«من دفع إتاواتنا فهو آمن، ومن رفض فلا يلومن إلا نفسه»، هذا هو شعار «الأعراب» في منطقة العاشر من رمضان فهم يستولون علي كل شيء بقوة السلاح فهم لا يتعاملون سوي بلغتي «الدم» و«النار» فمن سدد إتاواتهم فهو آمن، ومن رفض فوضع نفسه وماله وأهله في مواجهة الموت. هذه حالة أهالي منطقة الحي 13 بالعاشر من رمضان الذين يعيشون تحت قوانين الأعراب التي سنوها هم في جمهوريتهم الصغري، فلا وقت لمحاكمات أو جلسات عرفية وإزهاق الأرواح هو أسهل ما يكون رافعين شعار «خلي الشرطة تنفعكم» لمن يعارض أوامرهم. عبدالله سامح الحديدي، طالب بالصف الأول من المرحلة الثانوية دفع حياته ثمناً لمخالفته قانون هؤلاء «الأعراب» الذين قتلوه برصاصات باردة أمام الجميع لرفض والده دفع «إتاوة» قدرها 200 جنيه لمرور عدد من السيارات لموقع عمله، إضافة إلي اعتراضه أكثر من مرة علي قوانينهم الظالمة وإبلاغه بالشرطة لحمايته من هؤلاء ليسحل ويتم تصفيته أمام الجميع. «الوفد» أجرت مقابلة مع أسرة الطالب القتيل وصورت كاميراتها ما آلت إليها الأوضاع في هذه المنطقة. يقول والد القتيل: ان الأعراب يفرضون إتاوات ومن لم يدفع يكون عقابه سرقة ماله أمام الجميع أو قتله، كما حدث مع ابني، هنا يعيش هؤلاء البلطجية بقوانين فيحمل الأطفال ذوو 15 عاماً سلاحاً يقتلون من يعارضهم. ويستكمل الرجل: ابني في السنة الأولي من المرحلة الثانوية، يأتي هنا في الاجازات فقط فهو ليس له علاقة بالعمل لكنه أتي هذا اليوم ونحن لا نعلم اننا سنعود به جثة هامدة، انه تلقي اتصالاً هاتفياً من ابن شقيقه بقيام ثلاثة من الأعراب بسحل ابنه «عبدالله» وأطلقوا عليه النيران وفروا هاربين وهو ينزف في دمائه حتي حضرت الشرطة. واستكمل حديثه: لابد من إعدام هؤلاء حتي نشفي صدورنا، فهؤلاء الصبية الذين يحملون السلاح في هذه السن الصغيرة لا يعرفون إلا لغة الدم والرصاص، لذا يجب التخلص منهم بمساعدة الشرفاء من الأعراب ونزع السلاح منهم. وطالب والد الضحية بأن يحيل ملف قضية ابنه إلي القضاء العسكري، حيث ان هذه القضية ينطبق عليها جميع شروط الإرهاب، حيث إن هؤلاء القتلة يقطعون الطرق ويفرضون الإتاوات وانهم قتلوا نجله مع سبق الاصرار والترصد من اجل الاتاوات . فيما تقول والدته العجوز، «كان أصغر واحد في اخوته، وكان حافظ القرآن كله، ربنا يرحمه ويصبرنا علي فراقه، وحسبي الله ونعم الوكيل». ويروي ابن عم المجني عليه، قائلاً: «عبدالله كان مع شقيقي بمكان العمل تركه لبضع لحظات علي بعد ثلاثين متر من مكان الشركة إلا انه سمع دوي إطلاق نار فحضر مسرعاً ليري «عبدالله» غارقاً في دمائه وثلاثة من الأعراب يستقلون دراجة نارية ويلوذون بالفرار وسط إطلاقهم لأعيرة نارية في الهواء. وأكد انه قبل الحادث بيومين منع هؤلاء «الأعراب» السيارات التي تحمل المواد الأسمنتية من الدخول لموقع العمل فاعترضهم «عبدالله» فهددوه بالقتل وقالوا انه علي كل فرد سداد «200 جنيه»، وإلا لن تمر هذه السيارات لموقع العمل واللي مش هيدفع هيضرب بالنار ليصمت دقائق وينطق باكياً «قتلوه دون أي ذنب». ويستكمل: جاء إلينا عدد لا تتجاوز أعمارهم 15 أو 16 عاماً يهددون والدي ويقولون «من يبلغ الشرطة جبان» والسيارات لن تدخل لموقع العمل إلا بعد دفع الإتاوة المطلوبة ليرد ابني قائلاً «إحنا بلغنا الشرطة» ليرد أحدهم «خلي الشرطة تبقي تنفعك». ويقول شقيق القتيل: ارتفعت وتيرة الاعتداءات من قبل «الأعراب» منذ عامين تقريباً، حيث اتسعت رقعة الحي 13 وانتشر السلاح في أيدي البلطجية. وطالب شقيق القتيل الحكومة بسرعة إيجاد حل لهذه الفئة قائلاً «كرهونا في البيع والشراء وبيفرضوا علينا إتاوات إزاي ندفع فلوس عشان ندخل بيوتنا ونزرع في أرضنا».