لقد جاءت تصريحات الدكتور يسرى حماد المتحدث باسم حزب النور السلفى فى المقابلة الغير مسبوقة مع راديوا الجيش الإسرائيلى صدمة بكل المقاييس لنا كعرب ومسلمين ومصريين وايضا مفاجئة غير متوقعة للإسرائيليون وهذا ماصرح به أحد مسئوليهم لوكالة "هآرتس بريس" والذى يتعجب من قبول أخونا السلفى الحديث مع وسيلة إعلامية إسرائيلية .. لكن ماالعجب كانت متوقعة من حيث توقيتها ومن حيث تفردها، ولكن ما هو مفاجئ وغير متوقع هو حالة التبجح العلنية من السيد حماد فى إختياره للإعلام الإسرائيلى فى أن يكون هو الابرز في المنطقة الذى يبدأ بالحديث له ليطمئن الصهاينة على إحترام معاهدة السلام التى نقضتها إسرائيل منذ سنين وترحيبه بالسياح من أى مكان وطبعا بما فيها السياحة الإسرائيلية فماذا كنا ننتظر من حماد وحزبة المبهور بنشوة الإنتصار فى الإنتخابات الجارية الأن والتى تدنيه كل يوم خطوة نحو إعتلاء عرش مصر الذى قدم لهم على طبق من ذهب بعد أن اخرجتهم الثورة من قمقمهم وهم الذين كانوا يحرمون حتى السلام على من يذهب ليدلى بصوته فى الإنتخابات أيام العهد البائد وكانوا يحرمون العمل بالسياسة ولو شاءوا لجمعنا لهم كتبهم وفتواهم فى هذا الشأن .. اليوم طلقوا كل هذا حتى قبل أن يجلسوا على كرسى العرش .. وكانت أول القصيدة تطبيع !! وطظ فى فلسطين وطظ دماء الشهداء وطظ والف طظ فى مصر والمصريين ومرحبا بابناء العم سام فى بلادنا بالمايوهات والبكينى فى ظل معاهدة الخزى والعار التى يقدمون الوعود الأن للصهاينة بالحفاظ عليها ؛ مرحبا بالإستثمار الإسرائيلى ومرحبا بالإنفتاح عليهم "ولكم دينكم ولى دين" إن مادعا الإخوة فى حزب النور بكل أطيافة التى يضمها فى أن يقولوا هذا الكلام على لسان متحدثهم الإعلامى هو أنهم يعلمون تماما أن حكام العرب ماهم إلا مجرد عبيد للأمريكان والاسرائيلين وان من يريد مساعدة من أى حاكم عربى من مال او سلاح او حتى مشاريع في بلده؛ فقط عليه أن يذهب إلى الاسرائيلين وبمجرد مكاملة هاتفية من أي مسؤول إسرائيلي لصاحب الجلالة والسموا والفخامة يجد الجواب من هولاء الحكام "صار وادلل سيدى .. الوطن وطنك والثروة ثروتك ونحن عبيدك وجاهزون لتنفيذ امرك في الحال" إذن اعطوهم كل مايحتاجونه من مال ومشاريع، لذلك لا تلموا هؤلاء ولوموا انفسكم التى سمحت لهم بان يكونوا فى موقع المسئولية حتى يفعلوا مالم يستطيع النظام البائد طوال السنين الماضية فى أن يفرضة على الشعب المصرى.. ألا وهو التطبيع ! إن مايدعوا للدهشة هنا هو الإنقلاب على المبادىء هذا الإنقلاب الذى يؤكد إن هؤلاء ماهم إلا طلاب سلطة .. فى سبيلها تداس كل الأشياء وتحطم كل المبادىء وأنهم مستعدون لتقديم التنازلات أكثر وأكثر ليس للصهاينة فقط بل التنازل عن كل مبدأ يشعرون أنه عائقا بينهم وبين هذه السلطة ؛ .. فى شهر مايو الماضى خرج آلاف السلفيون للتظاهر أمام كنيسة مارمينا بالقاهرة للمطالبة بحماية الأخت "عبير" على خلفية روايات تفيد بإشهار إسلامها وإحتجازها فى إحدى الكنائس مما أدى لإشتباك مع الإقباط اسفر عن سقوط نحو 12 قتيلا وإصابة نحو 200 آخرين والتى عرفت إعلاميا "بفتنة عبير" وفى 17 ديسمبر الجارى وبعد أن ذاق الإخوة السلفيون طعم الكراسى والسلطة التى اصبحوا "قاب قوسين منها او أدنى" بفضل الإنتخابات البرلمانية الجارية؛ سكت السلفيون وغضوا الطرف تمام عن ماحدث لإحدى الفتيات المنتقبات والتى تم الإعتداء عليها .. رغم أنها مسلمة أصلا ومنتقبة وخرج علينا الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية لينفى علاقة الفتاة المنتقبة بالسلفيين !! لماذا يامولانا لإن هذه الفتاة ليست منتقبة لكنها ارتدت النقاب لتصعيد الأحداث وجر السلفيين وتورطهم فى الاحداث .. محذرا من محاولات إثارة الفوضى والإلتفاف على نتائج الإنتخابات البرلمانية !! حتى لاتضيع الكعكة من بين ايديهم إن المعروف عن المنهج السلفى الحق أنه ليس له علاقة بالسياسة والحكم لان دورة الرئيسى هو دعوة الناس إلى التوحيد والنصح وتبيان العقيدة الصحيحة .. إذن مايدّعون أنهم سلفيون ماهم إلا متسترون بالإسلام من اجل الحصول على مغانم ومنافع سياسية .. نحن نعرف أن السلفى الحق يتبراء من الديمقراطية وليس المشاركة فيها لإن المشاركة فيها تعنى الإقرار بشرعيتها وهذا ماكان يعيبه السلفيون على الإخوان دائما ويتهمونهم بالتواطىء والموالاه للحاكم الظالم فماذا حدث ؟؟ لقد بدأ السلفيون عهدهم الجديد بمد يد الصفح والتسامح والترحاب مع قتلة الفلسطينيون والمتآمرون على الأمة من خلال الحلف الأمريكى الصهيونى لزعزعة إستقرار مصر ومحاولة إجهاض الثورة بالتطبيع معهم ولو بالكلام مبدئيا لانه بهذا الكلام الذى أعتقد أنه ليس من قبيل المصادفة بل ربما يكون بالتنسيق مع بعض القوى الخليجية التى سيكون لها باعا طويلا فى إدارة العملية السياسية بالبلاد فى حالة فوز هؤلاء بالأغلبية وذلك بفضل الأموال التى تغدقها هذه القوى على كثير من هذه التيارات حتى من قبل الثورة فاطلقوا لهم الفضائيات واسكنوهم القصور وفتحوا لهم الخزائن واليوم القيت السلطة بالصدفة فى طريقهم فخرج الشعب المصرى من تجربة قاسية عاشها منذ ثورة 1952 حتى ثورة 25 يناير 2011 ليصوت لهم فى الإنتخابات ويخوض بهم تجربة بناء مصر الجديدة .. لكن الأخوة السلفيون من الواضح انهم فهموا أصول اللعبة خطأ بدليل أن أول القصيدة تطبيع !! واختتم مقالى بالتنويه على أننى لست علمانيا ولاليبراليا ولا إخونيا قبل أن اتهم بذلك بعد المقال بل "مسلما حنيفيا" أحب السلفيون لان منهج السلف الحق هو منهجى واحب الإخوان لإننى أحب الوسطيه والإعتدال وأحب العلمانيون لإننى مع الحرية والإنفتاح المشروطين بعد تعارضهما مع أصول ومبادىء الشريعة الإسلامية .