«جرأة القرار تصنع مجداً والتردد يسلب فرصاً لا تتكرر، وطالما البضاعة والمنتج جيد، فالزبون سيأتى برغبته» هكذا تنحصر فلسفته العملية، الرجل يؤمن بأن التخصص بدون الإخلاص لا يصنع نجاحاً، وإنما حب العمل والقدرة على العطاء يحقق المستحيل. ماضيه يحمل خليطاً بين السعادة التى تمناها أن تدوم والحزن الذى كلما تذكره استوقفت الحياة أمامه.. إيهاب رشاد، الرئيس التنفيذى لشركة مباشر لتداول الأوراق المالية، لديه استراتيجية طموحة حتى يتصدر الكيان الذى يرأسه المشهد ويتحول إلى أكبر مؤسسة مالية على المستوى المحلى، والإقليمى، لإيمانه بأن الكيانات الكبرى هى الأفضل للسوق والمستثمرين. استراتيجيته نجاح الطروحات تقوم على 3 عوامل، إذ توافرت نجح الطرح، والفرصة لديه كنز يجب اقتناصها، لكن بشروطه. الرجل الأربعينى بدأ مهتماً، ومتحمساً بفكرة صناديق الاستثمار الخيرية المستحدثة لأول مرة، فهى صناديق لا توزع أرباحاً أو عوائد على حملة الوثائق وتوجه فوائضها إلى أغراض خيرية واجتماعية دائمة، لما تحمله من خير لصاحبها، بعدما تأكد لديه أن 95% ممن تعامل معهم، وطرح الفكرة لقى قبولاً كبيراً، فبدأ فى الإجراءات اللازمة لخروج مشروع حياته الشخصى إلى النور. «مازلنا فى إطار المفاوضات للاستحواذ على شركة التوفيق للسمسرة، حتى ندعم فكرة المؤسسة المالية الكبرى، ونحن فى انتظار رد الشركة المستهدفة بالعرض، لأننى من المؤمنين بمبدأ العمل على تشكيل كيان مالى كبير من خلال الاندماجات والاستحواذات، فهى الأفضل للسوق والأحسن لاختصار مسافات الكيان المالى، فشراء كيان قائم، أسهل من التأسيس والبداية من نقطة الصفر، فالكيان الكبير يعمل على تطويره نفسه ويخلق خدمات لمصلحة السوق والمستثمر» هكذا كان رده حينما سألته عن سر اهتمامه باستراتيجيته نحو الاستحواذات والاندماجات فى السوق. الرجل الذى دخل عالم البيزنس من بوابة سوق المال، رغم تخصصه القانونى والبعيد عن صناعة المال يؤمن بأن الكيانات الكبرى تحقق التكامل، بينما الصغرى تصدر المشاكل ولا تخدم السوق، فالمراقب تبين أن السوق «يعج» بشركات السمسرة والذى وصل عددهم إلى 140 شركة، معظمها لا تخدم السوق، إذ إن 20 شركة وكياناً كبيراً يستحوذ على 50% من السوق، بينما المجموعة الباقية تمتلك النسبة المتبقية. قاطعته متسائلاً ماذا ينقص شركتك حتى تكون كياناً مالياً متكاملاً؟ - «لدينا معظم الأنشطة وخدمات السمسرة، إدارة أصول، ونسعى فى تأسيس خدمات الاستشارات المالية، وأمناء الحفظ، والهدف تأسيس قابضة تضم الشركات التابعة بعد الحصول على رخصة بنك الاستثمار، الجارى الانتهاء منها، فكيان مباشر القابضة فى الطريق ومتوقع حسمه قبل نهاية العام». مرة أخرى مقاطعاً.. إذن ماذا عن الأنشطة الأخرى التى بدأت بنوك الاستثمار المنافسة فى التوجه إليها، سواء صناديق الاستثمار العقارى أو التأجير التمويلى؟ انتظر قليلاً حتى يرد على سؤالى ثم أجابنى قائلاً: «مثل هذه الأنشطة ليس فى الخطة والاستراتيجية الآن». - بادرنى سؤال بعد نجاح شركته فى المشاركة لطرح «إم بى للهندسة» فى بورصة النيل، عقب الاعتماد الكلى على الأفراد وليس الصناديق فى تغطية الاكتتاب.. فقلت كيف تحقق النجاح فى هذه التجربة؟ لحظات من التفكير سيطرت عليه ورد «كل ما البضاعة كويسة الزبون سوف يأتى، فالهدف لدينا هو دراسة المنتج الأول، وليس الهدف الطرح، نحن لا نبحث عن الأموال وإنما السمعة، وعندما تلقينا 4 عروض لإدارة طروحات بالسوق الرئيسى، وبورصة النيل، تم رفضها لتعارضها مع الاستراتيجية المحددة، وتقوم على تاريخ الشركة ووضعها الحالى مالياً وإدارياً، واستراتيجيتها المستقبلية، وبدون ذلك لا يقبل الطرح، وأمامنا ملف شركتين لدراسة المشاركة فى طرحهما بالسوق الرئيسى والنيل». الرئيس التنفيذى ل «مباشر» يشغله التوسع فى الشركة من جانب الخدمات، وقد قام بضخ مليون جنيه استثمارات لإصدار نسخة إلكترونية حديثة من برامج التداول الإلكترونى، على أن يتم تفعيل ذلك خلال مايو المقبل، وكذلك التوسع جغرافيا فى المحافظات الساحلية والصعيد والمحافظات الحدودية وفقاً لخطة الشركة، وجارى الانتهاء من افتتاح فرع المنيا، وبورسعيد، لتضاف بذلك إلى الإسكندرية، ومصر الجديدة، طنطا، دمياط الجديدة، والمنصورة، وبعد الوصول إلى كيان مؤسسى مالى لا نستبعد الطرح فى البورصة مستقبلاً. «رشاد» الذى اتخذ طريقاً مغايراً عن عائلته التى تعمل فى السلك القضائى، بالعمل فى البيزنس لديه تفاؤل بمستقبل سوق المال المحلى، لكن ممتزجاً بالحذر، فالقرارات غير المدروسة من الحكومة تتصدرها ضريبة الأرباح الرأسمالية أضرت بالصناعة، وتسببت فى أحجام الاستثمارات الأجنبية عن التدفق فى السوق، معتقداً أن هذه الاستثمارات وقتها لو دخلت السوق ما كانت أزمة الدولار الحالية، عندما كان التفاؤل حدثت الكوارث الحكومية بقرارات ضريبة البورصة، وأضرارها للسوق، فى وقت شهدت إيرادات السياحة، وقناة السويس تراجعات كبيرة. الرجل عاشق للبحر بحكم نشأته الاسكندرانية، يستمد منه الهدوء والتفكير، هو ما انعكس على شخصيته الطيبة، بدأ حياته مستثمراً صغيراً فى البورصة فى عام 95 إلى أن كان، وتولى إمبراطورية مالية معروفة، يرى أن البورصة أساس الاقتصاد، وتجربة الاقتصاد الألمانى وتعافيه بعد الحرب العالمية الثانية لعبت البورصة جزءاً كبيراً من هذا النهوض، لذا ينتظر من الرقيب الإسراع في إجراءات فصل التسوية النقدية عن الورقية، وكذلك حسم ضريبة البورصة، حتى لا تتكرر الكارثة مرة أخرى مع تعافى السوق، والعمل على توعية المستثمرين بل والسواد الأعظم من المواطنين. «رشاد» ارتسم على وجهه حزناً كبيراً، وكادت تدمع عيناه حينما سألت عن صاحب التأثير فى تشكيل شخصيته، وعلمت أن لوالدته دوراً كبيراً فى تشكيل شخصيته الناجحة، فهل يحقق الرجل فى الأيام المقبلة، استراتيجيته حتى يكون كياناً ومؤسسة مالية كبيرة فى السوق؟ صلاح الدين عبدالله