كان؟ - الدولة لابد أن تقوم بدورها الرقابى فى محاربة القبح والفجاجة، فنحن نعيش عصر المسيح الدجال فى كل شىء، والرئيس السيسى وطنى من طراز فريد، وهو يمثل رقم 7 فى الترتيب الرئاسى الجمهورى، وهو رقم له دلالته الكونية الخاصة، وهو اختيار إلهى ساق إليه أيادى عباده لينقذ مصر من نيران الإرهاب وقوى الشر فى الداخل والخارج، لكن الفساد كثير وكثيف ويحتاج إلى مقاومة أكثر مما يحدث الآن، رغم أن ما أنجزه السيسى فى عامين يحتاج إلى عقود لكن الداخل يحتاج إلى كفاح أكبر لكبح جماح الفساد ومحاربة غلاء الأسعار وضبط الكثير من الإيقاع المكسور. كيف ترى الفارق بين عبدالوهاب وأم كلثوم وما سر نجاح عبدالحليم حافظ؟ - كلاهما عبدالوهاب وأم كلثوم مدرستان عظيمتان لا تفضيل لمدرسة على أخرى، وسر نجاح عبدالحليم فى أنه التزم بنصيحتى وهو صغير إذ غنى مع فرقتى أغنية «يا رايحين الغورية» وكانت النصيحة هى أن العازف العظيم خلف المطرب هو الذى يرفعه، فما لبث حين وصل إلى القاهرة أن يصاحب الفرقة الماسية وتصاحبه. ما السبب وراء تردى مستوى عازف الكمان تحديداً فى الفرق الموسيقية؟ - لأنها آلة تحتاج إلى تدريب مكثف متواصل، والعزف الارتجالى الذى نسمعه لآلة الكمان فى وسائل الإعلام مزعج وغير جميل، إن السلام الجمهورى ذاته يعزف فى المناسبات غير خال من النشاز، وأصبح العالم يضحك علينا حين نعزفه.