حالة من الشد والجذب الدائمة أمام مكاتب التموين الخاصة بصرف المواد الغذائية، يتخللها بعض المشاحنات بين البائع والمواطن الغاضب من نقص السلع، مشيرًا كل منهم بأصابع الاتهام إلى الآخر محملًا إياه مسئولية نفاد السلع، فيتهم المواطن صاحب المنفذ بتهريب وبيع المنتجات في السوق السوداء، وبدوره يقوم الموظف باتهام المواطن بالجشع والإقبال الشديد على السلع، ما يتسبب في نفادها. أزمة جديدة تقع على كاهل المواطنين، حيث شهدت منافذ البقالة التموينية والمجمعات الاستهلاكية نقصًا كبيرا في كميات السلع الغذائية "التموين"، وذلك بعد ان شهدت الاسواق المصرية اختفاء العديد من السلع وارتفاع اسعارها ، وجاء على رأسها سلع السكر والزيت والارز. وبلغ سعر السكر تسعة جنيهات فى السوق الحرة، الأمر الذي لم يحقق احتياجات أصحاب البطاقات التموينية وأثار غضبهم واستيائهم. ففي محافظة القلوبية أعرب عدد من أصحاب محلات البقالة عن استيائهم الشديد من تلك الأزمة، فأكد "عادل محمود" عدم قدرته على صرف كل حصص المواطنين من منتج السكر لحاملي البطاقات التموينية؛ وأرجع سبب الأزمة إلى عدم إنتاج المصانع المختصة أيام العطلات الرسمية مؤخرًا، الأمر الذي أحدث عجزًا -من وجهة نظره- في توريد المنتج لهم ثم توريده للمواطنين. وفي السياق ذاته؛ أشارت "فتحية مجدي" إلى أن جميع مخازن التموين خالية تمامًا من منتج السكر والزيت وليست مشكلتهم هم، حتى أن المسئول عن أحدهم قرر إغلاقه والهروب من البقالين ممن أكثروا في التردد على المخزن للسؤال عن توافر المنتج والحصول على حصص المواطنين منه، وطالبت بسرعة إيجاد حلول للسيطرة على الغضب الذي اجتاح المواطنين بسبب تلك الأزمة. وعن منطقة إمبابة قال التجار بمنطقة إمبابة إن هناك نقصا بكميات السكر و الأرز، موضحين أن ازمة السكر تعتبر الاولي في حدوثها، أما الأرز فيعد الشهر الثاني علي التوالي للنقص في كمياته التى وصلت إلى ال200% بحسب أقاويل التجار. وأضاف التجار، أنهم يلقون سخطا كبيرا من قبل المواطنين بسبب نقص السلع، ليوضح أحدهم: "روحوا شوفوا الموزعين واتكلموا معاهم بنفسكوا عشان تتأكدوا إحنا ملناش ذنب". في نفس السياق، التقت "الوفد" بالمواطنين الموجودين لصرف سلعهم التموينية، وتقول ام محمد: "أنا بلف علي مكاتب التموين بسأل علي سكر ورز ومش لاقية حاجة مش عارفين احنا هيحصلنا ايه تاني كل حاجة غالية ومش موجودة هناكل الطوب ولا ايه؟؟ " وتضيف عبير محمد بصرخات مكبوتة "انا صرفت التموين، بس في نقص في السكر والرز السكر كيسين بس علي كل بطاقة والرز مفيش خالص مش عارفين بكرة هيحصلنا ايه تاني". وباحدي مكاتب التموين،كانت لاتوجد اي كميات من السكر فاضطرت ام سيد لصرف إريال بدلا من السكر فتقول، "جيت أصرف ملقتش سكر خدت بداله إريال ". وفي منطقة باب الشعرية، أوضح سيد ابراهيم صاحب محل تموين، أن السلع التموينية كانت متوفرة بشكل جيد في أول أكتوبر ولكن نظرًا للاقبال الشديد وتهافت المواطنون على المنتجات تم صرف كامل المخزون بالمجمعات، وقد ارجع ذلك الى عدم الوعي الكامل لدى المواطن لشراء ما هم في حاجته فقط وحصولهم على كميات كبيرة من الارز والسكر، ما يؤدي الى نفاد الكميات المعروضة بالكامل قائلا: "السلع كانت موجوده بعناها للناس لحد يوم 5 والناس بتاخد اكتر من حقها والمحل بقى فاضى والزبون بيبقى عايز سكر". وذكر ابراهيم، أن بعض التجار يهربون السلع التموينة لبيعها بالسوق السوداء من اجل الحصول على مكاسب مادية اكبر مما يزيد من غضب المواطنين فتشتعل المشكلات أمام منافذ البيع قائلًا: "في زباين على حق علشان في بقالين بيبقى عندهم سلع وبيفضلوا انهم يبيعوها سوق سودة علشان المكسب اكتر". وفي نفس السياق قال كمال احمد، مدير إحدى المجمعات الاستهلاكية، إن السبب الرئيسي في أزمة اختفاء السكر والارز وارتفاع اسعارهم هو نقص الإمدادات التى تقدمها الوزارة لمكاتب التموين، ما أثر بشكل سلبي على المبيعات، فضلًا عما سببه من مشاحنات دائمة ما بين المواطن وموظف التموين قائلًا "البياع مخنوق مش عارف يبيع ولا يشتري..والمواطن مخنوق يطلع غلبه ويتخانق مع البقال.. والتكالب على السلع بيخلصها بسرعة". واختتم حديثه مطالبًا الحكومة بتوفير السلع داخل المجمعات بدلًا من المنافذ المتحركة لضمان وصول المنتجات بطريقة صحيحة الى جميع المواطنين بطريقة عادلة قائلًا: "ايه فايدة عربية تقف في ميدان يتلم عليها البياعين وبتوع القهاوي علشان ياخدوا البضاعة ....طيب اوفرها للمواطن في المنافذ الثابتة". شاهد الفيديو...