رائحة نفاذة تفوح في الأجواء، تسيطر على القرية بأكملها، لايمكن الهروب منها فمصادرها متعددة، تتسبب في جلب الكثير من الأمراض، تنبع من مصدرين أساسيين، هما "الرشاح والتلال العالية من أقوام القمامة". أولهما، شريط طويل من القمامة متعددة الأنواع، تنبع منه رائحة خبيثة، ومأوي لحشرات ضارة، يوميًا سقط بداخله الكثير من المارة رجال ونساء نتيجة خادعة لبصر البشر، حيث يظهر أنه مصطح من الأرض ملئ بالقمامة ولكن تتواجد المياه أسفلها لتغرق هؤلاء، شكاوي متعددة يوميًا لمجلس المدينة للتخلص منه لكنها جميعًا بلا جدوى، ذاك هو "الرشاح". أنشأ الإنجليز مايسمي ب "الرشاح" ليعمل على امتصاص المياه الجوفية من باطن الأرض حتى لا تتسرب إلى الآثار، لكن عقب تغلغل الإهمال بجميع أنحاء القرية، كان للرشاح أكبر نصيب حتى توقفت هيئة الري عن تنظيفة تمام، وأصبح عبئا على أهالي القرية، فضلًا عن تحوله لسبب رأسي في تآكل الآثار لكونه يسرب المياه الجوفية إليها. أما عن الأخير، فهي تلال عالية من القمامة لاتعرف من أين جاءت بهذا الارتفاع، تحسبها تحفية فنيه من قوامها الثابت، بعضها يشبه الهرم والآخر شبيه بنات عش الغراب، الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات على رأسها "هل تحولت مية رهينة من منطقة أثرية تحوي في باطنها المعابد إلى متحف قمامي يحوي بداخله التلال المرسومة بطبيعتها". شكاوى المواطنين بالقرية شبيهة بالصرخات، فهم مابين مريض بالحساسية ومابين معرض للسقوط في الرشاح، أو مأذي من قبل الحشرات، هذا كله بجانب الناموس الذي يدور بالقرية ليلًا كخلايا النحل كما وصف الأهالي. ومن جانبه، قال إبراهيم مقلد "إن مصلحة الآثار قامت ببناء الرشاح قبل مئات السنين لامتصاص المياه الجوفية من باطن الأرض للحفاظ على الآثار ولكن تمت تغطيته بطريقة غير صحيحة بوضع مواسير صرف صحى فى جزء منه، متابعًا أن الأهالى تقوم بإلقاء القمامة بداخله. وأضاف رجب محمد محمود، أن مياه الرشاح كانت نظيفة قبل عشرات السنين ولكن فى الفترة الأخيرة أهمله المسئولون فتحول إلى ما عليه الآن، مؤكدًا أن مياهه ملوثة وأن أهالى القرية يعانون من البلهارسيا والأمراض المزمنة. ونوه أحمد غارب، إلى أن هناك أطفالا سقطت فى الرشاح وأنقذناهم بصعوبة قائلًا: "إحنا مش عارفين نردمه لأنه لو إتردم المياه هترقد تحت البيوت وهتنهار كلها" وعن مشكلة القمامة أشار إلى أنها أصبحت موجودة بصفة مستمرة في القرية، فضًلا عن إرسالهم الكثير من الشكاوى لهيئة المجلس ولكن دون جدوى. في نفس السياق، جاء تعليق سعيد الهنداوي، رئيس الوحدة المحلية بمت رهينة، أن الأهالى يقومون بإلقاء القمامة ومياه الصرف الصحى بداخل الرشاح باستمرار، ويقوم مجلس المدينة "كل فين وفين" بشنّ حمله لتطهيره، مؤكدًا أنه قام بإرسال جواب إلى محافظة الجيزة يطالبهم فيه بتغطية الجزء المتبقى من الرشاح، وأن تلك المشكلة سوف تحل بشكل نهائي فى نهاية شهر أكتوبر القادم. وأضاف أن القرية كان سيتم تركيب صرف صحي بداخلها قبل قيام ثورة يناير ولكن تم وقفه نتيجة للأحداث التي مرت بها البلاد، لافتًا إلى أنه سيتم تركيبه قريبًا داخل القرية. وبسؤاله عن مشكلة القمامة المتواجدة في جميع حوارى القرية أجاب رئيس مجلس الوحدة المحلية بميت رهينة، أن المجلس يقوم بإزالتها يوميًا ووضعها في "مقلب بنى يوسف" ومن ثم يقوم الأهالى بالقائها مرة أخرى، موضحًا أنه المجلس قام بوضع صناديق فى الشوارع ولكن تمت سرقتها مرارًا كما أن الأهالى اعترضوا على ابقائها أمام منازلهم. شاهد الفيديو..