أفادت صحيفة (ديلي تليجراف) اليوم الثلاثاء، أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تدرس إمكانية سحب قيادتها من سوريا، وتقوم بإعادة تقييم تحالفها مع الرئيس بشار الأسد على ضوء الأحداث الجارية في سوريا. وقالت الصحيفة البريطانية: إن "مقتل أكثر من 4000 شخص إلى حد كبير على يد قوات الرئيس الأسد، وضع العلاقة طويلة الأجل بين حماس وسوريا تحت ضغوط غير مسبوقة، حيث يقيم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة في دمشق ويستفيد من حماية الأسد". وأضافت أن حماس "تخشى من أن علاقتها مع نظام معزول فقد مصداقيته أصبحت مسؤولية، لكن قرارها حول ما إذا كانت ستغادر سوريا تعقد بسبب موقف إيران، الدولة الراعية الأخرى للحركة والتي تريد من الجماعة الفلسطينية البقاء في سوريا وهددت بوقف تزويدها بالمال والأسلحة إذا ما قررت مغادرة دمشق". وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين فلسطينيين بارزين في الضفة الغربية أكدوا أن العلاقات بين حماس وسوريا تدهورت على نحو مطرد. ونسبت إلى أحد هؤلاء المسؤولين قوله: إن "العلاقات بين السوريين وحماس تقوضت بشكل خطير بسبب الأحداث الدائرة، ووصلت إلى أسوأ مستوياتها في الأشهر الأخيرة، لكن تدخل إيران في هذه المسألة هو جديد". وأشارت الصحيفة إلى أن نفوذ إيران على حماس التي تسيطر على قطاع غزة، قد يكون أضعف مما كان يعتقد سابقا، وكشفت أن إدارة غزة تعتمد على التمويل الخارجي لتغطية 30% من ميزانيتها السنوية البالغة 650 مليون دولار (415 مليون جنيه استرليني)، وأن نسبة صغيرة من هذا المبلغ تأتي من إيران. وقالت الصحيفة، استناداً إلى مصدر دولي في منطقة الشرق الأوسط: إن قيادة حماس تسعى حالياً لإيجاد مقر جديد لها في العالم العربي، مع احتمال أن تقسم مقرها بين الأردن ومصر والدوحة. ونقلت عن سمير عواد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية، قوله: إن حماس "قررت من حيث المبدأ مغادرة دمشق، وهي مستعدة للقيام بذلك حتى لو كانت الخطوة تعني فقدان الدعم الايراني". وأضاف أن "العلاقة بين حماس وسوريا مثل زواج المصلحة، غير أن هذا الزواج لم يعد ملائماً، كما أن العلاقة مع إيران الآن لها أضرار أكثر من المنافع، ولذلك تسعى قيادتها (حماس) للنأي بنفسها عن النظام القديم من الحكام المستبدين في الشرق الأوسط وإعادة تنظيم نفسها مع القوى الصاعدة في المنطقة، ولا سيما جماعة الإخوان المسلمين في مصر". وكان عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، نفى أمس الاثنين، مغادرة أي من كوادر قيادة الحركة في سوريا أو إغلاق مكاتبها في البلاد. وأكد أن "قيادة الحركة ومكتبها السياسي ورئيس المكتب خالد مشعل موجودون في دمشق ولم يغادر أحد منهم ولم نتعرض لأي ضغوط من الحكومة السورية لأجل مغادرة دمشق"، مشيرا الى أن "الأنباء تتكرر كل مدة عن مغادرة قيادة الحركة دمشق، مرة الى قطر وأخرى القاهرة، وقد اعتدنا على مثل هذه التصريحات التي لا أساس لها من الصحة".