أعلنت صحيفة نيويورك تايمز، إحدى أعرق الصحف الأمريكية والمخبأ السري لصناعة سياسات واشنطن، تأييدها الصريح للمرشحة الأمريكية هيلاري كلينتون ضد المرشح دونالد ترامب من خلال مقال الافتتاحية أمس. وقالت الصحيفة إن انتخابات الرئاسة للعام الجاري لا تعتبر عادية، ولهذا تختار المرشحة هيلاري كلينتون، مرجعة ذلك إلى عدة أسباب على رأسها خبرة كلينتون وأفكارها البراجماتية في مواجهة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي لا يكشف شيئاً عن نفسه وخططه ويقطع وعودا بعيدة المنال، واصفة إياه بأنه "أسوأ مرشح لحزب كبير في التاريخ المعاصر". وذكرت الصحيفة أنها لا تؤيد كلينتون لأنها مجرد مرشحة غير "دونالد ترامب" ولكنها تتوسم فيها الخبرة والجرأة والفكر المناسب للتحديات التي تواجه أمريكا في الفترة الحالية. وأوضحت الصحيفة أن الرئيس القادم لأمريكا سيتولى المنصب وسط تأثير حركات العشائر وقادتهم في أنحاء كل من الشرق الأوسط وأسيا وروسيا وشرق أوروبا حتى بريطانياوالولاياتالمتحدة، بالإضافة إلى الحرب والإرهاب وضغوط العولمة وتأكل الديموقراطية وتفكك التحالفات وتحدي قيم التسامح والمحبة. تأتي حملة عام انتخابات عام 2016 وسط يأس وغضب الطبقات الوسطى وطبقة الفقراء في أمريكا المنددين بتراجع الحكومة عن دعمهم وسط الكساد الإقتصادي والتنافس الأجنبي وحروب الولاياتالمتحدة في الخارج. وترى الصحيفة أن هيلاري كلينتون خلال الأربعين عام الماضية أوجدت حلولا وردودا لهذه المشكلات وأن كلينتون تبدو المرأة الأجدر في الحلبة السياسية لأمريكا. وأكدت الصحيفة أن كلينتون قدمت نموذجا، من خلال ولايتها بوزارة الخارجية، للمسئول ذو الشفافية الدبلوماسية والقادر على التعامل مع والاستماع إلى زملائه "الاستثنائيين" بإدارة واشنطن. وقارنت الصحيفة بين فترة حكم بيل كلينتون وفترة الحكم المتوقع أن تتولى رئاستها هيلاري، حيث رأت أن فترة بيل أعقبت الحرب الباردة وكانت مستهل التقدم التكنولوجي في العالم وإنتشار التجارة أكثر من الإرهاب، الذي تواجه أمريكا تهديداته اليوم. ولفتت الصحيفة إلى أن هيلاري أصبحت متشبعة بحقائق الفترتين: فترة حكم زوجها والفترة الحالية المتوقع أن تحكم أمريكا في ظلها، حيث تعرضت لأن تكون مسؤولة في عهد ثلاثة رؤساء أمريكيين: كلينتون وبوش وأوباما وتعلمت من دروس الثلاث فترات، خاصة الحقائق الجديدة التي فرضتها أحداث 11 سبتمبر على واقع الولاياتالمتحدة. ويأتي هذا الدعم قبل يومين من أول مناظرة تلفزيونية تعد تاريخية بين المرشحين كلينتون وترامب والتي من المقرر أن تنعقد غدا.