فقدت اليمن واحد من أعظم أبطالها العسكريين خلال صراعاتها الدموية التي دامت لأكثر من 5 أعوام، هو اللواء عبد الرب الشدادي قائد المنطقة العسكرية الثالثة، الذي استشهد أمس، في اشتباكات مع مليشيا الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح منطقة صرواح غربي مأرب. تدرج الشدادي في السلك العسكري ووصل إلى أعلى المناصب بفضل قوة شخصيته وكفائته ومهارته القتالية، وعندما كان ضابطا صغيرا كلف بمهمة تأمين شاحنات كانت مليئة بالسلاح, ولكن حينما اكتشف أنها محملة بالخمور، غضب وأوقف الشاحنات وأمر جنوده وسائقي الشاحنات بالعودة إلى المعسكر، لينهض صباحاً قائد المعسكرالذي كلّف شدادي بالمهمة ويحاكم محاكمة عسكرية انتقاما منه بعد أن وجد ساحة التدريب مستنقعاً للكحول الفاخرة وآلاف الزجاجات المكسرة. تدخل حسن الأحمر الرجل الثاني في اليمن بعد الرئيس اليمني آنذاك علي عبد الله صالح لرفع المحاكمة عن الشدادي بعد اتهامه بمخالفة الأوامر العسكرية, والغى علي عبدالله صالح حكم الإعدام الصادر بحق الشدادي. وبعد مرورعدة سنوات يتم اختيار الشدادي في التشكيلة الجديدة لقوات الحرس الجمهوري الأكثر تطوراً واحترافية بقيادة نجل الرئيس حينها علي صالح. . تميز الشدادي بشخصيته المتمردة الرافضة للفساد، فقد خالف الأوامر للمرة الثانية حينما كلف بفض الاعتصام في مارس 2011الذي دعا لإسقاط منظومة حكم الرئيس علي عبد الله صالح، كما وقف ضد انقلاب الحوثيين في 2014 ، وساند الشرعية اليمنية في الوقت الذي تخلى عنها الجميع. قاد الشدادي قوات الجيش الوطني خلال المعارك الدائرة في مدينة مأرب بمديرية صرواح ضد الميليشيات الحوثية والرئيس المخلوع على عبدالله صالح، وأثناء المعارك الدائرة استشهد الشدادي، حيث أصيب بجراح بليغة نقل على اثرها إلى المستشفى، و توفي بعد ذلك..