لا أهدف لتقديم رؤية عما يحدث في مصر منذ ساعات مبكرة من صباح الجمعة الماضية، ولا أريد أن أبدو مفكر عصري أو أوحد زماني لأحلل ما يحدث في مصر ولا حتى ما يفعله الجيش بلحمنا في شارع القصر العيني وامتداد (سحله) حتى وصلنا لميدان التحرير فتعرى صدر و.... المتظاهرة بيد أفرد الجيش، وهو ما يمثل في عرفنا المصري الشهم (موتها أفضل) وأنا لا أزيد في مصابها، ولا ذنب لها ولكني أقول لمن عراها (بأي ذنب هتك حجابها؟). وبصراحة متناهية لن أضيف لما تعرفونه حرفاً واحداً، ولن أقرب الصورة أو أديرها بالبطئ ك(سلو موشن)، ولن أحدثكم عن (الكرة الشراب) التي لو كانت بحجم القاهرة، أو حتى مصر كلها، لنا أحرقت قلوبنا على هذا النحو، طبعاً هذا لو كانت ممتلئة قطناً وأشعلها الشاب الصغير إبراهيم، ولا استطيع برغم كل شئ تبرير منع رئيس مجلس الوزراء اليوم من دخوله لأسابيع قليلة، ولكن، وآه مما بعد ولكن وما أمره، ولكن ما تفعل كرة شراب هذا لو لم تكن هناك اوامر، وأخشى أن أكون ممن يقولون كلاماً هاهنا يتحقق فيما بعد فيؤلم قلبي أكثر مجرد صدوره مني، فالأمور لن تنتهي ولا الدماء بل إنني لأرى موجات ثورية أخرى على الطريق قادمة، خيب الله ظني، ورد كيد أعداء مصر لنحرهم. لقد أثبتم لنا إننا مجموعة من البلهاء إذ نظن لنا بمصر خصوصية، تقول بمكانة ببعضنا على لدى بعضنا، لا كما يفعل بالثوار في سوريا، هل فرحنا بنفسنا أكثر مما يجب؟ بل صدقنا إنكم ستعاملونا كبشر فيما بعد ذهاب حكومة عصام شرف، ومن قبلها أحمد شفيق ومن قبل عهد مبارك كله، وهاهو قطار الفتن يلحقنا منذ البالون وقبله الميدان قبل أسبوعين من ذهاب مبارك، أوان وزارة أحمد شفيق، ثم العباسية والسفارة الإسرائيلية وبقية القصة المعروفة، ولا داعي للتكرار، فقد ذهب طعم الكلام وانكشفت العورات فما جدوى أن نعيد ونزيد، جاءت وزارة جديدة، وسحب أمر المظاهرات من قبضة الداخلية، وصلى الله على المبعوث رحمة للعالمين، ولكن بالعرف الشعبي الدارج، صلاة النبي أحسن عما فعله الجيش بنا، فلكأننا كنا في جرة تحمينا من جهنم فخرجنا إليها على كف جيش مصر العظيم وقد فضحنا أمام أنفسنا قبل العالم وقبل تداعيات فعل القتل والسحل والتعرية، وإلا فقولوا لي بربكم، يا مجلس أعلى للقوات المسلحة، ماذا لديكم لتقولوه لنا؟ اعتذار عما فعلتم في السبت 19 من فبراير(منذ ثلاثة أسابيع فقط) وبلعناه مجبرين لما دارت رحى الانتخابات ورأيناكم تقولون للبلطجية، أو من يظلمون بإطلاق هذا الاسم عليهم وهم الوجه الآخر لكرنيهات، لكنه الوجه المظلم الذي تبدونه حينما تريدون وتقلبوه لنا حينما لا تودون، واعتذار في 25 من فبراير وتجرعناه برغم مد أيديكم في عورات البنات بغرض كشف العذرية في نموذج وقح لم يحدث في أقصى مدى للغرب الوقح المنحل، وقلتم رصيدنا فقلنا: خطأ واعتذر عنه، ثم رأينا نموذجاً رائعاً لتلاحم الجيش مع الشعب في المرحلة الأولى من الانتخابات، ثم غفلنا أفقنا برأي الشاعر الراحل إبراهيم ناجي، ويا بخت من مات قبل أن يرى فعلكم، كنت اقول لنفسي مات عبد الوهاب المسيري، ومحمد الغزالي، ومحمد متولي الشعراوي، ومحمد جلال كشك، وعبد الحميد كشك، وكمال أنور، ونجيب الكيلاني، ومحمد عبد الحليم أبو غزالة، والجمسي، وآخرون يعلمهم الله مع حفظ لقب الجميع، دون أن يروا نصراً كما مات سيدنا مصعب بن عمير في موقعة أحد ومع من الصحابة سبعون إلا واحداً، رضوان الله عليهم، وتمنى الساذج بداخلي أن لو عاش كل مفكر وقائد شريف وروائي وكاتب لو عاش ليرى نصرنا، وكنت واهماً بل إن الله رحمهم مما نرى اليوم من ظلمة حالكة، ثم إن الله كفاهم شر رؤية ما نرى ثم (الهراء) وضع له مليون مرادف لما نسمعه ونشاهده ونراه من السادة، وهم سادة بالفعل لا سكر ولا شئ شبه حلو أوبه ذرة من دم، من الكتاب والخونة من الطابور الممتد من الإعلاميين، لا أدري بما أدعوا عليهم فاللهم إن لم تهدهم فهدهم، شهداء أحد أراهم الله النصر من فوق سبع سماوات ومن عاشوا ينحتون في صخر نظام مبارك ومن قبله نظامي 23 يوليو، إذ الرئيس محمد نجيب لا يعد منهم وقد قال في نهاية حياته: لا أحد منهم قلبه على البلد، إذن فماذا لو شاهدت أحبابنا اليوم الذين لا يرون إلا بقاءهم في أماكنهم ولتذهب مصر وشبابها بل تراثها للجحيم، فالأمر عجيب، وقد حذفت من الحروف ما حذفت ليس إلا، وكنت أتمنى الموت قبل اليوم الذي تقول فيه صحيفة الوطن الإمريكية الجيش المصري العظيم يسحل ويعري حجاب المتظاهرات المصريات نعم فالموت كان أهون. هل هو تحالف غير معلن ولا ممهد ما بين الليبراليين ومن هم في سدة الحكم لاستدراج الإسلاميين للأحكام العرفية وقلب مائدة الانتخابات؟ ليت الإسلاميون لم يتقدموا حتى لا نرى مثل هذه المشاهد، بل ليتني مت فما عند الله تعالى استشاد وهو أفضل مما رأيت الجمعة والسبت الماضيين.. وماذا بعد؟ طاش صوابنا جميعاً في مصر وخارجها، وفتح باب جهنم الرهيب لمليون سؤال واحتمال، وكأننا أبناء ح...، ومعذرة ثانية فبرأي صلاح عبد الصبور حينما خاطب أصدقاءه بأن ليس لديه ما يضيفهم به وأختتم القصيدة القصيرة قائلاً: قلبي حزين من أين آتي بالكلام الفرح؟ وكأننا لقطاء كنا نعامل كأصحاب بيت فلما قلنا نريد بعضاً من حقوقنا لم نصفع ولم نرفس بل دقت أعناقنا مع شهيد الأزهر الشريف، أمين عام الفتوى بالأزهر عماد عفت وقد طاش صواب المفتي فقال ما لم يقله في حياته مما نزمجر به منذ شهور، والرجل صامت حتى تجاسر عليه من تجاسر، وكأننا في سوريا تماماً، الآن وقت كتابة هذه الكلمات وبعد بيان الدكتور الجنزوري التلفزيون المصري يكمل مسيرة قرينه السوري بإذاعة حوارات للشباب المندس القابض للفلوس من أجل قتل المتظاهرين والجنود والضباط، ونقطة نظام فإنني موقن بوجود مندسين في قلب الثوار كما إني موقن بوجود ضباط وجنود صف قتلة كما إني موقن بوجود ضباط وجنود شرفاء كما إني موقن بوجود أبالسة في ثياب ثوار، ولكن السؤال المر: من ترك هذا على ذاك وسمح للأشرار باعتلاء الزمام؟ وماذا بعد؟ استحييت أن أقول إن صحيفة وطن الإمريكية قالت عن جيشنا المغوار: ليسوا خير أجناد الارض فقد ...... ثم صوغوا لقولهم، غرت على جيشنا كما نضطر لأن نشكو جزءً من قلوبنا تعفن للاسف ثم نغار عليه من قولنا بعد نفاذه في الهواء، وعدم قدرتنا لا على وسع أو تحمل ما يجري أو على الصمت من تأثير البلايا. كنت سأحدثكم عن بيت شعر إبراهيم ناجي: فإذا النور نذير طالع وإذا الفجر مطل كالحريق هل أقول قتل المتظاهرين كان في فجر، فلا كان القتل، ولا استطيع القول ولا كان الفجر؟ مقتل أحمد منصور من حركة 6 أبريل، وطالب طب الذي كان سيكمل عامه الثالث والعشرين الأحد واسمه أحمد أيضاً ونزل الميدان ليعالج الناس فقنصة من قنصه، ثم يقال لنا إن هناك مخطط والإعلام يزيف الصورة، كما يقول الكذاب بشار، ومحلل يتحفنا بأنهم ليسوا ثواراً بل أبناء شوارع يريدوا أن يجرحوا ليعالجوا ويأكلوا ويشربوا، وهل من هؤلاء من أفتى بحرمة التصويت للفلول فقتل، وقد يكون قتل بيد مندس ممكن لكن ليس كل شهيد كذلك، ولدينا الكثير والكثير: أنتم من اصررتم على إجراء الانتخابات في موعدها هل اردتم عدم اتمامها؟ ومن يسحب شبابنا من الميدان دون أن يكسر شوكة الثورةوالتواجد في الميدان؟ وماذا عن القس، قيل المشلوح، فلوبيتير وقد تم ضبطه بخمسة ملايين دولار في مطار القاهرة (الدولي) منذ ساعات ولم ينف أحد الخبر، وأبلغ مأمور الجمرك النصراني عنه المحامي نبيل الوحش وقيل سيقدم بلاغاً الأحد، ألا يوجد أحد يكذب فإننا لنتمنى أن يكون مثل هذه الأخبار كاذباً.. والله توقعت ما لا يخطر على بال، وأنا أحاول تخفيف كلماتي وأخشى إني لا استطيع، وإلا فماذا يحدث الآن في مصر؟ أو لسنا قادرين على ضبط النفس إن صح في التصور إن كل ما يحدث سيناريو داخلي من مبارك وحزبه والخارج، ولا استطيع القول بإن شئ مستبعد، وإن كنت استبعد ما يقال عن سيناريو الجزائر، ولكن ماذا أقول؟ لم أعد استبعد حتى ما استبعد، وهل يصدق عقل ما يحدث في مصر ويفوق فلسطين بالفعل؟ ألقيتم بالشهيد في القمامة واليوم سحلتم البنات وعريتموهم وضربتموهم فيما تعرونهم فيما لم يحدث على مدار تاريخ مصر أو فلسطين، هل المقصود بالفعل استدراج من أتى بهم الصندوق لينزلوا للشوارع فتضيع المعالم، بدأت اصدق كل شئ، أنت من صممتم على الانتخابات، وتم سحب البلطجية فكيف عادوا لما أردتم أنتم، ومعروف إن هناك ما يسمى بفلول ومن لا يرضيهم ما سيأتي بهم الصندوق، وللحقيقة فإني لا استطيع أن أبرر للجيش، شئ بداخلي والله يرفض تعليق الامر على العالمانيين وما شابههم، أشعلوا نار الفتنة ربما ولكن يد من هذه التي تبطش؟ ولماذا تتركون فلوبتيير بالملايين المليينة لماذا لا تنفون ولا تتجرأون كما تتجرأون على الناس ليل نهار، أم إننا جميعاً قد دخلنا في متاهة، وحب مصر هذه كلمات للاستهلاك الذاتي ولخداع أمثالي؟ وربما لم تكن هناك صورة تفجعنا، في النهاية، أكثر مما رأينا وتقطعت قلوبنا، ولا أدري غداً أي شئ ستحفوننا به؟ نعمة العقل تذهب عنا وتجئ، المندسون من هم يا سادة؟ ولماذا تتركونهم؟ وتقبضون عليهم حينما تحبون؟ وصرنا عبيد هذا السماح لهم أو عدمه. هذا مع قبولنا بما تقولون، الآن جنود الجيش شرطة عسكرية أو قوات خاصة يقتلون متظاهراً يرتدي فانلة حمراء عشرات بلا رحمة، على الفضائيات المختلفة أهو مختلق أيضاً؟ ماذا عن الإعلام المغرض؟ يضرب بالعصي ثم يأمرهم كبيرهم بجره بعيداً، طيب اعطوني عقولكم: المندسون كانوا لدى مجلس الوزراء فلماذا ضربتم من كان في الميدان؟ في الصينية بعيداً عن المواصلات، ومن أحرق المجمع العلمي السبت والخبرمعلن منذ الجمعة أم إن الامر قدراً مما يسمى مصادفة، والمفتي يقول إن شهيد الأزهر لم يقتل مصادفة هو الآخر، لا احترمتم لا البشر، ولا مائتي ألف كتاب ومخطوط نادرين ووثائق وكتب منها النسخة الأصلية لوصف مصر، ويقال إن إبراهيم صاحب شرارة الأحداث من اطلق النار على الضابط والجنود من أجل الكرة الشراب التي لا كانت، وما فتح الله به على كبيركم إن من أصيب يعالج على نفقة الدولة، لن أقول هنا ومن فارق الحياة، وهم عشرة للآن، منهم ثمانية بالرصاص الحي، ماذا عن كرامة الناس، أتهيننونهم وتقولون سنعالجهم؟ وماذا عن الشهداء؟ ماذا لو كانوا أقربائكم؟ وماذا بعد؟ أنتم لا تريدون صوتاً للميدان ولا للثوار، ولنكن صرحاء، ويبدو إن هناك ما يبيت لنا وهو خطير، ولكي لا يفتح أحد (خشمه) بلغة الصعيد، كانت الحشود على أسطح العمارات المحيطة بمجلس الوزاراء فيما هو أقرب لشغل المخابرات وبعضهم بزي الجيش ويقوم بحركات قذرة لمن هم بأسفل؟ وأنتم نجحتم على مدار الشهور الماضية، لا في شيطنة الثورة بل أبلستها من إبليس الكبير، وبالفعل الحس العام من الشعب لا يؤيد الثوار فماذا بعد؟ والقوى السياسية التي ترى التمهل ل10 يناير القادم، ومن بينهم الإخوان، ماذا في مقبل الايام لمصر لا لهم؟ و هؤلاء أعطوا الجميع درساً في تقبل الديمقراطية فيما صدع رؤسنا الىخرون برفض ديمقراطية تأتي بمن لا يحبون ولما ثار القتل واستعر خرصوا في سابقة لا يمكن لأبله تمريرها، ولكنها (مصر) هذه التي تكاد تشتعل فلا الصبر المطلق، فيما أرى مجد، ولا الطرف الآخر إن لم يحدد موقفه، بعيد بعيد عن ابواب الخيانة، لماذا لا ينطق العقلاء إن خرص الجبناء وبلعوا مروءتهم قبل ألسنتهم؟ والله لم أعد قادراً على إكمال كلماتي، تكحلت عيني بالدموع اليوم، وحق لهما، برغم جراحة ما تزال تؤلمني، ولكن شرف لهما أن تبكيا على شهداء اليوم ومسار ثورة مصر، ضمنياً، وللإنسانية بداخلنا فيما نعلل ونقول من فبركة الصور والشعب شبه مصدق، غير دار بما يدور من حوله، وصدق أمير الشعراء: فياله من ببغاء كأنه عقله في أذنيه وبعد طوفان هذه المهانة لا كلام أكثر لدي فكفى ما قيل ثم ما صنعتم، فقط كلمتان: وماذا بعد؟ وماذا ينتظر العقلاء ليجتمعوا على كلمة واحدة؟ هل ينتظرون العشرات يسقطون من جديد بعد أكثر من خمسائة شهيد بعد نجاح الثورة وآلاف المصابين؟ أم تنتظرون اشتعال مصر؟ والله لا ابالغ يكاد اشتعال بلدنا الغالي، لا قدر الله مما لا نحب، لكننا لا ندفن رؤسنا في الرمال، والنعام برئ من هذا. يا عقلاء الوطن والشركاء فيه من فضلكم افعلوا شيئاً اليوم، ولا تنتظروا نتيجة الانتخابات وكأنها مائدة من السماء ستنزل ستنزل، مع إيماني بمائدة عيسى عليه السلام. كفى انتظارًاً ومكالم وتوك شو وبلا شو، ألا تقض مضاجعكم الدماء؟ أبرئ يارب إليك من كل يد تلوثت بالدماء، أياً ما كانت، ومن كل يد أعانتها، ولو بالصمت فقط، واسألك أن تعين كل مخلص على تدبر الأمر. رب إن هؤلاء الشهداء خلقك فارحمهم وأنت أهل لهذا، واحقن دم جميع المصريين، اللهم إلا قاتلاً، وجازي كل من أعانه وحضه ولو بالسكوت. ولا حول ولا قوة إلا بك.