من بعيد تراه رجلاً غامضًا، تخاطبه تكتشف قدرته على فهم الآخرين وقيادتهم، الصراحة أقصر الطرق لقلب الآخرين هكذا فلسفته. نشأته الريفية حملته مهامًا أكبر من عمره، ربما لأن والده أراده مواجها للصعاب، أو اختيار القدر فرض عليه ذلك... الدكتور معتصم الشهيدى نائب رئيس شركة هوريزون لتداول الأوراق المالية، يحمل بداخله قوة من الحماس والعزيمة، لا مكان لديه لفلسفة المستحيل، كل شيء ممكن فى حياته العملية، لا يؤمن بالتشاؤم، ولكن يؤمن "أن من خاف سلم". للصدفة دور فى مراحل حياة الرجل، فدراسته للبيزنس صدفة، حتى عمله صدفة، مخاوف وقتية قد تتملكه، ناتجة عن الحيطة والحذر من التقلبات المحيطة، لكن مع جنى أول ثمار التنمية سيتبخر ذلك، هكذا يلخص المشهد الاقتصادى. «الشهيدى» يبحث عن كل طريق نهايته سياسية التفاوض، يفتش عن آفات المجتمع والاقتصاد ليحدد لها مقترحات وروشته للخروج إلى بر الأمان، لديه قناعة أن المشهد مليء بالإيجابيات، فقد تحققت نجاحات أساسية باستكمال خارطة الطريق سياسيا، "نعم صنعنا استقرارًا فى الأمن، وبدأت عجلة البنية التحتية تتحرك، ولكن كان على حساب الوضع الاقتصادى، فلم ندرك النجاح الكامل» هكذا يقول. الرجل الأربعينى صريح فى آرائه، فهو يعتبر أن أزمة الدولار شوهت صورة النجاحات التى تحققت فى المشروعات القومية، فمنذ ثورة 30 يونية، والوطن يواجه حربًا شرسة فى كل الجبهات، سواء فى السياحة أو تحويلات المصريين. إذن ما العمل للخروج من عنق الزجاجة؟ يرد «الشهيدى» عليّ قائلاً «لو أعدنا الدفة مرة أخرى للسياحة، وسيطرنا على أزمة الدولار، سوف تظهر النجاحات، وتصريحات الرئيس فى هذا الشأن، إشارة إلى وجود خطة متكاملة يتم العمل عليها وتنفيذها، حيث إن قرض صندوق النقد سوف يساهم فى تحسين الأوضاع، بالتزامن مع طرح سندات، وكذلك تعويم الجنيه، وفى اللحظة التى يتم فيها تعويم الجنيه، وتوحيد سعر الصرف سوف تتدفق الاستثمارات بصورة قوية، سواء فى البورصة، أو عن طريق الاستثمارات المباشرة». بعض المراقبين يرون أن أحجام تدفق الاستثمارات بسبب مخاوف المستثمرين وعدم استقرار العملة المحلية، ولكن المستثمر فى وجهة نظر «الشهيدى» يخشى تحقيق خسائر رأسمالية بسبب الفرق بين السعر الرسمى، وغير الرسمى، لم يكن فقط هو العائق، ولكن مطلوب ضرورة الانتهاء من تكرار كلمة حرب الإرهاب فى وسائل الإعلام، حيث إنها طاردة للاستثمار، واستبدالها بدحر الإرهاب، مع الإشارة بصورة مستمرة إلى نسب ما تحقق فى ذلك. يعرف الرجل أن هناك ارتباكًا اقتصاديًا، ولكن 3 مقترحات لدية قادرة على فض الاشتباك، والسيطرة على الأزمات، أولها بدأت الحكومة فى تنفيذه بالفعل هو أن الحكومة بجميع وزرائها يجتمعون معًا، وتحقق التوافق بين سياسية نقدية ومالية بسبب مفاوضات صندوق النقد الدولى، وبذلك لأول مرة الوزراء، بكافة فئاتهم، يتحولون من الجزر المنعزلة، ويجلسون للتفاوض مع طرف خارجى. «الثقة فى النفس أكثر من ثقتنا فى الآخرين، والإيمان بعملنا سوف نصل به إلى النتيجة، وبث روح التفاؤل، والعمل على أخذ خطوات فعلية، أن يكون لدينا بيانات كاملة عن كل المواطنين سواء بيانات مالية، أو شخصية وهى أول خطوة من خطوات النجاح يكون لديك قاعدة بيانات كاملة عن المواطنين» هكذا يقول «الشهيدى» أقاطعه قائلاً: لكن البعض قد يرى تكوين بنك المعلومات عن المواطنين تجسسًا؟ هنا توقف لحظة وراح يجيب قائلاً: «معرفة الدولة بكل بيانات مواطنيها، بمستوى الدخل شهرى أو سنوى، وحصر عدد الأطفال والأسر، سوف يساعد الحكومة على الوصول إلى مستحقى الدعم الكامل بصورة صحيحة، وحتى يستطيع صانع القرار تخطيط للمناطق الأكثر احتياجًا بشكل دقيق، ومعالجة الخلل والقصور». واستشهد فى هذا الصدد بما فعله جهاز الإحصاء وإشارته إلى أن دمياط أكثر المحافظات التى تنفق جزءًا من دخلها على الصحة، بسبب نقص الخدمات، وبورسعيد التى تنفق دخلها على السكن للارتفاع أسعار الأراضى، وبذلك توافر بنك معلومات يساعد فى تحقيق خطط الحكومة، من تحويل الدعم من عينى إلى نقدى، ومعلومات متكاملة عن مناطق ناجحة فى تصدير سلعة محددة، فقاعدة بيانات كاملة عن المواطنين والمنشآت وربطها بالرقم القومى، يعمل على مواجهة الفساد. «الشهيدى» رجل نشأته مختلفة، وصاحب ثقافة متنوعة له نظرة فى الاستثمار.. يقول «آن الأوان حتى تنطلق الحكومة لاستقطاب الاستثمارات، فى ظل شبكة الطرق والبنية التحتية المحققة، لكن ذلك لن يتحقق إلا بعد معالجة أزمة الدولار، وتوحيد سعر العملة، فى سوق موحد، وكذلك العمل على تسهيل الإجراءات ونظام الشباك الواحد، وفى حالة عدم القدرة على تنفيذه لا بديل من خلق كيانات ومناطق بنظام المنطقة الحرة مثل قناة السويس، بحيث يكون لكل منطقة قانونها الخاص حتى تتحرر من بيرقراطية الحكومة». «تحمل المسئولية منذ الصغر، منحه مناعة قوية وصلبة لمواجهة أى تغيرات، نسج «الشهيدى» رويات أحلامه فى السياحة، لكن أراد له القدر غير ذلك، بدأ القيادة والإدارة فى سن مبكرة، بشركة استيراد وتصدير، لكن لكونه عاشقا للدراسة الأكاديمية، انقلب الحال رأسًا على عقب ليجد نفسه بين عشية وضخاها فى موضع المسئولية، عن شركته «هيريزون» والذى نجح فى تحقيق استراتيجيتها، وزيادة رأس مالها إلى 15 مليون جنيه. إيمان الرجل الأربعينى بالثقة فى الاقتصاد دفعه إلى أن ينتهج سياسة توسعية على الخريطة الجغرافية بافتتاح 4 فروع، ببورسعيد، ومدينة شربين، 6 أكتوبر، ومدينة نصر. شخصيته المغامرة حققت له نجاح البقاء بالسوق رغم أن شركته مرت بظروف عصيبة بسبب الضربات المتتالية لسوق الأسهم منذ الأزمة المالية العالمية، إلا أن قوة الثقة بالاقتصاد كان بمثابة شهادة بقاء للشركة. «الشهيدى» يؤمن بأن الاجتهاد والجهد لابد أن ينحصر على الذات فقط، والأفضل الاستفادة منها على المستوى الشخصي، لذا هو يمنح اهتمامًا لشركته، الرجل الذى يحظى بالقيادة، ويعشق الهدوء، والألوان البيضاء التى تدل على النقاء واللون الأحمر على الحماسة يأمل فى إضافة نشاط الاستشارات والمحافظ هل ينجح فى شركته؟