التكدس في الفصول يهدد بغياب الطلاب في الوقت الذي يؤكد فيه وزير التربية والتعليم الهلالي الشربيني استعداد وزارته لاستقبال العام الدراسي الجديد وذلك على خلفية زيارته لمحافظة البحيرة أكدت الوقائع مدى الأوهام التي يعيشها الوزير فقد كشفت العديد من المذكرات المرفوعة لمجلس الوزراء عن كوابيس تعيشها الوزارة مع قرب قدوم العام الدراسي الجديد وهي الأزمات التي لم يستطع الشربيني القضاء عليها سابقا وعلى رأسها أزمة طباعة الكتب المدرسية مما يعزز المخاوف بأن العام الدراسي القادم عام بلا كتب وبلا مقاعد وبلا طلاب.. طباعة الكتب في مهب الريح كشفت مذكرة لمجلس الوزراء ووزير التعليم تقدم بها أصحاب المطابع الخاصة عن مفاجأة من العيار الثقيل تهدد استكمال طباعة الكتب المدرسية وذلك بعد قيام أصحاب المطابع بالتوقف التام عن طباعة الكتب بسبب الخسائر الكبيرة التي لحقت بمواصلة استكمال طباعتها خاصة مع ارتفاع الدولار الذي وصل إلى 13 جنيها مما استلزم إعادة النظر من قبل الوزارة في نظر العقود المبرمة بين الوزارة وأصحاب المطابع الخاصة البالغ عددها 90 مطبعة والتي تعاقدت سابقا مع التربية والتعليم منذ ان كان الدولار يسجل ثمانية جنيهات والنصف، الأمر الذي يشكل عبئا كبيرا على أصحاب المطابع ويجعلهم غير قادرين على مواجهة الأعباء المالية المترتبة على ارتفاع الدولار خاصة وأن معظم مستلزمات طباعة الكتب تعتمد اعتمادا مباشرا على الاستيراد من الخارج بالعملة الصعبة الأمر الذي جعل أصحاب المطابع يهددون بفسخ التعاقد مع الوزارة مع تحمل الشرط الجزائي وعدم استكمال طباعة الكتب تجنبا للخسائر الكبيرة التي تتعرض لها المطابع الخاصة وأيضا المطابع الحكومية ومنها المطبعة الأميرية التي تتعرض لخسائر فادحة بسبب ارتفاع سعر الدولار، ورغم تصريحات وزير التعليم عن الانتهاء من طباعة 60% من الكتب المدرسية إلا أن هذه النسبة لا تغطي كتب الفصل الدراسي الاول خاصة مع عزم أصحاب المطابع فسخ العقود المبرمة مع الوزارة الامر الذي لم يستطع الشربيني السيطرة عليه مع تحديد الرابع والعشرين من الشهر القادم موعدا لبدء الدراسة ليصبح عاما دراسيا بلا كتب. تكدس الطلاب وراء الغياب يمثل 17 مليون طالب في مرحلة التعليم قبل الجامعي وقود العملية التعليمية في مصر، وقد كشفت عدة مذكرات مرفوعة من أولياء أمور طلاب بمحافظتي القاهرةوالجيزة عن حالة تكدس الفصول التي يعيشها آباؤهم داخل مدارس التربية والتعليم فقد كشفت الأرقام عن وجود ما يقرب من 70 طالبا في الفصل الواحد في مدارس الجيزة ومنها الجيزة الاعدادية وأم الابطال وشجرة الدر، وسوزان مبارك بشارع المأمون وأوسيم ومدرسة كفر طهرمس وبعض مدارس بمحافظة القاهرة مثل محمود فهمي النقراشي الاعدادي والثانوي ،ويأتي التكدس الرهيب في الوقت الذي يطلق فيه الوزير تصريحاته عن طرح 30 ألف فصل جديد بتكلفة تقدر ب10 مليارات جنيه، لاستيعاب الزيادة المتتابعة في أعداد الطلاب ،الأمر الذي عجز الوزير عن مواجهته سوي بالتصريحات الإعلامية ومازال طلاب المدارس يفترشون الأرض بعد وصول عدد الطلاب في إحدي المدارس إلى 105 طلاب وتحديدا في مدرسة 6 أكتوبر الابتدائية التابعة لإدارة أوسيم التعليمية وفي ظل غياب حصر شامل ودقيق للطلاب فإن وجود عدد 45 ألف مدرسة غير كاف لاستيعاب طلاب المدارس وهو ما أدي إلى تكرار ظاهرة غياب الطلاب في معظم المدارس. مدارس غير كافية 45 ألف مدرسة لاستيعاب طلاب الوزارة والبالغ عددهم 17 مليون طالب وبدلا من قيام الوزارة ببناء مدارس جديدة تقوم بتطوير شكلي لبعض المدارس الواقعة في الأماكن الحيوية التي يرتادها المسئولون الحكوميون ضاربين بمطالبات الأهالي لبناء مدارس جديدة عرض الحائط الأمر الذي ينعكس على جودة العملية التعليمية برمتها ، وهو ما جعل عددا من مديري المدارس بمطالبة الوزارة ببناء مدارس جديدة لاستيعاب الطلاب لتوفير جو تعليمي وصحي للطلاب تقوم الوزارة بضرب مطالبات الأهالي ومديري المدارس بعرض الحائط وهو ما نتج عنه وجود 3 آلاف طالب وطالبة بإحدي مدارس محافظة القاهرة ونتج عن هذا إلغاء طابور الصباح وإلغاء جميع حصص التربية الرياضية والعديد من محاضر الشرطة الناجمة عن مشاجرات الطلاب مع المدرسين ومع بعضهم البعض.