قام خبراء وأساتذة جراحة العظام والروماتيزم بإطلاق عقار أركوكسيا (إيتوريكوكسيب) فى مصر والذى يعد طفرة طبية بين مضادات الالتهاب اللاستيرويدية لعلاج الآلام والالتهابات التى يعانى منها المرضى المصابون بمختلف أمراض العضلات والعظام بما يشمل خشونة المفاصل والتهاب المفاصل الروماتويدى والتهاب الفقار الروماتويدى والنقرس. قال الدكتور عادل عدوى، وزير الصحة السابق وأستاذ جراحة العظام بكلية طب جامعة بنها من بين المشكلات الشائعة التى يواجهها مرضى خشونة المفاصل عدم قدرة المسكنات على تخفيف الآلام مما ينتج عنه ضعف الأداء الوظيفى للجسم الذى يلقى بظلاله على جودة حياتهم. ويتصدر عقار إيتوريكوكسيب قائمة الأدوية المضادة لالتهاب المفاصل فى أكثر من 100 دولة حول العالم لأنه يعمل عن طريق تثبيط إنزيم السيكلواوكسيجينيز المسئول الأول عن الألم والالتهاب، بالإضافة إلى فاعليته القوية وتسجيل معدلات أمان مرتفعة، حيث شهد مرضى خشونة المفاصل تحسنًا ملحوظًا فى مقدار الألم والأداء الوظيفى للجسم وأكدت الدراسات الإكلينيكية أن الجرعات المنخفضة من عقار إيتوريكوكسيب 30 ملجم و60 ملجم حققت نفس مستوى الفاعلية لأعلى الجرعات المستخدمة من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية الأخرى لتخفيف الألم والالتهاب وتحسين الأداء الوظيفى للجسم. وصرح الدكتور حسن بسيونى، أستاذ أمراض الروماتيزم بكلية طب جامعة الأزهر: «سجل عقار إيتوريكوكسيب معدلات أمان مرتفعة وهو يعد بمثابة أحد أكثر مضادات الالتهاب اللاستيرويدية انتقائية وطبقًا لنتائج برنامج (ميدال)، الذى يعد أكبر وأول دراسة من نوعها لفحص سلامة القلب والأوعية الدموية بمشاركة أكثر من 34 ألف شخص مصاب بخشونة المفاصل أو بالتهاب مفاصل روماتويدى ممن تناولوا العقار لمدة ثلاثة أعوام ونصف العام فى 46 دولة، حيث أكدت الدراسة أن قدرة الجهاز الهضمى على تحمل العقار أعلى من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية الأخرى، كما يتميز بنفس معدلات السلامة التى من حيث التأثير على القلب والأوعية الدموية». وأشار الدكتور محمد زادة، أستاذ جراحة العظام بكلية طب جامعة قناة السويس، لا يعمل عقار إيتوريكوكسيب على تثبيط إنزيم السيكلواوكسيجينيز، ولذلك لا يؤثر فى الجهاز الهضمى مقارنة بمضادات الالتهاب اللاستيرويدية الأخرى. والجدير بالذكر أن أكثر من 50% من المرضى فى مصر ممن يتناولون مضادات الالتهاب اللاستيرويدية الأخرى ينصحهم الأطباء باستخدام مثبطات مضخة البروتون لتخفيف الأعراض الجانبية التى تؤثر فى الجهاز الهضمى الأمر الذى يعد عبئًا يستطيع التخلص منه. ويتميز العقار الجديد عن باقى مضادات الالتهاب اللاستيرويدية الأخرى بأن جرعته المقررة هى مرة واحدة يوميًا مما يساعد المرضى على الانتظام فى العلاج وتحقيق نتائج أفضل». وعلق الدكتور رامى قوسه، مدير عام شركة أم إس دى مصر إن الخلل الوظيفى فى الجهاز العضلى الهيكلى وآلامه يعد السبب الرئيسى المسئول عن 14% تقريبًا من زيارات المرضى لأطباء الرعاية الأولية وعادة ما تتفاقم هذه المشكلة وتسبب العجز، الأمر الذى يمثل عبئًا على المجتمع بسبب انخفاض معدلات الإنتاج وارتفاع تكاليف العلاج. قالت الدكتورة نهى سالم، مدير العلاقات العامة والسياسات بشركة أم إس دى مصر، إن الهدف الأساسى من تخفيف الألم هو تحسين جودة حياة المرضى الذين يعانون من آلام مزمنة أو حادة، وكلما كان العقار تناوله أسهل تحسنت نتائج السيطرة على الألم وبالتالى يستطيع المريض متابعة أنشطته التى قد يعيقه الألم عن ممارستها على نحو طبيعى. قالت الفنانة القديرة رجاء الجداوى، التى انضمت إلى فريق الأطباء من أجل بث الأمل فى نفوس جميع المرضى الذين يعانون من الألم ربما يحمل الألم للمريض ضررًا بالغًا على حياته، ولكن بفضل الاكتشافات الحديثة والهامة فى عالم مسكنات الألم، ستتغير حياة الملايين من المرضى، فالألم لا يمثل تحديًا جسديًا فحسب، بل يعتبر عبئًا نفسيًا يمس تطلعات المريض ونظرته إلى حياته اليومية.
