أثار اغتيال "ناهض حتر" اليوم جدلًا بين جميع مؤيّدي رأيه السياسي ومعارضيه، وأحدث خبر اغتياله على مواقع التواصل الاجتماعي كالعادة حالة من الانقسام بين رافضٍ لمبدأ الاغتيال السياسي، والمُعتبر أنّه يستحق هذا المصير. ناهض حتر هو كاتب وصحافي يساري أردني في صحيفة الأخبار اللبنانية، من مواليد عام 1960، تخرج في الجامعة الأردنية بقسم علم الاجتماع والفلسفة، وحصل بعدها على ماجيستير الفلسفة في الفكر السلفي المعاصر. اعتُبر "حتر" عراب الحركة الوطنية الأردنية في العقد الأول من القرن الحالي، وتسبب ذلك في سجنه مرات عديدة أطولها في الأعوام 1977 و1979 و1996، وأيضًا في تعرضه لمحاولة اغتيال عام 1998 أجرى على إثرها سلسلة من العمليات الجراحية، فاضطُر لمغادرة البلاد لأسباب أمنية متجهًا حينها إلى لبنان، ومنها إلى عمان التي تم اغتياله بها اليوم. ولحتر عدة إسهامات فكرية تمثلت في نقد الإسلام السياسي، والفكر القومي، والتجربة الماركسية العربية، فضلًا عن إسهامه الأساسي في دراسة التكوين الاجتماعي الأردني. له عدة مؤلفات؛ منها (دراسات في فلسفة حركة التحرر الوطني، الخاسرون: هل يمكن تغيير شروط اللعبة؟، في نقد الليبرالية الجديدة، الليبرالية ضد الديمقراطية، وقائع الصراع الاجتماعي في الأردن في التسعينيات، الملك حسين بقلم يساري أردني، المقاومة اللبنانية تقرع أبواب التاريخ، العراق ومأزق المشروع الامبراطوري الأميركي). استدعته السلطات الأردنية مؤخرًا على خلفية إعادة نشره على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لرسم كاريكاتير اعتُبر مسًا بالذات الإلهية بعنوان "رب الدواعش"، ما أثار استياء الكثيرين وأحدث جدلًا فيما بين رواد الموقع. ووجه مدعي عام عمان إليه تهمتي "إثارة النعرات المذهبية" و"إهانة المعتقد الديني"، وأعلن حظر النشر في القضية، ومن جانبه نفى "حتر" حينها ما اتُهم به مؤكدًا أنه "غير مذنب"، وتم الإفراج عنه بتاريخ الثامن من سبتمبر عام 2016 مقابل كفالة عدلية. وكان الرسم الكاريكاتوري الذي نشره "حتر" على الرغم من أنه لم يرسمه بعنوان "رب الدواعش"، تم حذفه من صفحته بعدما أكد أن الرسم يسخر من الإرهابيين وتصورهم للرب والجنة، ولا يمس الذات الإلهية من قريبٍ أو من بعيد، ولكنه تنزيهًا لمفهوم الألوهة عما يروجه الإرهابيون. وأضاف الكاتب الأردني قبل غلقه صفحته الشخصية قائلًا "الذين غضبوا من هذا الرسم نوعان: أناس طيبون لم يفهموا المقصود بأنه سخرية من الإرهابيين وتنزيه للذات الإلهية عما يتخيل العقل الإرهابي، وهؤلاء موضع احترامي وتقديري". وتابع؛ "النوع الثاني: إخونج داعشيون يحملون الخيال المريض نفسه لعلاقة الإنسان بالذات الإلهية، وهؤلاء استغلوا الرسم لتصفية حسابات سياسية لا علاقة لها بما يزعمون". تم اغتيال "حتر" في تمام الساعة التاسعة والربع صباح اليوم، الأحد بإطلاق الرصاص عليه أمام البوابة الخارجية لقصر العدل والمخصصة لدخول الرجال بالعاصمة الأردنيةعمان، وتم إلقاء القبض على مُنفِّذ عملية الاغتيال حينها ذو الثوب الرمادي واللحية الطويلة والشاربان الخفيفان بعد مطاردة ابن "حتر" ومجموعة من المواطنين ورجال الأمن له.