اعتبرت صحيفة "الفايننشال تايمز" الأمريكية أن صعود السلفيين في الانتخابات البرلمانية المصرية جاء على أكتاف الطبقة الغنية، حيث ركزوا حملاتهم الانتخابية على الهوة السحيقة التي يعيشها المجتمع في السنوات الأخيرة بين الفقراء والأغنياء، ووعدو الفقراء بمستقبل أفضل وتوزيع عادل للثروات، وهو ما دفع الفقراء والبسطاء الذين يشكلون السواد الأعظم من الشعب للتصويت لهم بكثافة. وقالت الصحيفة إن بروز حزب "النور" الذي يمثل السلفيين كقوة سياسية بارزة في جولة الانتخابات المصرية الأخيرة يمثل مفاجئة للجميع لم يكن يتوقعها أحد، وهم يتوقعون الحصول على نتائج أفضل في الجولة المقبلة والتي ستشمل المناطق الريفية التي لهم فيها حضور قوي. وأضافت الصحيفة أن السلفيين استفادوا بقوة من الفساد المستشري في المجتمع المصري والهوة بين الفقراء والأغنياء، حيث وجدوا أن غضب المصريين من الطبقة الغنية والأثرياء يمكن الاستفادة منه لتحقيق مزيد من المكاسب. وتنقل الصحيفة عن شاب مصري قوله إنه سيصوت الأربعاء المقبل لحزب النور لأنه "سيقوم بتنظيف البلاد من الفساد والسرقة وإعادة الأموال التي نهبها الأغنياء، والإخوان المسلمين لم يقوموا بأي شيء خلال السنوات الماضية". وقال رئيس تحرير صحيفة "وطني" يوسف سيدهم في إطار تفسيره للشعبية التي حققها السلفيون "لقد تمكنوا خلال الأشهر العشرة الماضية من كسب قطاع كبير من المتدينين الساخطين الفقراء لاأه وعدهم بمستقبل أفضل"، وتقول الصحيفة إن 40 % من المصريين يعيشون تحت خط الفقر والأحياء الفقيرة أصبحت "معاقل" لحزب النور. وينفي مسئولو الحزب عداءه للأغنياء لكن أحد مسئوليه أكد "ستكون هناك حرب على المافيا لأن النظام القديم أحاط نفسه بطبقة من الموالين ومنحهم العديد من الامتيازات".