"إن لك شئ في هذا العالم.. فقم" كلمات لغسان كنفاني، تحمل معاني الابتعاد عن الركود والانتظار، وتدعو للنهوض حول مالنا في العالم فكرنا، ماضينا، حاضرنا، مستقبلنا إما أن نقبل بأن يرسم لنا، أو نرفض ونصمم على رسمه لأنفسنا كل حسب معافرته حتي النهاية، أخذها محمد طارق منهجًا ليؤمن بموهبته التي نكرها الكثير منذ طفولته. طارق، شاب في الخامسة والعشرين من عمره، درس بكلية التجارة، جامعة المنصورة، يجيد الرسم علي الأشياء الصغيرة مثل حبات الأرز والمكرونات بأشكالها، وكذلك حبات الفول وأوراق الشجر، يعتمد في حياته علي مبدأ التحدي وكان الرسم بدقة على الأشياء الصغيره نوع من أشكال التحدي بالنسبة إليه . ويقول طارق ل "الوفد": " كنت عامل رجيم وماشي علي نظام غذائي وممنوع من الشكولاتات وغيرها ومرة أختي جابتلي شكولاتة ومكنتش عاوز أكلها وتحديت نفسي ومكلتهاش، وحاولت أرسم عليها وطلعت حلوة ومن بعدها فضلت ارسم علي المكرونات والأرز وحدة وحدة مستويًا اتقدم وبقيت برسم علطول". "ريشة وألوان وشوية ورق شجر وحبوب مكرونة وأرز وأحيانًا حبات فول وغطي زجاجة"، أدوات بسيطة يجمعها الرسام حوله في غرفته، وفي وقت لايتجاوز النصف ساعة، يكون قد أنجز مهمته وأكمل رسمته لتخرج من تحت يده إما منقوش عليها منظر طبيعي، أو شخصية تاريخية، يسطرد محمد، " صغر حجم الأشياء اللي برسم عليها بيتعب عيني وبكون مرهق جدًا بعدها بس النتيجة بتفرحني وبتخليني أتشجع أكتر" أقدم الفنان على الرسم علي الرغم من إنكار الكثير لموهبته وأنها لاتؤتي بثمارها ولافائدة منها في الوقت الحالي، ويضيق" كل الناس قالتلي الرسم دا ملوش لازمة ومبيكألش عيش سيبته شوية واشتغلت كذا شغلانة بس مكنتش بلاقي نفسي فيهم، ورجعتلو تاني واتجاهلت كلام الناس ورجعت أرسم أكتر من الأول". وأشار طارق أنه يعمل في مجال الديكورات ورسم البورتريهات بالزيت ويسعي لتطوير عمله أول بأول وأردف: "بشارك في مسابقات كتير وحصلت علي مركز أول وتاني وتالت في معظم اللي شاركت فيهم، وبعدها عملت صفحة علي الفيس وكنت بنزل عليها رسوماتي ولقيت تفاعل كتير من الناس ودا اللي شجعني والناس بدأت تطلب مني شغل". أما عن مسابقات الجامعة فيقول: "كانت بتواجهني مشكلة كل ما أدخل مسابقة كانوا بيشككوا في رسمي أن حد بيرسمهولي". يسعي محمد أن يرسم لنفسه اسمًا بين عمالقة الرسم، ويؤكد أنه لن يستسلم وينهي كلماته بكلمات مأثورة يسير عليها منهجًا، وتكون هدفًا له في طريقه ويقول "تفني الأجساد وتبقي الأسماء فلنجعل أسماءنا باقية".