رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن التحالف التي نشأ بين المجلس العسكري الحاكم الذي تولى سدة الحكم بعد الإطاحة بالرئيس حسني مبارك وجماعة الإخوان المسلمين عرض الثورة للخطر، لأنه دق أسفين بين الجيش والشعب، ففي حين تسعى أغلب القوى السياسية لتسريع وتيرة نقل العسكري للسلطة، تلتزم الجماعة بالجدول الذي وضعه الجيش حتى تصل للانتخابات البرلمانية التي سوف تكون هي الفائز الأكبر فيها. وقالت الصحيفة إنه خلال ثورة يناير تحالفت كل أطياف المجتمع للإطاحة بحسني مبارك، لكن بعد ذلك نشأ تحالف قوي بين الجيش وجماعة الإخوان المسلمين، الأمر الذي جعل الجماعة تنأى بنفسها عن المطالب الحالية برحيل العسكري فورا، وهو ما أدى إلى أزمة خطيرة عشية الانتخابات البرلمانية التي ستعقد غدا الاثنين. وأضافت ورغم أن الثورة شاركت فيها مختلف القوى السياسية إلا أن المستفيد الأكبر من الانتخابات هي جماعة الإخوان المسلمين، وهذا السبب الذي جعلها تراهن على الجدول الزمني البطيء الذي وضعه الجنرالات للانتقال إلى الحكم المدني، فهذا الزواج بين الحزب والجنرالات دق أسفين في ثورة مصر، حيث أصبح الشباب والعلمانيين أكبر الخاسرين، والجماعة فقط هي الفائز والحاصد للمكاسب. وأشارت إلى أن الجماعة لها سببها في هذه الامر، حيث أن طول الأزمة وتأثيرها على الاقتصاد المصري الهش، دفعها لرمي ثقلها وراء الجنرالات أملا في الاستقرار الذي اهتز مع الهجوم القاتل من قبل قوات الأمن على المتظاهرين في ميدان التحرير.