تباينت أراء عدد من خبراء الزراعة حول قرار تراجع الحكومة المصرية عن سياستها التي تقضي بضرورة خلو القمح تماما من فطر "الأرجوت"، وقررت إعادة العمل بسياسة تسمح بوجوده في القمح المستورد بنسبة لا تتجاوز 0.05%، ووصف الخبراء قرار وزير الزراعة الدكتور عصام فايد ب"التخبط والتسرع". ورأى بعض الخبراء أن استيراد القمح المصاب بالارغوت يؤثر على التربة الزراعية فى مصر وعلى الانسان، والبعض الاخر اشاد بالقرار مستندًا إلى تقرير منظمة "الفاو" فهو لا يؤثر سلبًا على صحة الإنسان، وهذه النسبة تنتهجها 178 دولة بالعالم، مشيرون إلى أن القمح المستورد يستخدم فى أغراض إنتاج الدقيق لتوفير احتياجات البلاد . من جانبة قال هشام الحصري عضو لجنة الزراعة بالبرلمان، إن وزير الزراعة قد أصدر قرارا سابقا بعدم استيراد القمح الذي به نسبة من فطر الأرجوت حتى وإن كانت 0.5% واصفًا هذا القرار بأنه قرار متسرع . وأضاف الحصري، أن استيراد القمح المصاب بفطر الأرجوت بنسبة لا تتعدى ال 0.5% لا يضر بصحة الإنسان حتى وإن تم تناوله بكمية كبيرة، لأن منظمة الفاو هي التي أقرت بهذه النسبة وهي لن تخاطر بحياة أي شخص في العالم. في السياق ذاته أكد حسين البودي رئيس شعبة الطحن، بغرفة صناعة الحبوب – أزمة توريد القمح، أن القمح المستودر لا يتم زراعته فى مصر ويقتصر استخدامه على طحنه وتحويله إلى دقيق بعد عمليات التنقية التى تقوم بها وزارة الزراعة لإزالة نسبة ال0.5%من الأرجوت المسموح بها عالمية حتى يكون جاهزا لاستخدامه من قبل المواطن المصرى دون إضرار. وأشار البودى، إلى أن قرار التراجع عن منع استيراد القمح المصاب بالارجوت جاء بعد ثبوت احتوائه على النسب العالمية طبقا للمواصفات، لافتًا إلى أن استيراد القمح المصاب بالارجوت لا يؤثر على صحة الانسان ولا يؤدى إلى ضرر التربة الزراعية فى مصر. فيما أوضح الدكتور علي عبد العال، أستاذ الاقتصاد الزراعي، أن سبب تراجع وزير الزراعة عن قرار القمح الخالي تمامًا من فطر الأرجوت، أنه لا يتفق مع الشروط العالمية، لأنه انتهج نهجا مخالفا لنهج 178 دولة الذين يتبعون النسبة التي أقرتها منظمة الفاو وهي 0.05% ،وهذه النسبة لا تسبب أي أضرار. ووصف الدكتور جمال محمد صيام، أستاذ الاقتصاد، التراجع عن قرار استيراد الشحنات الخالية من فطر الأرجوت ب" التخبط الكامل"، فقد قام الوزير بإصدار قرارين متناقضين في آن واحد، الأول بمنع استيراد القمح الذي به نسبة من فطر الأرجوت، والثاني باستيراده بنسبة لا تتعدى ال 0.05%، الأمر الذي أدى لمنع روسيا استيراد الخضراوات والفاكهة من مصر، ومن الممكن استئناف استيرادها من مصر بعدما رضخت مصر لمطالبهم من نسبة فطر الأرجوت. وتعجب صيام من موقف وزارة الصحة التي حذرت من أضرار هذا الفطر سابقًا، وسمحت بدخوله إلى مصر الآن، فالفطر لا يكون مؤثرًا بنسبته هذه على سكان الدول ذي الاستهلاك المحدود أو القليل من الخبز كالدول الأوروبية، ولكن في مصر متوسط استهلاك الفرد 170 كيلو في السنة الأمر الذي ينتج عنة مشاكل فادحة نتيجة دخول هذا الفطر إلى جسم الانسان ما يؤدى إلى" الهلوسة والسرطان"، مضيفًا أنه تم منع هذا الفطر بناءً على أضراره الصحية وأضراره للتربة والنباتات نتيجة استيطانه للأراضي الزراعية. وأوضح أن المتسبب الأول والأخير لاستجابة مصر لشحنات تحتوي على فطر الأرجوت هي مافيا المستوردين، بحيث أجزم أن المافيا هي سيدة الموقف حاليًا.