«أحمد» شاب ارتكب جريمة نكراء تقشعر لها الأبدان شهدت أحداثها قرية المرازيق فى البدرشين بالجيزة، لعب فيها الشيطان دور البطولة بعد أن نفذها الابن العاق فى والده وتلطخت يداه بدماء أغلى الناس اليه، ليشهد التاريخ على بشاعتها وكأنه كان ينوى ان يودع شبابه الى مثواه الأخير بالتزامن مع وداع والده، لينهى مستقبله وهو يخطو نحو سنوات العمل والأمل التى سرعان ما تبددت مبكرا، حيث كانت النهاية بدفعة غدر ليلقى الأب مصرعه المعلوم ويلقى الابن مصيره المحتوم جراء ما قدمت يداه. بداية الأحداث عندما سيطر الشيطان على عقل وقلب المهندس الشاب «أحمد عبدالهادى» صاحب ال 35 عاما وتملكه الغضب واشتعلت بداخله نار الانتقام، وتجرد من مشاعره الانسانية، وامتلك قلبًا من حديد بعد علمه بزواج والده من فتاة صغيرة وحملها منه وحرمانه من الميراث . كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة مساء قبل منتصف الليل عندما شعر المتهم بالقلق على والده الذى مر اسبوع لم يحدثه فيه ولو مرة واحده نظرا لانشغاله بعمله، كما هو الحال بالنسبة للاب الذى يقضى معظم وقته داخل فيلته ووسط أشغاله، حاول الابن الاتصال بوالده الذى يريد الاطمئنان عليه الا ان الأخير لم يجبه ورغم تكرار المحاولة عدة مرات لكن جميعها انتهت دون استجابة الأب الذى انشغل مع زوجته الشابة واستعداده لاستقباله مولوده الجديد، اعتقد الابن أن والده ربما يكون غالبه النوم أو ان هاتفه بعيد عنه ولا يسمعه فعاود اتصالاته على التليفون الأرضي الخاص بالمنزل، سر قلب الابن بعدما فتح الخط ووجد أحداً يحادثه الا انه كان العم «رمضان» خادم والده أراد الابن الاطمئنان على الوالد الذى لا يجيب على هاتفه من خادمه واثناء تبادل الحديث وقع الاخير بكلماته التى فهم منها المتهم ان والده تزوج من اخرى وعلى وشك الإنجاب، وقعت الكلمات عليه كالصاعقة وأصبح كالمجنون، سرعان ما ارتدى ملابسه واستقل سيارته وانتقل من شقته فى الحى الراقى بالمهندسين الى فيلا والده بالبدرشين وانتظر حتى قدومه. قضى دقائق الانتظار مع خادم والده حتى عاد الاب الذى تلقى منه الصدمات فور دخوله و التى حولته الى شيطان، وزادت من غله عندما اخبره انه اتفق مع محاميه على كتابة كل ممتلكاته لزوجته الصغيرة ومولوده الجديد لتأمين مستقبلهما. بعد مرور الوقت عاد الاب وبمجرد ان فتح الباب وجد ابنه أمامه يطرح عليه كل الاسئلة التى تتصارع فى ذهنه .. كيف تزوجت دون علمى ومتى؟ ولماذا تريد حرمانى من الميراث؟.. وما كان من الاب إلا ان حاول طرده من المنزل دون مناقشته ونشبت بينهما مشاجرة انتهت بدفع الابن لوالده الذى سقط على الأرض واصطدم رأسه بالمنضدة التى تحمل زهرية من الورد وقعت فوق رأسه ليتلقى الضربة بصمت دون أن يقاوم، ويقع مسجيا على الأرض ليفارق الحياة فى الحال، ليتحول المهندس بين طرفة عين وانتباهتها الى وحش آدمى بعدما كانت صفحته فى دفتر أحوال الدنيا بيضاء، فالميراث هو المصيبة التى قذفته فى جحيمها فجعلت بداخله شيطانا ثائرا تحرضه شهوات الدنيا ليلقى مصيره المظلم خلف القضبان الحديدية. «لم اكن انوى قتله.. فقط كنت أريد معاتبته.. كيف اقتله وهو من ربانى وعلمنى حتى أصبحت مهندسا» تلك الكلمات التى بدأ بها المهندس أحمد عبدالهادى حديثه عن واقعه قتل والده، ويضيف لم أتخيل يوما ان يحرمنى والدى من الميراث، وان ينوى تسجيل كل املاكه لزوجته ومولوده الجديدين، فقد باع كل سنوات العشرة ولم يحقق وصية والدتى التى أوصته بها قبل وفاتها التى طلبت منه ان يرعانى ويحسن معاملتى دائما، بقلب مكلوم يتابع حديثه: لو أن والدى اخبرني برغبته فى الزواج ما كنت اعترضته فهى حياته، وله ان يكملها كيف يشاء لكن جن عقلى وجعلنى افقد صوابى بسبب رغبته فى حرمانى من احد حقوقى الشرعية وهو الميراث بعد وفاته لمجرد انه تزوج وينتظر مولودا آخر، واختتم الابن حديثه: كنت أتمنى ألا تكتب نهاية والدى على يدى لأجل الميراث الملعون فكيف أقابله أمام الله وهل من الممكن ان يسامحنى بعد ذلك؟.