رأي عدد من خبراء علم النفس والاجتماع، أن ارتفاع نسب دعاوي الطلاق التي يرفعها الأزواج في المحاكم، بسبب اكتشاف تدخين زوجاتهم للسجائر والمخدرات، أمر غير منطقي علي الإطلاق، موضحين أن الزوج في هذه الحالة يكون انتابه شعور بعدم الثقة في زوجته، وإحساس ملح بأن هذا الأمر سيشوه مظهره أمام المجتمع ويهدد حياة أبنائه. كانت دعاوى الطلاق والخلع والطلب فى بيت الطاعة والنشوز، وصلت ل37 ألفا و500 دعوى، استحوذت فيها السيدات على النصيب الأكبر، بسبب قضاء أوقات فراغهن فى تدخين السجائر والشيشة والوقوع فى الإدمان وشرب الخمور. قالت الدكتورة أماني عبدالرحمن خبيرة علم الاجتماع، إن المراة المصرية تُعاني من صعوبات شديدة في الحياة، لاسيما في ظل عدم توافر الإمكانيات المادية لها التي تشبع رغباتها، نتيجة لسوء الأحوال الاقتصادية، وهو الأمر الذي يؤدي إلي انسياقها في طريق التدخين والإدمان. وشددت "عبدالرحمن"، علي ضرورة مساندة المرأة في المعوقات التي تواجهها في الحياة ومن ثم معاتبتها علي لجوئها إلي التدخين كوسيلة للتنفيس عن همومها، قائلة: "المرأة المصرية يقع علي عاتقها مسئولية كبيرة ويجب أن نضع ذلك في عين الاعتبار". أوضحت الدكتورة ابتسام مرسى، أن أسباب لجوء المرأة للتدخين والمخدرات يرجع إلي سببين رئيسين، أولهما التنشئة الأسرية الخاطئة، مشيرة إلي أنه يقع علي الأسرة عاتق تربية أبنائها تربية صحيحة، وغرس عقائد الدين الصحيحة في نفوسهم، وكذلك تعريفها بكل ما يُفيد ويضر مجتمعها. وتابعت: " التنشئة الأسرية الصحيحة تجعل المرأة قادرة علي تخطي الصعوبات، وقوية وصامدة امام الازمات". وعن السبب الثاني، بينت أنه يكمن في طبيعة المعاملة التى يعاملها الزوج لزوجته، مؤكدة أن معاملة الزوج الجيدة واحتواءه وحبه وتقديره لها يجعلها بعيدة عن الوقوع فى تلك العادات السيئة، بينما علاقته السيئة بها، تقودها إلي الطريق الخطأ. وأضافت الدكتورة سعيدة أبو سوسو استاذة علم النفس فى كلية الدراسات الانسانية جامعة الأزهر، أن قيام الرجل برفع دعاوي لطلاق زوجته بسبب تدخينها للسجائر، أمر غير منطقي علي الإطلاق. وذكرت أبو سوسو، أن الرجل الشرقي الذي يكتشف، تدخين زوجته ينتابه شعور بعدم الثقة فيها، ويعتقد أنه ممارستها لتلك العادة سيشوه مظهره الاجتماعي، إلا أنه في جميع الأحوال لايمكن لهذا السبب أن يكون كافٍ لطلبها في بيت الطاعة أو رفع دعاوي للطلاق منها.