هو صبي ارتكب جريمة نكراء تقشعر لها الأبدان شهدت أحداثها عزبة الرحمة لقرية الشجاعة بالنوبارية ليعب فيها الشيطان دور البطولة بعد أن نفذها في والده و تلطخت يداه بدماء أغلي الناس اليه ليشهد التاريخ علي بشاعتها وكأنه كان ينوي التخلص من براءته ويودع شبابه الي مثواه الأخير بالتزامن مع وداع والده لينهي مستقبله وهو يخطو نحو سنوات العمل والأمل التي سرعان ما تبددت مبكرا حيث كانت النهاية بحد السكين ليلقي الأب مصرعه المعلوم ويلقي الابن مصيره المحتوم جراء ما قدت يداه. بداية الأحداث عندما سيطر الشيطان علي عقل وقلب الزوجة وتملكها الغضب واشتعلت بداخلها نار الانتقام وتجردت من مشاعر الانسانية وامتلكت قلبا من حديد فتخلصت من زوجها عن طريق ابنها بعد علمها بنية زوجها الارتباط من سيدة أخري ليتحول منزل الزوجية الي كتلة من النار جراء المشاجرات والخلافات بين الزوجين بسبب قرب موعد عقد قرانه حيث اعتزمت الزوجة الانتقام من زوجها وراحت تفكر في طريقة لتنفيذ مخططها الانتقامي الذي قادها ومعها ابنها المفصول من المدرسة الي غياهب السجون .. فكرت الزوجة ودبرت واختمرت في عقلها ضرورة التخلص من الزوج بقتله وأمرت صغيرها ذات 14 ربيعا بتنفيذ الجريمة بقتل والده بأن استل سكينا من المطبخ ووجه لوالده طعنة نافذة بالصدر اردته قتيلا في بركة من الدماء داخل المنزل ليتلقي الضربة بصمت دون أن يقاوم ويقع مسجيا علي الأرض ليفارق الحياة في الحال ليرضي والدته ويطفئ نار الغيرة المجنونة لديها ليتحول بين طرفة عين وانتباهتها الي وحش أدمي بعدما كانت صفحته في دفتر أحوال الدنيا بيضاء يحمل قلب أخضر يروي الطيبة في عيون من حوله تلك هي المصيبة التي قذفته في جحيمها فجعلت بداخله شيطانا ثائرا تحرضه والدته علي ارتكاب أبشع الجرائم الانسانية ليواجه الابن العاق محمود مصيرا مجهولا ويدفع الأب وجيه حياته ثمنا لقيامه بتجديد فراش الزوجية وشروعة في الزواج بأخري وقيامه بطرد زوجته القديمة وأولاده الأربعة من المنزل بالقوة مستخدما ( شومة ) غليظة حتي يخلو المنزل للعروس الجديدة مما أدي لارتكاب ابنه لهذه الواقعة المشئومة . كان اللواء دكتور أشرف عبدالقادر مدير الادارة العامة لمباحث البحيرة قد تلقي اخطارا بمقتل العامل الزراعي وجيه دسوقي اسماعيل 40 سنه والعثور علي جثته بمنزله بعزبة الرحمة التابعة لقرية الشجاعة بغرب النوبارية والتي تم نقلها لمشرحة مستشفي النوبارية وكشفت تحريات فريق البحث الذي قاده الرائد أحمد أبوغزاله رئيس مباحث غرب النوبارية ومعاونه النقيب أحمد عاطف باشراف العميد ياسر أبوالعز رئيس فرع البحث الجنائي ان مرتكب الحادث محمود نجل المجني عليه بتحريض من والدته رضا أحمد عطاالله 35 سنه ربة منزل بعد قيام المجني عليه بعقد قرانه علي زوجة جديدة وقيامه بالتعدي بالضرب علي زوجته وأولاده محاولا طردهم من المنزل ليخلو لزوجته الجديدة حيث القي القبض علي المتهم ووالدته وتم ضبط السلاح الأبيض المستخدم في الجريمة . ووقف الصبي مذهولا أمام ضباط المباحث وهو يروي تفاصيل الحادث المؤلم والدموع تنهمر من عينيه وتتصبب من مقلتيه كالشلالات ليدلي باعترافات تفصيلية قائلا فوجئنا بوالدي منذ أربعة أيام يدخل علينا بزوجة جديدة مدفوعا بغضب عارم ومكشرا عن أنيابه وهددنا وهدد أمي بالطرد من المنزل والايذاء وأمسك ( شومة ) وهوي بها علي رؤوسنا فلم أشعر بنفسي الا والسكين في يدي بعد أن لعب الشيطان دورا كبيرا وطعنت بها أبي فسقط علي اثرها أرضا ليلفظ انفاسه الأخيرة هنا أزاح الشيطان عن الجريمة البشعة ورفع يديه من مسرح الجريمة ، وعاد في هذه اللحظة الي الواقع مبررا ذلك بأنه لم ولن يتخيل في يوم من الأيام أن يقتل والده وكأنه في عالم آخر يشرد بذهنه بعيدا عن الواقع الذي يعيش فيه00 نظراته كانت عابرة يحوم في المكان وكأنه كابوس لم يستيقظ منه بعد هذا كان وصف الطفل وهو يجلس أمام رجال المباحث ليصف ويسرد كيف ارتكب جريمته . من جانبها قالت الزوجة وهي منهمرة في نوبة من البكاء بعد أن انتابتها حالة من الحيرة المصحوبة بالدهشة وتلعثم الكلام وكأن الكلمات انحشرت داخل حلقها وسيطرت عليها حالة من الوجوم المحفوف بالأوجاع حزنا علي صغيرها لتوضح أنه لا يدرك معني القتل ولم يقصد قتل والده ولكنه كان يريد أن يوقف وحشيته وقسوته علينا خاصة بعد أن توسلنا اليه طويلا وكثيرا دون جدوي حيث هانت علية عشرة دامت لمدة 15 عاما تحملت فيها مسئولية تربية الأولاد الذين عاشوا حياة تشبه الجحيم في حرارتها والصبار في مرارتها حيث كانوا يستيقظون يوميا قبيل الفجر جريا وراء كسرة خبز مغموسة بالذل والهوان يقتحمون مخاطر الحياة ليعيش الرجل علي عرقهم وكدهم وينعم بالدفء والنوم الهادئ والأحلام السعيدة .