لاتزال قضية التمويلات المالية من دول خليجية للمراكز السلفية الإسلامية تثير قلق المؤسسات الأمنية بهولندا، وكانت «الوفد» نشرت الأسبوع الماضى تقريرا عن مخاوف الاستخبارات الهولندية بعد شراء قطر مبنى فى مدينة روتردام بقيمة 7و1 مليون يورو عبر المدير التنفيذى لمؤسسة الوقف نصر الدمنهوري لتحويله لمركز تعليمى إسلامى، ما اثار حالة من اللغط فى وسائل الاعلام الهولندية حول الأهداف الحقيقية لتنامى الاستثمارات التى مصدرها دول خليجية بعينها لمراكز ذات توجهات سلفية. «الوفد» تواجه «نصر الدمنهورى» فى روتردام وتكشف الحقائق . العمليات الارهابية التى طالت مُدنا أوروبية فى باريس وبروكسل تثير مخاوف الأمن فى هولندا خاصة بعد مُشاركة شباب هولندي مُسلم فى أعمال عُنف مُسلحة بسوريا. . أليست هذه مخاوف مشروعة؟ ليس لنا دخل بأى أعمال تطرف أو ارهاب ،أنا مُمثل رسمى لمؤسسة النور فى ألمانيا وعدد من الهيئات الخيرية فى الخليج وخاصة دولة قطر، وهى التى اشترت رسمياً مؤخراً مبنى فى روتردام لإنشاء مركز تعليمى إسلامى ، ودورى كان هو تنفيذ صفقة الشراء والبحث عن مصدر تمويل . كيف تمت تلك الصفقة؟ علمت من مصادرى بأن المبنى فى مكان حيوى يصلح للاستثمار الإسلامى فقمت على الفور باقتراض مبلغ 100 الف يورو من عدة أشخاص وسارعت بدفع المبلغ "عربون" ووقعت عقدا ابتدائيا شخصيا مع المالك . ألم تكن هذه مُخاطرة لعدم توافر قيمة الشراء مُسبقاً ؟ انا تخصصى الاستثمارات ولدى رؤية، وقمت على الفور بعمل اتصالات مع مجلس إدارة مؤسسة النور فى المانيا وهى التى وفرت ثمن الشراء، حيث ان أعضاء مجلس ادارتها قطريون ولهم اتصالات بالأسرة المالكة القطرية، وتم تحويل قيمة الشراء 7و1 مليون يورو من بنك فى العاصمة القطريةالدوحة الى الموثق العقارى الهولندى مباشرة لإتمام الصفقة ، وتم توقيع العقد بمعرفة مؤسسة النور . من بالتحديد الذى دفع قيمة الشراء؟ مؤسسة «الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية» وهى واحدة من أكبر 3 مؤسسات خيرية ورئيس مجلس ادارتها من الأسرة المالكة فى قطر . وما هو دور مؤسسة الوقف فى هولندا ؟ الوساطة فقط وأنا قمت باسترداد ال 100 الف يورو العربون بعد اتمام الصفقة وتوقيع عقد الشراء . هل تتفهم قلق وانزعاج الاستخبارات الهولندية من نشاط مؤسسة الوقف ؟ مؤسستنا قائمة منذ عام 1989 ولم يثبت ادانتها فى أى عمل غير قانونى بهولندا، نحن ندعم الأعمال الاسلامية الوسطية ، وتأهيل الدُعاة، ومؤسسة الوقف ستشرف على تحويل المبنى الذى اثار الجدل الى مركز تعليمى اسلامى وفق القوانين المعمول بها فى هولندا، وقد شرحت ذلك بالتفصيل فى اجتماع ضم فريق عمل مكونا من 7 شخصيات من المخابرات والأحزاب السياسية والشرطة وممثلا عن بلدية روتردام ، وأوضحت الفرق بين السلفية والأعمال الجهادية المُسلحة . وعن المسلمين فى هولندا يقول «الدمنهورى»: يوجد فى هولندا الآن أكثر من مليون مسلم، 60% منهم تتراوح أعمارهم ما بين25 و35 سنة وهى شريحة عمرية شبابية خصبة، حيث ان أكثر من 20% منهم من حملة المؤهلات العليا والمتخصصة، فى الوقت الذى تتزايد فيه نسبة الشيخوخة بين الهولنديين الأصليين، كما توجد الآن 500 مدرسة ابتدائية اسلامية تضم حوالى 10 آلاف طفل وطفلة ، ومدرسة ثانوية فى روتردام وقريبا اخرى فى أمستردام، اضافة لجامعتين اسلاميتين فى روتردام ، وتتجاوز أعداد المساجد 500 مسجد. واضاف : « أرادت حكومة هولندا أم رفضت فإن المسلمين في هولندا الآن هم واقع اجتماعى من أجيال ثالثة ورابعة ، لا يرتبطون بالجذور فى الشرق الأوسط الا بالاسم فقط، ونسبة الانجاب بين المسلمين أعلى منها مقارنة بالهولنديين وهذا يسهم فى زيادة المسلمين، ولا ننسى ان رئيسة البرلمان الآن هى مسلمة مغربية الأصل ومحافظ روتردام ايضا مسلم من أصول مغربية» . وعن صورة المسلمين حالياً فى هولندا يقول: « الحكومات الهولندية المتعاقبة منذ 30 سنة أخطأت بفداحة وأنفقت مليارات من الأموال على سياسة فاشلة ودعوتها لدمج المسلمين، كانت تعلن سياسة الاندماج وتقصد الانصهار ومحو هوية المسلمين ، والنتيجة الآن ان الجريمة ارتفعت بين ابناء المسلمين ، وتقول الاحصائيات ان 60% من السُجناء هم من المسلمين ، والآن ليس أمام حكومة هولندا الا مواجهة المشاكل والبحث عن حلول بالتعاون مع المؤسسات الاسلامية النشيطة ، حيث ان الحفاظ على الهوية هو الحل ، أيضاً نحن قدمنا الاسلام والمسلمين بشكل خاطئ للغرب ولابد من تصحيح المسار . لماذا تركت مصر فى 2013 وعُدت لهولندا ؟ انا قررت العودة لهولندا التى غادرتها عام 97 وسافرت للعمل فى دول خليجية مدة 10 سنوات ، ثم سافرت الى مصر فى 2007 وغادرتها صبيحة ازاحة الاخوان المسلمين من الحكم فى يوليو 2013 .