باتت وقائع التحرش والاغتصاب داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي من قبل الضباط تجاه المجندات أمرًا اعتياديًا، فلا يمر يومًا إلا وتسلط الصحف العالمية الضوء على واقعة اغتصاب جديدة، تضاف إلى سلسلة لا تنتهي من الانتهاكات. «فضحية تهز تل أبيب» في فضيحة جديدة هزت الأوساط الإسرائيلية، اليوم السبت، سلط إعلام تل أبيب الضوء على الاتهامات التي وجهتها النيابة العامة إلى جنرال رفيع بالجيش الإسرائيلي يدعى العميد أوفك بوخاريس، باغتصاب وهتك عرض 16 مجندة وضابطة. ومَثُل الجنرال، بوخاريس، أمام المحكمة العسكرية، بعد توجيه الاتهام إليه في قضايا تتعلق بالاغتصاب، وهتك العرض وسوء السلوك، مع ضابطتين خدمتا تحت قيادته عندما كان قائدًا للواء جولاني مشاه. وضمت لائحة الاتهام، ارتكاب بوخاريس جرائم اغتصاب وشذوذ وهتك العرض، حيث اتهم بارتكاب 16 جريمة بحق مجندات وضابطات خدمن تحت قيادته فى الجيش. «أرقام وإحصائيات» تلك الواقعة ليست بجديدة على جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي تفشى فيه ظاهرتي الاغتصاب والتحرش، حيث أكدت صحيفة "هارتس" الإسرائيلية خلال مطلع العام الحالي، نقلًا عن تقارير مركز الدعم والمواجهة فى جيش الاحتلال، أن حالات التحرش والاعتداءات الجنسية وصلت إلى 1000 حالة خلال عام 2016، 60% منهم وقعوا داخل الجيش، أما الشكاوى التي وصلت لوحدة التحقيق فكانت أقل بنحو 125 حالة فقط. وذكرت الصحيفة أنه في عام 2014 تم تقديم 37 لائحة اتهام، ضد جنود وضباط في الخدمة العسكرية بتهم ارتكاب تحرشات جنسية، بينما شهد عام 2013 نحو 26 لائحة اتهام فقط، وسجل عام 2012 ارتفاعًا بنسبة 96% لجرائم الاعتداءات الجنسية في صفوف جيش الاحتلال، حيث تلقى قيادة الجيش خلال هذا العام مئات الشكاوى، وتم ضبط 27 حالة بلائحة اتهام رسمية، وشهد عام 2008، تقديم 28 لائحة اتهام فقط لارتكاب جرائم جنسية في جيش الاحتلال. وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في مارس الماضي، أن ظاهرة التحرش الجنسي وتعاطي المخدرات تفاقمتا في جيش الاحتلال، موضحة أن الربع الأول من العام الجاري شهد فتح 27 ملف تحقيق في حوادث تحرش جنسي. ونوهت الصحيفة إلى تقرير أوروبي رصد خلال الأشهر الثلاثة الماضية 12 قضية اغتصاب وتحرش جنسي تنظرها المحاكم العسكرية حاليًا، بواقع أربع حوادث في الشهر، بخلاف وقائع الاغتصاب والتحرش الأخرى التي لم تصل إلى المحاكم العسكرية. «وقائع اغتصاب وتحرش» ومن بين هذه الوقائع التي لا تنسى، ما حدث خلال شهر إبرايل الماضي، بتقديم أربع ضابطات في جيش الاحتلال شكاوى إلى قيادة الجيش ضد أحد كبار الضباط؛ بسبب سوء المعاملة والمهانة التي يلاقينها أثناء العمل بما لا يليق بهن كضابطات، والتجاوزت التي تحدث في حقهم. وجاء ضمن الشكوى التي تقدمت بها الضابطات الأربع، أن قائدهن قرر ذات يوم تنظيم يوم للراحة والترفيه وحفلات السمر، إلا انهن فوجئن بالقائد يجبرهن على خلع ملابسهن أمام الضباط والجنود. وفي نفس الشهر، اعتقلت السلطات الإسرائيلية 4 جنود من الجيش بتهمة اغتصاب مجندة تخدم معهم في الوحدة نفسها، بعدما قدمت المجندة شكوى للشرطة العسكرية، توضح فيها تفاصيل الواقعة. وأوردت المجندة في شكوتها، أن 4 جنود من سلاح الجو في قاعدة «حتساريم» الجوية الإسرائيلية اقتحموا غرفتها واغتصبوها. وفي يونيو الماضي، تعرضت جندية إسرائيلية، 19 عامًا، للاغتصاب من قبل أحد زملائها في الوحدة 8200، أثناء حفلة تم تنظيمها من قبل الكتيبة، حيث قام أحد الجنود من سلاح الجو الإعتداء على الجندية الإسرائيلية، بعدما أقنعها بشرب الكثير من الكحول. «المرأة في جيش الاحتلال» وتعتبر خدمة المرأة إجبارية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يعد أول جيش ألزم المرأة بالخدمة قانونيًا عام 1956، إضافة إلى خدمتها بقوة الاحتياط. وكان وزير الجيش الإسرائيلي «إيهود بارك» السابق أول من قرر دمج المجندات في أفرع الجيش العسكرية المختلفة وعدم استقلالهن بفرع مستقل، واعتبر هذا القرار من قبل المنظمات النسائية الإسرائيلية قرارًا تاريخيًا واعترافًا رسميًا بدور المرأة المجندة لخدمة إسرائيل. ووفقًا للتقارير الرسمية، تشكل النساء نسبة وصلت الى 33 % من تعداد الجنود والضباط في الجيش الإسرائيلي أي مايقارب ثلث الجيش تقريبًا.