يعاني حجاج بيت الله الحرام هذا العام أزمة طاحنة؛ بسبب الحصول علي الريال من البنوك أو السوق السوداء، وعدم منح البنوك شيك المطوف، الذي يقدر بنحو 1019 ريالاً سعودياً. وقال مصريون يؤدون فريضة الحج هذا العام، إنهم يتنقلون «كعب دائر» بين البنوك المصرية من أجل الحصول علي شيك المطوف، مؤكدين أن بعض البنوك تستغل الأزمة، وتفرض شروطاً قاسية من أجل فتح حسابات بمبالغ كبيرة لمنح شيك المطوف. وتحدث مصريون يقفون علي باب بنك فيصل الإسلامي، أن بنك المصرف المتحد يستغل الأزمة، وطلب من العملاء فتح حساب بالبنك بحد أدني 3 آلاف جنيه، من أجل الحصول علي شيك المطوف للذين معهم ريالات سعودية، مع طلب عمولة تجاوزت 40 ريالاً عن كل شيك علي حسب قولهم. نفي أشرف القاضي، رئيس مجلس إدارة، العضو المنتدب لبنك المصرف المتحد، وجود أي استغلال للعملاء أو الحجاج، موضحاً أن عمولات البنك لا يوجد بها استغلال، والسوق مفتوح ولا يوجد أي احتكار، وأضاف من لا يريد عمولة البنك يمكنه التوجه إلي بنك آخر، فالسوق مفتوح. ولفت إلي أن العمولة تحدد بناءً علي مصاريف التشغيل داخل البنك. ونوه بأن تعليمات البنك المركزي تشترط عند تقديم أي خدمة لعميل أن يكون له حساب بالبنك، طبقاً لتعليمات «اعرف عميلك»، وبالصدفة أن المبلغ المحدد لفتح الحساب ثلاثة آلاف جنيه، وهذا معمول به منذ سنوات، مشيراً إلي أن البنك حريص علي تقديم الخدمات المصرفية لكافة شرائح المجتمع. والتزم قيادات البنك المركزي الصمت أمام الأزمة، تاركين الحجاج المصريين فريسة للسوق السوداء، حيث وصل الحد الأدني للريال إلي 350 قرشاً للجنيه، بفارق 115 قرشاً عن السوق الرسمي بالبنوك وهو 235 قرشاً. وتدخل عبدالحميد أبوموسي، محافظ بنك فيصل الإسلامي بعد اتصال تليفوني من «الوفد»، وأصدر تعليمات بمنح شيك المطوف لمن معه ريالات إذا لم يكن من عملاء البنك، وذلك لتخفيف العبء عن المصريين، ولأداء فريضة الحج هذا العام. قال مصدر بالبنك، إن إعطاء شيك المطوف بالجنيه المصري في هذا التوقيت يحقق خسائر كبيرة للبنك، بسبب التقلبات الحادة في سعر العملة، وعدم قدرة البنك علي تلبية جميع الاحتياجات. وأضاف أن شيك المطوف خدمة تقدمها جميع البنوك لحجاج بيت الله الحرام، وليست مقصورة علي بنك فيصل الإسلامي، لافتاً إلي أن تكلفة الحج لن تزيد علي 200 مليون دولار هذا العام.