كنا نتعجب عندما نعرف أن سيدة أنجبت أكثر من توأم فى المرة الواحدة، وما نستطيع قوله هو «سبحان الله»، ولكن الذى لا يتخيله أحد هو أن تنجب سيدة طفلين توأم من رجلين مختلفين. هذا ما تم بالفعل فى فيتنام، عندما أنجبت زوجة بنتين توأم إحداهما سمينة، وبشعر مجعد، والأخرى نحيفة وبشعر أملس. مرت الأيام والشهور، ويظهر اختلاف التوأم أكثر وأكثر، إلى أن بلغا من العمر عامين واختلفا تمامًا فى الحجم والشعر. أثار اختلاف التوأم جدلاً فى عائلة الزوجين الأمر الذى جعل الأبوين يشعران بأنهما ليسا توأمين. ووضع الأبوان احتمالاً بأنه تم استبدال أحدهما بعد الإنجاب فى المستشفى بالخطأ. وظلت الشكوك تلازم الأب البالغ من العمر 34 عاماً، إلى أن دفعه الشك وضغط العائلة إلى إجراء اختبار الحمض النووى للتأكد من نسب التوأم. وظهر الاختبار نتيجة لم تصدم الأب وحده، بل أثارت ضجة فى مختلف أنحاء البلاد. أثبت الاختبار أن الرجل هو الأب البيولوجى لواحدة فقط من الفتاتين. وتأكد حينها الرجل بأن ظنونه كانت على حق، وأن هناك خطأ فى المستشفى أدى لهذا الوضع، ولكن كانت المفاجأة الكبرى عندما أثبت اختبار الحمض النووى الثانى أن زوجته هى الأم البيولوجية للفتاتين، ليبدأ الجميع فى التساؤل عن والد الطفلة الثانية. وبالضغط على الأم اعترفت بخيانتها لزوجها وإقامة علاقة عابرة مع رجل آخر، وأنها لم تتخيل أن يكون هذا الرجل هو الأب الثانى لتوأمها. وأكد الأطباء الإخصائيون أن التفسير العلمى لما حدث، هو نتيجة ممارسة العلاقة الجنسية عدة مرات منفصلة، من رجلين مختلفين، أفرزت الزوجة بويضات خلال فترة إباضة واحدة، تم تخصيبها من الأبوين، فى غضون أيام قليلة. ورغم ندرة مثل هذه الوقائع، فإن إمكانية حدوثها قائمة من الناحية العلمية، فمن الممكن أن تنتج المرأة بويضتين صالحتين للتخصيب فى المرة الواحدة ويتم تخصيب كل بويضة بشكل منفصل وفى توقيت مختلف عن الأخرى. وفى حال أقامت المرأة فى هذه الحالة علاقة جنسية مع رجلين مختلفين، فمن الممكن أن يتم تخصيب البويضتين فى فترة زمنية متقاربة ويتكون توأم من رجلين مختلفين. وهذه الحالة ليست الأولى، فإن عدد الحالات المشابهة المسجلة على مستوى العالم حتى الآن يبلغ عشر حالات، منها حالة فى بولندا وحالات أخرى فى إسبانيا والولاياتالمتحدة والهند. تماثلت نفس الحالة عام 2011 فى الدانمارك عندما أنجبت امرأة ولدين توأم، أحدهما من زوجها السابق والآخر من صديقها الحالى. وفى الولاياتالمتحدة لجأ رجل للمحكمة بعد أن تأكد أنه الأب البيولوجى لواحد فقط من طفلين توأم أنجبتهما زوجته، وقضت المحكمة بإلزام الرجل بالتكفل بمصاريف ابنه البيولوجى فقط. لكن الاختلاف فى شكل الأطفال التوأم لا يعنى بالضرورة وقوع خيانة من قبل الزوجة، كما يقول الخبراء فمن الممكن أن يختلف شكل التوأم بشكل كبير، كما يمكن أيضًا وجود اختلاف واضح فى الشكل بين التوأم وباقى الإخوة والأخوات. وأكد علم البيولوجى، ان هناك ثلاثة أنواع من التوائم، وهم التوائم الأخوية (غير المتشابهة)، وهذا النوع من التوائم لا تظهر عليه ظاهرة التشابه التام التى تكون فى التوائم المتطابقة، ويكفى أن يكون القاسم المشترك فى التشابه ما هو موجود بين الإخوة بعضهم بعضًا، وتعرف أيضًا بالتوائم ثنائية البويضة، حيث إن المبيض يفرز بويضتين، فيلقح كل بويضة حيوان منوى واحد. والنوع الثانى هو التوائم المتشابهة أو المتطابقة، وتعرف هذه التوائم أيضًا بالتوائم أحادية البويضة، حيث إن سبب تكوينها هو انقسام البويضة المخصبة إلى خليتين، أو فى طور متقدم تنقسم الكتلة الخلوية إلى جزأين، ثم تواصل كل خلية نموها إلى أن يتكون الجنين الكامل، والتوائم هنا تتكون من بويضة واحدة وحيوان منوى واحد ولذلك هذه التوائم تتشابه من جميع الوجوه حتى على مستوى جنس التوائم، فهى إما أن تكون ذكورًا أوإناثًا. والنوع الثالث التوائم السيامية والمقصود بها أى طفلين متصلين أو ملتصقين أو ملتحمين ببعضهما فى منطقة من جسدهما. وهذا النوع يحدث نتيجة انقسام البيضة الواحدة بعد تلقيحها بحيوان منوى واحد إلى جنينين.