أدى محمد المنصف المرزوقي الرئيس التونسي اليمين الدستورية أمام المجلس التأسيسي التونسي. وأكد المرزوقي في كلمته عقب أدائه اليمين الدستورية أن حجم المسئولية الملقاة على كاهله وكاهل المجلس التأسيسي وكافة الشعب التونسي كبير جدا، مشيرا إلى حجم الفساد الذي كان يتفشى في كل مؤسسات البلاد نتيجة السياسة المستبدة التي كان ينتهجها النظام السابق من مصادرة إرادة الشعب والتلاعب بالدستور وفرض إرادة الحزب الواحد على الشعب، وإنكار التعددية داخل المجتمع وإنكار هويته ورفض التداول السلمي على السلطة. وأكد أن النظام القضائي والأمني كان أداة في يد النظام السياسي السابق لخدمة الصالح الخاص وليس العام، حيث انتشر الفساد في النظام الاقتصادي والاجتماعي والإعلامي والتربوي والثقافي والصحي، مشددا على أن ثورة 17 ديسمبر حررت المجتمع من كل أشكال الفساد، وانه سيعمل على إصلاح ما أفسده النظام السابق. وتعهد المرزوقي بسعيه الدءوب للارتقاء بالمجتمع التونسي وحل جميع مشاكله وعلى رأسها مشكلة البطالة التي اعتبرها مسألة كرامة قبل أن تكون مشكلة اقتصادية، وأنه سيقوم بتعويض ما فشل فيه المجلس التأسيسي الأول، حتى لا تضطر تونس لثورة أخرى، مشددا على أنه لن يتوانى حتى يبني تونس دولة حرة قوية مدنية على أسس ديمقراطية ومجتمع تعددي متسامح نكتسب فيها مفاهيم العدل والحرية. وأشار المرزوقي إلى أنه سيعمل على تحقيق أهداف الثورة وحفظ الاستقرار والإسراع في الاصلاحات العاجلة و خلق مواطن العمل دون الغرق في الديون، وتشجيع الاستثمار، وأن يعمل على تنمية المناطق المحرومة وإيجاد الموازنة العادلة والمصالحة، مؤكدا على أهمية الاحتفاظ وتنمية الهوية العربية الإسلامية للتونسيين، والانفتاح على كل الشعوب مع تنمية العلاقات بالغرب والشرق وبالجنوب، كما أكد أنه سيحمي كافة الحريات والمنتقبات والمحجبات والسافرات وأن يحترم التعددية الفكرية في المجتمع التونسي وعدم المساس أو انتهاك أي حرية. وتابع المرزوقي أنه نتيجة لتحمله مسئولية الشعب التونسي فإنه يستقيل من حزب المؤتمر، منبها إلى عدم سماحه لحدوث أي ثورة مضادة ضد الثورة التونسية المجيدة التي قامت في 17 ديسمبر، وأفرزت عن ميلاد جديد للجمهورية التونسية الديمقراطية. شاهد الفيديو " target="_blank"http://www.youtube.com/watch?v=GFwtE2we-78