في ظل حالة الزخم السياسي والدبلوماسي الذي تشهده مصر حاليا، يعتقد البعض بقوة أن هناك صفقة كبرى أبرمت أو في انتظار استكمال بنودها بين جماعة الاخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة والمجلس العسكري من جانب ، والولايات المتحدة والحزب من جانب آخر . وفي المقابل تنفي الجماعة بشدة وجود صفقات وتقول بعض مصادرها إنها تفاهمات لكن واقع الحال وصعود حزب الجماعة الإسلامية يشير إلى غير ذلك من الأسرار المطروحة . يذهب العديد من المحللين إلى ان جماعة الإخوان أثبتت من خلال اللقاءات مع رجال المجلس العسكري ومع رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الامريكي جون كيري ومن قبله منسق المخابرات الإسرائيلية "الموساد" ليفي وغيرهم .. أنها جماعة "براجماتية ميكيافيلية" الغاية لديها تبرر الوسيلة ، فهي تطمح في السلطة ولا غيرها ، وفي سبيل ذلك من المتوقع أن يكون الصعود على حساب استكمال ونجاح ثورة الشعب المصري العظيم ودماء الشهداء. من المتوقع – بحسب الخبراء- ان الصفقة التي تمت أو ستتم ستتضمن ترك جانب من السلطة أو الحكومة للجماعة والسيطرة على جزء كبير من البرلمان والاشتراك في كتابة الدستور وتلقي بعض المعونات الاقتصادية التي تحدث عنها الامريكان وقالوا بعدها العصا والجزرة مقابل النقاط التالية : • عدم المساس أو محاسبة رجال المجلس العسكري أو نظام مبارك بعد عودتهم إلى ثكناتهم وترك السلطة . • عدم المساس باتفاقية كامب ديفيد . • عدم المساس بميزانية الجيش المصري وعدم التفكير في محاسبته أو الرقابة على اقتصادياته. • ترك الحق للجيش المصري بالتدخل في التشريعات ومراقبة العملية السياسية في البلاد . • محاربة أي توجه سلفي أو إسلامي أو "إرهابي" في مصر، وعدم الاتحاد أو التحالف مع السلفيين مستقبلا. • الحفاظ على أمن إسرائيل والحدود. • عدم المضي قدما في تطبيق إصلاحات كبيرة يتم بمقتضاها إنجاح الثورة المصرية . • تمرير حكومة الجنزوري ....إلخ وفي هذا الإطار تنظر الجماعة كعادتها إلى أن الثورة المصرية حققت بعض المكاسب ويجب أن نحافظ على المكتسبات الحالية وتأجيل تحقيق المطالب الجماهيرية الملحة إلى المستقبل. المتوقع في الفترة القادمة بعد انتهاء الانتخابات ورحيل المجلس العسكري وقوع الصدام الحقيقي الذي سيكون في الغالب بين قوى وأطراف عديدة وتحدث الفوضى إذا لم يستطع الاسلاميون تدارك الموقف . المخطط سيكون بالتصادم بين السلفيين والإخوان أولا ، ثم الطرف الآخر من الصراع وهم شباب الثورة الذين سينزلون إلى التحرير وينفذون اعتصامات وصدامات حادة ضد سياسة الجماعة وبالتالي سيكون القمع في انتظارهم ! علاوة على ذلك يبرر سيناريو الفوضى الامنية مع الإسلاميين حتى يتسنى لبقايا نظام مبارك أن يثبت للجماهير العريضة التي اختارت الإخوان والسلفيين أنهم غير قادرين ولا يصلحون للحكم .