سهير المرشدى فنانة من طراز خاص، ربما تشغلها السياسة في أحيان كثيرة، وهي ثائرة بطبعها، أدوارها دائماً تحمل قيمة كبيرة وهي مصممة علي العودة لعمل مسرحي كبير عن ثورة 25 يناير يعبر بحق عن هذه الثورة وتتمني أن يكون المؤلف من ثوار يناير. أجرينا معها هذا الحوار: * برؤيتك السياسية هل توقعت اندلاع الثورة؟ - بصراحة أنا كنت متوقعة ثورة جياع قبل الثورة كنت أنزل مع ابنتي حنان مطاوع للعشوائيات، شاهدت بنفسي معاناة الملايين الذين لا يجدون حتي سقفاً يحتمون به من برد الشتاء وعاجزون عن العثور علي لقمة العيش، 25 مليون مصري يعيشون تحت خط الفقر، كنت علي يقين من حدوث ثورة ولكن متي لا أعرف لن أنسي صباح 25 يناير نزلت علي قدمي شاهدت من فوق كوبري 6 أكتوبر زهرة شباب مصر يرفعون اللافتات سلمية سلمية.. مشهد رائع لن أنساه. أخيراً خرج المصريون، نزلت الميدان، وبعون الله وتوفيقه نجحت الثورة، وبعد 18 يوماً فقط سقط النظام وتحدث العالم عن عظمة وروعة تلك الثورة. * ماذا تقولين عن المشهد الحالي وبعد 10 أشهر من قيام الثورة؟ - أنا ضد التخوين والتجريح والتهويل والادعاء، للأسف الشديد الثورة لم تصل بعد لجهات كثيرة تحتاج لثورة في الإعلام والثقافة والصحة والتخطيط.. الثورة لم تكتمل بعد ومازال هناك الكثير، وأتمني أن يكون الإعلام أكثر انضباطاً وحيادية. وكفي إثارة وتهويلاً. * ما رأيك في تقدم الإخوان والسلفيين في المرحلة الأولى للانتخابات؟ - قدرنا أن نحيا هذه اللحظات العصيبة ولكن علينا أن نحترم الديمقراطية وقوانينها. وأكرر أنا ضد التخوين والتكفير، ولكني أؤكد للجميع أن صوت الثورة هو الأعلى، والثورة أبداً لن تموت ولن تهدأ إلا باستقرار الأوضاع تماماً. * ولكن ما رأيك في الثوار الذين يعطلون المرور ويغلقون الشوارع؟ - تلك مقولة خاطئة، ليعلم الجميع أن البلطجية فقط هم الذين يغلقون الشوارع والطرق وعلي الدولة أن تتصدي لهؤلاء. * ما شعورك وأنت تشاهدين الرئيس السابق في قفص الاتهام؟ - شعرت أن هناك عدلاً ومن زرع يحصد، والأهم أن هذا المشهد لن يغيب أبداً عن الرئيس القادم ولم يعد هناك أي مجال للعبث بمقدرات هذا البلد في المستقبل القريب والبعيد. * ولكن الرئيس السابق كان علي علاقة طيبة بسهير المرشدي وكرم مطاوع وفي منتصف الثمانينيات حضر الرئيس السابق مسرحية «إيزيس» ما تعليقك؟ - فعلاً لا أنسي مجيء الرئيس السابق حسني مبارك لمشاهدة مسرحية «إيزيس» منذ أكثر من 25 عاماً، وقال لي أنتي علمتينا يا «إيزيس». بصراحة كان لدينا أمل كبير في مبارك خاصة في البدايات ولكن حدث ما حدث، 25 مليون مصري في العشوائيات، 43٪ أمية، مفيش نظام، الفقراء يزدادون فقراً والأغنياء يزدادون توحشاً، للأسف السمكة فسدت حتي رأسها، وتلك كانت المصيبة. * فى رأيك ما هو أفضل عصور مصر بعد ثورة يوليو 52؟ - بلا شك عصر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر. أنا ناصرية حتي النخاع، عبدالناصر حقق الكثير لمصر رغم نكسة 67 في عهده كانت حرب الاستنزاف التي كانت بداية الطريق لانتصار 1973. شهدت مصر في عصره إنجازات كبري، والقومية العربية والانتماء الحقيقي وأقول إن جيل ناصر هو الذي حقق انتصار أكتوبر. الشباب الذين تعلموا في عصر عبدالناصر هم أبطال 73. للأسف إنجازات عبدالناصر شوهها أنور السادات. هذا رأيى ولن أحيد عنه. * ما الرسالة التي تريدين توجيهها للإعلام؟ - أقول لهم جميعاً دم الشهداء في عنقنا جميعاً، وليس شهداء يناير أو نوفمبر أو ماسبيرو، بل الشهداء في الحروب المختلفة لابد أن نسعي جميعاً لإقامة حياة كريمة للمصريين الذين عانوا كثيراً. * ما ردك عما يقال إن عصر مبارك كان عبارة عن 30 سنة فساداً فقط؟ - هذا قول غير موضوعي بالمرة، ليس من المعقول أن نعيش 30 سنة في فساد مطلق. لا شك أن هناك إنجازات تحققت، ولابد أن نكون أكثر موضوعية وحيادية والتاريخ سيحكم في النهاية علي الجميع الحكم العادل وأقول للجميع من يعش للآخر سيخلد ومن يعش لنفسه يموت وتكون آخرته سوداء. * ما الذي تحتاجه مصر في الفترة المقبلة؟ - نحتاج لفكر وتخطيط ونظام يسير عليه الجميع نريد نظام. * إنتاجك الفني قل بعد رحيل رفيق العمر كرم مطاوع.. ما تعليقك؟ - كرم مطاوع كان زوجاً وأستاذاً ورفيق عمر بعد رحيله كان علي التفرغ لرعاية ابنتي حنان، وكانت في هذا الوقت في الثانوية العامة. رعاية ابنتي كانت أهم من كل شىء. * متي تعود سهير المرشدي للمسرح؟ - بإذن الله قريب وأتمني تقديم عمل مسرحي عن ثورة 25 يناير وأتمني أن يكون المؤلف من ثوار 25 يناير الأبطال. * ماذا يحتاج المسرح المصري لكي يعود لعصره الذهبي؟ - بداية علي الجميع أن يعلم أن المسرح علم وصناعته أصعب من صنع الدبابات والأسلحة الثقيلة. المسرح أهم عناصره نص جيد. من حسن حظي أنني عاصرت عمالقة المسرح في الزمن الجميل. وأهم من يعتقد أن المسرح عبارة عن إفيهات وضحكات وتفاهات. المسرح أكبر من ذلك بكثير لأنه معلم وملهم للشعوب. * أين ذهبت سماسم؟ - أعلم تماماً أن شخصية سماسم في «ليالي الحلمية» ارتبط بها الملايين وأقول أن سماسم مثل الثورة المصرية كانت مختفية تماماً ثم عادت لتتصدر المشهد. * أين حنان مطاوع؟ - حنان ثائرة وكانت في طليعة شباب التحرير ويطلقون عليها حالياً زعيمة الفيس بوك. وعلي فكرة تشارك حالياً في تصوير فيلم عن ثورة يناير. وهي قبل كل شيء ابنة ثائرة تعشق مصر.