قال وزير الثقافة د.شاكر عبدالحميد إن الحديث عن هوية مصر مرتبط بموضوع الصراع على السلطة الآن، متابعا:"مستعد أن أعمل مع حكومة يشكلها إسلاميون لو كانت هناك دولة ديمقراطية مدنية وليست دولة دينية ، لكن آرائي معلنة والإسلاميون لن يقبلوا أن أكون وزيرا في حكومتهم فهم لديهم كوادرهم". وأضاف عبدالحميد، هناك كتاب معروف لطه حسين وهو "مستقبل الثقافة في مصر" يقول فيه: "نعم توجد ثقافة مصرية تقوم على أساس الوحدة الوطنية والوسطية بمعنى المزاج المعتدل وليس بالمعنى الديني أي عدم الإفراط في الفرح ولا الحزن، وهذه الهوية تجمع في تكوينها بين الماضي والحاضر". وتابع : "هويتنا ليست سلفية فهذه الهوية مستعارة "، إلا أنه قال، في الوقت نفسه، "إن المخاوف من صعود الإسلاميين مبالغ فيها، رغم وجود رسائل من جانبهم لتخويف الناس بجانب رسائل التطمين لكن رد الفعل تجاه ذلك مبالغ فيه". وقال:"علينا ألا نخاف وهذه لحظة علينا أن نقول فيها رسائلنا بعدما بدأت بلدنا تنهض ولا يمكن العودة للوراء، أما رسائلهم فهي خاصة بالانتخابات لكن إذا أردنا أن نقيم دولة متحضرة، فعلينا بالحوار والمرونة فيه". وأضاف :"أن المد القومي لم ينته لكنه تراجع ومن الممكن أن ندخل في مرحلة مد إسلامي لكن ليس بالمعنى المطروح حاليا، وحتى لو نجح في بعض البلاد لن ينجح في مصر، لأن المزاج المصري معتدل". واشار الى إنه ينوي تغيير قيادات بعض قطاعات وزارة الثقافة، وإعادة هيكلة عدد من تلك القطاعات . وقال عبدالحميد إنه يجري مشاورات ومفاوضات حاليا لاختيار القيادات الجديدة.وأن بعض قطاعات وزارة الثقافة يحتاج إلى إعادة هيكلة، فيما تحتاج القطاعات كافة إلى مزيد من التنسيق فيما بينها، حتى تكون لدينا مثلا خطة موحدة للنشر تتلافى تكرار أسماء المؤلفين والمؤلفات. وعن تداخل اختصاصات النشر، قال "إن الهيئة العامة لقصور الثقافة لها طابع خاص لأنها تنتج منتجا رخيصا وتوجه منتجاتها من النشر وغيره إلى الأقاليم، لكن هيئة الكتاب هي المعنية أساسا بالنشر، وهذا النشاط في المجلس الأعلى للثقافة هو نشاط إضافي وليس أساسيا". وتابع : "لن أهتم بالعاملين على حساب المنتج الثقافي، لكني أهتم بالاثنين معا، فتوفير مطالب العاملين وإشعارهم بالاكتفاء والأمان يمكنهم من العمل في ظروف أفضل". وأوضح أن نشاط وزارة الثقافة ليس نشاطا اجتماعيا وإنما هو نشاط ثقافي، لكن في علم النفس هناك هرم الحاجات الإنسانية، وأول مستوى فيه أنه يجب إشباع الحاجات البيولوجية للإنسان، وثاني مستوى إشعاره بالأمن، وثالثا توفير علاقات إنسانية أفضل، ورابعا تحقيق الذات. وأشار إلى أنه يعمل على توفير هذه العوامل مجتمعة، فلا يمكن للمبدع أن ينجز عملا عظيما وهو يعاني من مشاكل إنسانية، وفي النهاية الرضا التام لا يمكن الوصول إليه.