جاءت ردود فعل المسئولين علي حوادث الانتحار حرقا، فاترة ومستفزة وتؤكد عدم اكتراث الحكومة بالرأي العام، وظهر ذلك جلياً في تعقيب عدد منهم علي تلك الحوادث. صفوت الشريف، رئيس مجلس الشوري سارع في تعقيبه علي الحادث قائلا: »المصري اللي حرق نفسه مايستهلش المناقشة«، أما الدكتور فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب فوصف انتحار المصريين حرقا ب »الابتزاز السياسي«، في حين بعث الدكتور أحمد الجوهري رئيس جامعة الفيوم رسالة تهديد للعاملين عنده جاء فيها »مايمهنيش ألف بوعزيزي.. واللي يحرق نفسه يتفضل!«. استكثرت قيادات الدولة مواساة المصريين علي حالهم وغلفوا تصريحاتهم بقسوة غير مبررة وهو الأمر الذي استنكره وحذر منه خبراء علم الاجتماع لأنه يؤدي إلي زيادة الاحتقانات والغضب في نفوس المصريين. حذرت الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم الاجتماع السياسي، بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، من التصريحات غير المدروسة من قبل رموز النظام وقالت: »لابد أن يتم التعامل مع مثل هذه القضايا بحذر، لأن تجاهل الرأي العام واستفزازه سيصعد من الغضب في نفوس المصريين. وأضافت فايد »لابد من المهادنة والمصالحة بين الرأي العام والحكومة، والا فستكون ردود الفعل الشعبية علي تلك التصريحات عنيفة وغير متوقعة. وتابعت: »أمر خطير.. أن يكون رد فعل الدولة بهذا العنف، وهي من المفترض انها المسئولة عن الشعب«.