اكدت منظمات غير حكومية غربية تعنى بالدفاع عن حقوق الانسان ان رئيس كوريا الشمالية الراحل كيم جونج ايل جعل شعبه يعيش الجحيم على الارض . واعلن كين روث المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش ان النظام الستاليني مسؤول عن الجوع ومعسكرات العمل والاعدامات ما تسبب بملايين القتلى. واضاف روث ان ايل سيبقى في الذاكرة مثل المشرف الشرس على قمع منظم وجماعي بما في ذلك تعمده جعل شعبه يموت من الجوع . واوضح سام ظريفي مدير منظمة العفو الدولية لمنطقة اسيا والهادىء ان الاعداد لنقل السلطة الى كيم جونج اون النجل الذي اختاره ايل لخلافته كانت مناسبة لاعدام محتمل لمئات المسؤولين . وحسب معلومات حصلت عليها منظمة العفو الدولية فان كيم جونج اون ومعاونيه سوف يحاولون ترسيخ حكمهم الجديد من خلال تكثيف القمع وسحق اية محاولة للانشقاق. ويترك ايل اقتصادا متهالكا في بلد يعيش مجاعة قاتلة ونقصا خطيرا في المواد الغذائية. ويعاني ثلث الشعب في البلاد حاليا من نقص غذائي في حين ان مئات ملايين الاشخاص تعتبرهم الدولة معارضين يقبعون في السجون. وزار أمس الرئيس الجديد كيم جونج أون المكان المسجى فيه جثمان والده كيم جونج ايل .اعلنت وكالة الانباء الكورية الشمالية «ان أون القى نظرة على جثمان الرفيق كيم جونج ايل مع ممثلين عن الحزب والحكومة والجيش» .وتحدثت وسائل الاعلام الكورية الشمالية عن مشاعر حزن جماعي لدى الكوريين الشماليين منذ اعلان وفاة ايل الذي اصيب بنوبة قلبية قبل ايام خلال جولة في القطار في البلاد. ومن المقرر ان تنظم مراسم تشييع الزعيم السابق في 28 ديسمبر الجارى وطلبت السلطات من الكوريين الشماليين مبايعة نجله الاصغر كيم جونج اون الذي عين زعيما جديدا للبلاد. وبث التلفزيون الكوري الشمالي للمرة الاولى صورا لجثمان الزعيم الراحل كيم جونج ايل وحوله عدة مسؤولين من الحزب الحاكم بينهم نجله الاصغر كيم جونج-اون. وبث التلفزيون صورا لجثمان الزعيم السابق وقد بدا في لباسه الكاكي المعتاد ووضع فوقه غطاء احمر وسجي في نعش زجاجي محاطا بالورود البيضاء والحمراء.والجثمان مسجى في ضريح كومسوسان في بيونج يانج حيث يوجد ايضا جثمان والد الزعيم الراحل مؤسس كوريا الشمالية الشيوعية كيم ايل سونج الذي توفي في العام 1994. وتواصلت امس ردود الفعل الدولية حول وفاة رئيس كوريا الشمالية واعلان نجله كيم جونج اون رئيسا وزعيما بالوراثة خلفا له. قدمت كوريا الجنوبية تعازيها للشعب الكوري الشمالي برحيل زعيمها رغم العلاقات المتوترة بين البلدين اثر حادثين حدوديين وقعا السنة الماضية وتسببا بسقوط قتلى. واعلن يو ووك-ايك وزير الوحدة ان الحكومة تقدم تعازيها لشعب كوريا الشمالية. واعلنت سول انها لن ترسل اي وفد حكومي للمشاركة في مراسم تشييع الزعيم الكوري الشمالي الراحل. وقال الوزير الكوري الجنوبي: «لن نرسل أي وفد حكومي لكن عائلات الرئيس السابق كيم-داي جونج والرئيس السابق لمجموعة هيونداي تشانج مونج-هون سيسمح لهم بالتوجه الى كوريا الشمالية للمشاركة في مراسم التشييع». وكانت كوريا الجنوبية وضعت جيشها في حالة تأهب مع اعلان كوريا الشمالية وفاة ايل. كما عززت مراقبة حدودها الخاضعة لاجراءات امنية مشددة. وتوجه الرئيس الصيني هو جينتاو الى سفارة كوريا الشمالية في بكين ليقدم تعازيه شخصيا بعد وفاة الزعيم الكوري الشمالي ، فيما دعت بكين الشعب الكوري الشمالي للاتحاد وراء زعيمه الجديد كيم جونج اون. واعلنت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية ان الولاياتالمتحدة قلقة جدا على شعب كوريا الشمالية بعد وفاة ايل. وقالت هيلارى: «نحن قلقون جدا على خير شعب كوريا الشمالية وافكارنا وصلواتنا هي معهم في هذه الاوقات الصعبة». وعبرت واشنطن فى بيان عن الامل في ان تختار القيادة الكورية الشمالية الجديدة توجيه امتها نحو طريق السلام عبر الوفاء بالالتزامات التي قطعتها كوريا الشمالية وتحسين علاقاتها مع جيرانها واحترام حقوق شعبها . وكانت هيلارى دعت الى انتقال سلمي ومستقر للسلطة في كوريا الشمالية بعد رحيل ايل الذي خلفه ابنه كيم جونج اون.
