الحياة شروق والرحيل غروب وبين الشروق والغروب رحلة حياة بعذابها وحلوها، بصعوبتها ويسرها تتكون شخصية الإنسان تكتسب الصفات الوراثية والصفات المكتسبة من البيئة دفتر تلك الشخصيات أستاذنا الكبير الأديب العالمي نجيب محفوظ نوبل الأدب العربي. فليس أدق بالمعرفة بنشأته إلا من صاحبها الأديب الكبير إذ يقول: «منذ مولدي في حي الحسين وهذا المكان يسكن في وجداني عندما أسير فيه أشعر بنشوة غريبة جداً أشبق بنشوة العشاق كل إخوتي ولدوا في درب الفرازين وأنا الوحيد ولدت في بيت القاضي وكان مواجهاً لقسم الجمالية في عام 1920 انتقلنا لحي العباسية وسكنا في البيت رقم 9 شارع رضوان شكري وكانت عبارة عن بيوت نمطية صغيرة تمتد إلي الحقول الخضراء، والدي ووالدتي يزورون سيدنا الحسين وبالأخص الوالدة وكانت تصحبني معها، وكانت تزور الآثار والمتاحف والأهرامات، ومن الآثار القبطية مارجرجس وكانت لزيارتها الكثيرة أن نشأت صداقة بينها وبين الراهبات حتي أنها مرضت فزاروها الراهبات في منزلنا كان لي شقيقان وأربع شقيقات، كان والدي 1937 وكان موظفاً حكومياً بسيطاً (1870 1937) اسم الوالد عبدالعزيز إبراهيم أحمد الباشا أما والدتي فعاشت أكثر من 90 عاماً وتوفيت 1968 التحق في كلية الآداب قسم الفلسفة جامعة فؤاد الأول القاهرة الآن 1934 وكان رئيس لجنة الاختبار الدكتور طه حسين سأله لماذا اخترت قسم الفلسفة، بدأت الإجابة برغبتي في معرفة سر الكون وأسرار الوجود، أنصت لي جيداً وقال إنك جدير بالفلسفة». نجيب محفوظ وثورة 1919 وسعد زغلول والوفد إذ يقول: «إن حب الناس لسعد زغلول يرع إلي إحساسهم آنذاك بأن هذا الشيخ العجوز ضحي بنفسه من أجلهم ومن أجل حقوقهم وقد خرجت فكرة التوكيل التي لا نظير لها في العالم في حصول الوفد علي توقيع أو «بصمة» الملايين من المصريين للمطالبة بحق مصر في الاستقلال وعندما عاد سعد زغلول استقبلته الأمة استقبالاً أسطورياً وتحول سعد زغلول إلي بطل قومي وأب روحي للمصريين أما يوم الجنازة 23 أغسطس 1927، فانتظرت مع شلة العباسية في ميدان الأوبرا وكان منظراً مهيباً وسرنا مع الجماهير التي رفعت النعش علي الأكتاف حتي مدافن الإمام واستمر الحب للوفد وسعد زغلول باشا ومصطفي النحاس باشا للوفد وعندما قامت ثورة 23 يوليو توقفت خمس سنوات عن الكتابة في بداية الثورة، حيث ما قلت شهوة الكتابة فقد كانت لديه موضوعات ولكن الرغبة قد حانت وبعد الهزيمة لم يكن ثمة موضوع واحد للكتابة لمن يرغب في الرقص وليست هناك الموسيقي الراقصة نشرت رواية ميرامار كاملة دون حذف ثم ظهرت في فيلم سينمائي وشاهدها عدد من أعضاء الاتحاد الاشتراكي في عرض خاص فاعترضوا علي الفيلم وقالوا إنه يتضمن هجوماً عنيفاً علي النظام، وكلف الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر نائبه أنور السادات لمشاهدة الفيلم وتقديم تقرير وقدم مذكرة مضمونها أن الفيلم بريء تماماً من تهمة العداء للنظام وقد علم فيما بعد أن السادات كان يعادي الاتحاد الاشتراكي.