منذ بداية الحرب في سورية، ارتفع عدد زيجات زواج القاصرات من السوريين، الذي يعد سلبا لحقوق الطفل، وأرجحت لجنة الأممالمتحدة لشئون اللاجئين، أن ارتفاع ظاهرة زواج القاصرات يعود إلى الضغوط وتحديات الحياة التي يواجهوها السوريون داخل مخيمات اللاجئين. ويقدم بعض الآباء على زواج بناته مبكرا لضمان لهن مأوي ومسكن يحميهم من غدر الزمان، وبعضهم يشجيع على تزويج الفتيات قبل اتمامهن ال18 عاما للتخفيف من الأعباء المالية في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة والظروف المعيشية الصعبة. وفي وسط الصورة الأكثر قتامة، تظهر لاجئة سورية تدهي "أميمة الهوشان" التي تقطن داخل "مخيم الزعتري" واحد من أكثر المخيمات التي تشهد حالات عنف واعتدائات جنسية تجاه الفتيات القصر، فقررت أن تتولي مهمة الدفاع عنهن بعد أن شاهدت عددا من زميلاتها اللاتي تركن المدرسة ليتزوجن من رجال من جنسيات مختلفة. وبحسب موقع mvslim، قامت الهوشان بتعليم الفتيات القراءة وحثهن على العلم، وبدأت تتحدث مع الأهالي عن حقوق الأطفال، وأن زواجهن قبل بلوغهن يعرضهن للانتهاك الجسدي. وكشف أميمة عن سبب محاربتها لتلك الزيجة قائلة :" تزوجت صديقتي قبل إتمامها العام الرابع عشر، واجبرها والديها على ترك المدرسة برغم رفضها الشديد لهذه الزيجة وكونها من أفضل التلميذات في فصلها الدراسي، لهذا قررت أن أحارب تلك الظاهرة لاعطاء الفتيات السوريات حقهن في ممارسة حياتهم بشكل طبيعي". بدأت أميمة بالأمهات لاقناع ازواجهن بالعدول عن قرار تزوج بناتهن في سن مبكرة، مستشهدة بقصص من القاصرات اللاتي انتهت حياتهن بالفشل نتيجة تزويجهن في سن مبكرة. تستمد أميمة الهامها من الباكستانية الحاصة على نوبل في السلام "ملالا يوسفزاي" وهي ناشطة باكستانية في مجال تعليم الإناث، اشتهرت بدفاعها عن حقوق الإنسان وخاصة التعليم، وحقوق المرأة.