«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البدوى :عودة الأمن على اولويات الوفد
نشر في الوفد يوم 20 - 11 - 2011

عقد حزب الوفد مؤتمراً جماهيرياً حاشداً مساء اليوم السبت 19 نوفمبر فى منطقة بركة الحاج بالمرج حضره الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد و مرشحو الوفد على قائمة شرق القاهرة لمجلسى الشعب و الشورى و كذلك مرشحو الوفد على المقاعد الفردية للشعب و الشورى شرق القاهرة( الدائرة الثانية بالقاهرة ).
حضر المؤتمر الحاشد عدة آلاف من الوفديين من ابناء المرج و المطرية وعين شمس و باقى مناطق شرق القاهرة حيث رددوا العديد من الهتافات و منها " ارفع رأسك فوق انت مصرى وفدى " " بنحبك يا بدوى " ، " ياليالى يا ليالى البدوى السد العالى " كما حضر المؤتمر عددا من اعضاء الهيئة العليا و قيادات حزب الوفد و مرشحي الوفد لمجلس الشورى شرق و شمال القاهرة و هم محيى بدراوى – محمد عبد النعيم – هويدا عبد المقصود – عادل كحوش كما حضر المؤتمر الفنان الدكتور خليل مرسى عضو اللجنة الثقافية بحزب الوفد ، و فى بداية المؤتمر تم عزف السلام الجمهوري لجمهورية مصر العربية و بعدها تم افتتاح المؤتمر بتلاوة القرآن الكريم
و تحدث عيد هيكل مرشح قائمة الوفد لمجلس الشعب شرق القاهرة ( الدائرة الثانية ) فرحب بالحاضرين و على رأسهم الدكتور السيد البدوى و اضاف ان هذه المنطقة " بركة الحاج " كانت منطقة يستريح فيها الحجاج و هم فى طريقهم إلى الحج و كانت هذه بركة من المياه و كان الحجاج يذهبون للحج و هم يمتطون ظهور الجّمال ، ثم قام عيد هيكل بتقديم زملائه على قائمة الوفد شرق القاهرة و هم : مارجريت عازر سكرتير عام مساعد الوفد و وصفها بأنها انسانة و لديها خبرة انتخابية ، و اضاف : اقدم لكم ايضاً صاحب القلب الطيب العزيز و المخلص النائب السابق عاطف الاشمونى ، و كذلك الشاب الجميل القبطان محمود حنفى جبر ابن المطرية ، و ايضاً ابن من ابناء الكنيسة و هو شاب مثقف احد اعضاء القائمة هو چورچ جميل فحزب الوفد هو حزب المواطنة ، و كذلك تضم القائمة زميلا عزيزا هو ابراهيم الحايس و ايضاً فى القائمة ابن المرج سمير ابو غنيمة الذى يمثل عاصمة المرج و يحترمه الجميع .
و اضاف عيد هيكل معنا رجل عظيم ابن المطرية و عزبة النحل رجل عظيم يعمل بروح الجماعة هو ابراهيم محمد سليم ...و اضاف عيد هيكل و هناك فرسان هم مرشحو الوفد فى المقاعد الفردية شرق القاهرة و هم المرشحون الكيميائى حسين متولى و علاء عبد العال ابن مصر للطيران ، وكذلك كامل صلاح ابو عيده و هو له باع طويل فى الانتخابات و هو من فرسان المطرية و كذلك حسام الشيخ ابن عين شمس البار الذى يتمتع بخبرات طويلة و رشح نفسه اكثر من مرة و يعيش بين رجل الشارع .
و تحدث بعد ذلك عبد النبى محمد عبد العال رئيس لجنة الوفد بالمرج فأكد ان شمس الحرية اشرقت على مصر بدماء شهدائنا الغالية و دعا الحاضرين للوقوف دقيقه حدادا على ارواحهم و اضاف ان دماء شهدائنا سطرت صفحات مجيدة خلال ثورة 25 يناير و شدد على ان حزب الوفد يملك التاريخ العريق و هو بيت لكل المصريين دون تفرقة بسبب الدين او اللون او الجنس ، كما انه حزب المواطنة و الوحدة الوطنية.
و قام مرشحو الوفد برفع ايديهم امام الجماهير متشابكة مع يد د. السيد البدوى رئيس الوفد وسط تصفيق و هتافات آلاف الحاضرين ثم اعلن القبطان محمود حنفى مرشح القائمة تقديم 500 فرصة عمل مقدمة من رئيس الوفد و من خلال مرشحى القائمة و ذلك لأبناء الدائرة
و تحدث بعد ذلك د. السيد البدوى رئيس الوفد و فيما يلى نص كلمته :
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد الأمين وعلى إخوانه النبيين والمرسلين
الإخوة المواطنون
أصارحكم القول بأن بداية الحديث صعبة وشائكة فهذه المرة مختلفة مع العبارات المعتادة التي قد يبدأ بها أي حديث سياسي في مؤتمر انتخابي .. سأبدأ حديثي حول ما رأيناه أمس بميدان التحرير بالتأكيد لم يكن بذات الصورة التي شهدناها يوم 27 يوليو الماضي .. وصحيح لم تكن الشعارات الاقصائية التي تتردد بذات الإجماع الذي رأيناه من قبل .. لكننا شهدنا أول أمس حقا مكفولا وهو حق التظاهر ولكن للأسف أدى إلى باطل وهو تقسيم الأمة وهو مالا يجب أن يكون عليه ميدان التحرير الذي نعرفه ويعرفه العالم .. ميدان التحرير الذي جمع المصريين ولم يفرقهم أو يميز بينهم .. ميدان التحرير الذي وحد المصريين واستوعب الجميع والذي لا يصح أبداً أن يكون موقع فتنة وانقسام أو يحاول أي فريق أن يستخدمه أو يستغله حتى يتحول الخلاف السياسي إلى انقسام والانقسام إلى فتنة وصراع وتشرذم .. لقد قفز إلى ذهني وأنا أتابع تصريحات بعض حديثي العهد بالسياسة من إخواننا السلفيين قول الأزهري الإمام محمد عبده قبل قرون " مارأيت بلداً يستخدم فيه الدين دكاناً كما في هذا البلد " قرأت تصريحات في ميدان التحرير لاتهدف إلا لترسيخ الرؤية الواحدة والفكر الواحد والاتجاه السياسي الواحد على مجتمع خلقه الله بكل هذا القدر من التنوع .
إن ديننا الحنيف الذي كانت كلمته الأولى " اقرأ " والذي تميز باتساعه وشموليته هو هذا الدين الذي حرر الإنسان من كل ماسبق من كهنوت وهذا ماشهدناه من صراع على مدى الأيام الأخيرة .. أقولها لكم الآن سيبقى التحرير وميادينه في كل أنحاء الوطن ملكا لكل المصريين ولو كره الكارهون ستبقى مصر بعيدة عن كهنوت أو قداسة لأي تيار أو حاكم .. ستبقى مصر المجتمع الذي يستوعب كل أبنائه .. سيبقى نموذج مصر بلا رتوش مجتمعات أخرى تصب الملايين حتى يتلون المصريون بألوانهم وأفكارهم وتوجهاتهم .. يخطئ من يظن أن هذا ممكن أو متاح .. يخطئ مرتين الأولى عندما يتوهم قدرته على الإملاء ويخطئ ثانية عندما يسمح بأن يتم استخدامه جسراً أو بوابة لأفكار الاتجاه الواحد واللون الواحد القادم لنا من خارج حدود الوطن .. هذا الاتجاه الذي يرفض الاختلاف .. الاختلاف الذي هو سنة الخلق ومشيئة القدر الذي ساقنا جميعاً في دائرة الاختلاف المقبول كما يقرر القرآن الكريم فقد خلق الله البشر مختلفين في الأشكال والأحجام والألوان والألسن بسم الله الرحمن الرحيم ( ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ) صدق الله العظيم
وخلقهم مختلفين في الجهد والتحمل ولذا قرر القرآن أن الله تعالى لايكلف نفساً إلا بقدر طاقتها ووسعها .. بسم الله الرحمن الرحيم " لايكلف الله نفساً إلا وسعها " صدق الله العظيم .. وهنا ندرك أن مشيئة الله اختلاف الخلق " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين " صدق الله العظيم .. ومن هنا ليس غريباً اختلاف الناس في الأفكار والتصورات والمعتقدات ولكن الغريب حقاً محاولة البعض جعل الناس يؤمنون بفكر واحد وثقافة واحدة وقيادة واحدة ونية واحدة .
لقد قام الفقه الإسلامي على الاختلاف فقد قال رسولنا الكريم وسيد الخلق أجمعين " إن اختلافهم رحمة " ومن قصدهم كانوا أعلام الصحابة وأئمة الإسلام والمقصود بالاختلاف ، الاختلاف في الفروع وأمور الدنيا والحكم والسياسة وليس بالتأكيد الاختلاف في العقيدة والعبادات .. قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز " ما سرني لو أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا ، لأنهم لو لم يختلفوا لم تكن رخصة " .
وروي أن هارون الرشيد قال للإمام مالك : " يا أبا عبدالله .. تكتب هذه الكتب وتفرقها في بلاد الإسلام لتحمل عليها الأمة ؟ .. قال : " يا أمير المؤمنين إن اختلاف العلماء رحمة من الله على هذه الأمة كلَ يتبع ما صح عنده وكلَ على هدى وكلَ يريد الله "
من يجرؤ أو يتجرأ أن يصدر فتوى بأن التصويت لمنافس تيار معين حرام شرعاً .. من يجرؤ أو يتجرأ أن يرى نفسه حامياً للإسلام ووصياً عليه ومشككاً فيما في النفوس من نوايا إلا إذا كان يدعي لنفسه ما لله من اطلاع على النفوس والنوايا حاشا لله .. وأنا هنا أقول مرة أخرى أن بيننا في حزب الوفد من هم أحسن ديناً وأصدق وعداً وأوفى عهداً وأحسن خلقاً من كثير ممن يملأون الدنيا ضجيجاً بأنهم حماة الإسلام والمتحدثون باسمه .. لقد أمرنا رسولنا الكريم بأن نستفتي القلب فيما يخص عبادتنا وأن نتشاور فيما يخص حياتنا وما تحمله أيامنا من تحديات في الحاضر والمستقبل .. ونحن اليوم نجد من يحاول أن يحتكر مفاهيم الدين التي تبقى أكثر اتساعاً من كل الآفاق والأفكار الضيقة التي تحاول أن تتمسح بقشور الدين لا جوهره .. من يملك اليوم إيمانا وحصافة وفهما ومعرفة وفقها وعدلا شهيد المحراب الفاروق عمر بن الخطاب الذي قال وهو على المنبر " أصابت امرأة وأخطأ عمر "
هكذا نرى مقولة الإمام محمد عبده تتحقق " يستخدم الدين دكاناً " وهو ماسنقف أمامه ولن نكون عليه شهوداً مرغمين .. لكننا أيضاً لن نرتكب الأخطاء التي ننقدها لن نختطف التحرير رهينة .. لن نستخدم نصاً نشتري به مصلحة سياسية لقد قال علي بن أبي طالب بوابة علم الرسول الكريم إن القرآن حمال أوجه لكنها لخير المجتمعات وتقدمها كما نفهم ونؤمن وليست لمن يشتري بها صوتاً أو مقعداً في البرلمان أو لمن يكفر مخالفيه في الرأي والتوجه السياسي أو لمن يصادر بها مستقبل أمة بأكملها حكمها الخلفاء الراشدون وقد ساوت بين مواطنيها .
معذرة إن أطلت عليكم في مقدمة خطابي إليكم فلقد كان من الضروري أن أبدأ معكم بهذا الحديث حتى نفهم ما نحن بصدده من خلافات تستهلك الطاقة .. تصرف الأنظار وتشتتها عن الأهداف الحقيقية لأي عملية ديمقراطية وهي اختيار المشروع الأصلح لتنمية هذا البلد وتأمين مستقبل أبنائه .. نحن في حزب الوفد نرى أن النزاع القائم الآن هو صراع بين من يرغبونها تحت رحمة كهنوت ديني والدين منه براء ومن يزين كهنوتا عسكريا وهو مالن نقبله أيضاً .. نقبل بالتأكيد الطبيعة الخاصة للمؤسسة العسكرية لكننا نؤمن أن الشعب الذي خرجت منه هذه المؤسسة هو الأحق برقابتها بل والأقدر على حمايتها وصيانة أدائها وحفظ سرها عبر آليات سياسية تتناسب مع كل متطلباتها .
من اجل ذلك نستحضر من واقعنا و حاضرنا ما نحن قادرون على تحقيقه و تطبيقه في مواجهة تحديات اليوم و مستجدات المستقبل.
لا ينفصل برنامجنا عن مبادئنا و ثوابتنا بل هو امتداد و انعكاس لسياسات كنا أول من طبقها ونحن في الحكم ، و سعى لها معارضة عندما اختلفت المواقع و تبدلت ، و بقينا على ما يشكل عقيدتنا و ثوابتنا الوفدية .
لا يقدم الوفد برنامجا من فراغ، و لا يعرض إلا ما مارسه و اختبره، و عمل على تحقيقه في تاريخ مضى ، و يعود اليوم لينشد تفويضا مصريا خالصا عبر صندوق الانتخاب حتى يصل رصيد التاريخ برؤية المستقبل الجديد في القادم من الأيام.. ما نضعه الآن أمامكم هو نتاج اجتهاد أبناء الوفد في مختلف مشارب الحياة .وكما اختار الوفد الانحياز لأبناء الوطن وعدم التواطئ عليهم بالانسحاب من سباق مزور ومجلس شعب مزور أقول لكم اليوم إن الوفد سينحاز لكل المصريين بالمواجهة السياسية التي يحسمها صندوق الانتخابات ولحق كل مصري أن يختار مصيره بمشيئته وتصوره الحر .. نختار اليوم ألا ننساق وراء نزاعات وخلافات تستهلك الطاقة وتشتت التركيز عن ضرورات التنمية والتقدم لمشكلاتنا الحقيقية .. ندرك أننا لدينا ما نقدمه تجاه رغيف الخبز وفصل المدرسة وسرير العلاج ووظيفة للمتعطلين وأن ذلك هو مايهم المواطن في المقام الأول والأخير ندرك أن المعارك المختلفة لاتدفع المجتمعات إلى الأمام وإنما تجرها للخلف وأن التوافق حول ما يحقق صالح مصر والمصريين هو أهم ما نحتاجه الآن .. نجح الإسلام وساد عندما اهتم الحكام بصالح الناس وتراجع عندما تاجر به الساسة وأصحاب الهوى حدث ذلك في إيران وفي السودان وفي أفغانستان .. نجح الأتراك عندما قرر رئيس وزرائهم العمل وليس الهتاف وحشد رافعي الرايات ومرددي الشعارات .. صنع نجاحاً في تركيا أيده المواطن وأعلن عن رغبته في التوسع فيه .. لن نخطئ بالانجذاب نحو معارك مختلفة وسنقدم البديل والمشروع الحقيقي الذي ينمي الإنسان فيحقق هدف الأديان .. فلا يجوز الآن أن نشتت الأنظار ويدب الخلاف حول وثائق سبق وأن توافقنا عليها ونحن نعاني الكفاف فأمن مصر واقتصادها واستقرارها ووحدة نسيجها في خطر كبير .
الإخوة المواطنون
ندرك أن الفساد والبلطجة وارتفاع الأسعار وتدني الأجور وتراجع المؤشرات الاقتصادية والسياحية والاستثمار وكل ملفات التنمية الحقيقية هي الوثائق التي يجب أن نلتفت إليها الآن .. ولانستدرج لجدل حسمه الله سبحانه وتعالى ونزل التطبيق لخلقه على الأرض .. هذا هو ما يريده لنا أعداء مصر في الداخل والخارج ويقع البعض فيه دون قصد أو وعي أو إدراك .. نحن في الوفد نعرف المعركة الحقيقية التي علينا أن نخوضها ألا وهي معركة التنمية وصيانة المواطن وسيادته في وطنه في مرحلة تاريخية غير مسبوقة يختار فيها كل مصري شكل وملامح المستقبل ويمارس حقه الذي لاينازعه فيه أحد كمواطن يختار مصيره ويرسم مستقبله بمشيئته وتصوره الحر .
و نحن فيما نطرح عليكم لا ينفصل عن واقعنا و مشكلاتنا ، و ما نواجهه من صعاب حياتنا ، و ما نفكر فيه يوميا كمواطنين باحثين عن حاضر يلبي احتياجاتنا ويتيح لنا عيشة كريمة، و مستقبلا يضمن النمو و التطور والرخاء لأبنائنا . ومن اجل تحقيق ذلك لابد وأن تكون السياسة خادمة لمجتمعها لا منفصلة عنه . و تكون التشريعات من قمتها متمثلة في نصوص الدستور ، و حتى اقلها و أدقها مما ينظم نشاطا أو إجراء تعبيراً و ضمانا لحرية المواطن و سيادته على مقدراته تحت حماية قوانين لا تميز او تفرق في حق أو واجب .
نحن في حزب الوفد نؤمن بثوابت لا يملك أحد أن يزايد علينا فيها .. نؤمن أن الإسلام دين الدولة وأن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع وأن للمسيحيين حق الاحتكام إلى شريعتهم في أحوالهم الشخصية وشئونهم الدينية وأقول لبعض التيارات التي تحاول المزايدة على هذا النص إنه أثناء مناقشتنا لوثيقة الأزهر في حضور الإمام الأكبر والعالم الجليل شيخ الأزهر والتي تحتوي على هذا النص طالب أحد الحضور حذف كلمة مبادئ والإبقاء على نص أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع فكان الرد عليه أن المحكمة الدستورية العليا خلال العشرين عاماً قضت بعدم دستورية أي قانون يتعارض مع الشريعة الإسلامية بما يعني أن كافة القوانين التي صدرت خلال العشرين عاماً الماضية لا تتعارض مع كليات الشريعة الإسلامية وأن الشريعة الإسلامية مطبقة قانوناً ولا داعي لفتح ثغرات يدخل منها شياطين الداخل والخارج.. نؤمن بأن الوحدة الوطنية هي صمام أمن وسلامة واستقرار البلاد وأن المواطنة هي أساس كافة الحقوق والواجبات لافرق بين مصري ومصري على أساس الدين أو العرق أو الجنس .. نرفض العلمانية التي تفصل بين الدين والدولة كما نرفض الدولة الثيوقراطية التي تسمح بسيطرة رجال الدين على الحكم فالسلطة في الإسلام مبدأً وتاريخاً مدنية .. والسلطة واجبة ولكن شكلها وكيفية ممارستها متروك لجماعة المسلمين حيث إنه لاعصمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا للجماعة فها هو الفاروق عمر يقول " يا معشر المسلمين ماذا تقولون لو ملت برأسي على الدنيا ؟ إني أخاف أن أخطئ فلا يردني أحدٌ منكم تعظيماً لي .. إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني "
وها هو خليفة رسول الله أبو بكر الصديق يقول " وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني الصدق أمانة والكذب خيانة والضعيف فيكم قوي عندي حتى أرد عليه حقه والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه ، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم " .. كل ذلك يؤكد أن السياسة في الإسلام من أمور الدنيا التي يجتهد فيها صاحب الأمر فرداً كان أو مؤسسة في البحث عن أفضل السبل لتحقيق مصلحة الجماعة التي اختارته وبقيت رقيبة عليه فأبو بكر وعثمان وعلي رضي الله عنهم لم يأتوا إلى الخلافة ويعتلوا رئاسة الدولة لأنهم الأفقه في أمور الدين ولكن لأنهم الأقدر على قيادة الدولة ورسم سياستها في ظل الظروف الاجتماعية والتاريخية السائدة في ذلك الوقت كانوا يفقهون الدين وفق أركانه المعروفة ووفق حرامه المحدود ومباحه غير المحدود .
آمن الوفد وسيظل يؤمن بالديمقراطية القائمة على أسس التعددية الحزبية والفكرية واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة وتداول السلطة في انتخابات حرة تحت إشراف قضائي كامل .. الديمقراطية التي يحميها سيادة القانون والقضاء المستقل والرقابة الشعبية والمساءلة السياسية والصحافة الحرة والإعلام المستقل .. آمن الوفد وسيظل يؤمن بالحرية الاقتصادية الملتزمة بالعدالة الاجتماعية القائمة على حسن توزيع الدخل وتقريب الفوارق بين الطبقات وضمان حد أدنى من الدخل لكل مواطن يكفل له حياة كريمة .. آمن الوفد وسيظل يؤمن بالدور الإقليمي الرائد لمصر في محيطها العربي والإسلامي والأفريقي.
الإخوة المواطنون
لقد تعهدنا أمام الله وأمام الشعب أن نحول برنامجنا وأفكارنا إلى واقع تعيشونه وجعلناه برنامج حكم مرتبطا بجدول زمني مدته 36 شهراً.. برنامج حكم متكاملا يضم مصادر التمويل ومشروعات القوانين والقرارات الوزارية والإدارية التي تضمن تغيير مصر في 36 شهرا والتي تضمن تحقيق الوعد والعهد الذي قطعه الوفد على نفسه أمام الله واسمحوا لي في عجالة أن أطرح عليكم رؤوس موضوعات برنامجنا .
أولاً : مكافحة الفقر
كيف لحاكم أن ينام مستريح البال ونصف شعبه يعيشون تحت خط الفقر .. يعانون الجوع والمرض وبرد الشتاء، من هنا فإننا في حزب الوفد لن يغمض لنا جفن حتى نقضي على الفقر .. وذلك من خلال ضرورة التوسع في برامج تخفيض الفقر وتوفير التمويل اللازم لها وإعادة توجيه الصندوق الاجتماعي إلى هدفه الذي أنشئ من أجله وهو تخفيض مشكلة الفقر، كذلك تنمية المهارات من أجل رفع القدرة المهنية للمواطن الأكثر احتياجا لتحسين فرصه للحصول على عمل مناسب مع توفير إعانات شهرية للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة الذين لاتتوفر لهم فرص العمل ولايوجد لهم عائل يرعاهم على أن يتم احتساب قيمة الإعانة الشهرية بما يعادل الحد الأدنى من الدخل اللازم لتوفير احتياجات الإنسان فوق خط الفقر ومقابل العلاج والأجهزة التعويضية التي قد يحتاجها المعاق .. ووضع حد أدنى للأجور على المستوى القومي يراعى فيه نفقات المعيشة وإيجاد الوسائل والتدابير التي تكفل تحقيق التوازن بين زيادة الأجور وما يحتمل أن يقابله من زيادة في الأسعار تلتهم هذه الزيادة مع إعادة النظر في الحد الأدنى للأجور كل ثلاث سنوات وربط الحد الأدنى للأجور بإستراتجية تخفف من حدة الفقر، وبذلك سيتم زيادته بالنسبة للعاملين في المناطق الريفية بالصعيد حيث تشتد حدة الفقر .. تحقيق أبسط حق من حقوق الإنسان وهو الطعام وذلك بتوزيع بطاقات الطعام على جميع الفقراء وهي بطاقة ذكية يتم شحنها شهرياً ويستخدمها المواطن في شراء احتياجاته من السلع الغذائية من فروع شركات التجارة الداخلية المملوكة لقطاع الأعمال العام أو من متاجر مماثلة في القطاع الخاص متعاقد معها وفق شروط ونظام الضمان الاجتماعي .
ثانياً : الدستور
لقد ناضل الوفد منذ قيامه بثوره 1919 من أجل الدستور فكان دستور 1923 واليوم بعد ثوره 25 يناير يسعى الوفد لدستور تضعه جمعية تأسيسية تمثل شعب مصر بكل فئاته وطوائفه وانتماءاته السياسية ونقاباته المهنية واتحاداته النوعية على اختلافها والأزهر الشريف والكنيسة وفقهاء الدستور والقانون وأصحاب الفكر والرأي .. دستور يحقق للمواطن حريته وكرامته ومكانته ويتحقق به كرامه الوطن وسيادته وعزته .. دستور يجعل الأمة مصدر السلطات دستور يحقق التوازن بين السلطات .. دستور يحقق المساواة في الحقوق والواجبات بين كل أبناء الوطن.. دستور يحول دون استبداد أغلبية أو استبداد حاكم .. دستور يضمن عدم وصول أي تيار للحكم عن طريق الديمقراطية ثم ينقلب عليها .
ثالثاً : الأمن والاستقرار
إن عودة الأمن والاستقرار وضمان الطمأنينة للمصريين جميعاً في كل بقعة من بقاع مصر هو من أهم أولوياتنا . ويجب أن نعلم جميعاً أن هيبة الشرطة لاتنفصل أو تتناقض مع تحقيق شعار الشرطة في خدمه الشعب بل هو شرط لهذه الهيبة والفاعلية . فضباط وأفراد الشرطة يحتاجون إلى إعادة تأهيل ولابد من دعمهم مادياً ومعنوياً لإعادة بناء الجهاز الشرطي بعيدا عن انحراف طال كثيرين لكنه لا يعني فسادا مطلقاً . فنحن نؤمن أن هذا الجهاز وقوته وهيبته ودعمه لاغنى عنه في أي مجتمع إنساني .
رابعاً : التعليم
التعليم كالماء والهواء حق لكل مواطن قالها الدكتور طه حسين وزير المعارف الوفدي .. والذي أصدر قرار مجانية التعليم عام 1951 كان تعليم مجاني حقيقي يتيح الفرص للجميع وقدم لمصر العلماء في كافة المجالات وهذا مانريده اليوم حتى نضع حدا للانهيار المعرفي والثقافي والمهني ولكي يتحقق ذلك لابد من الاهتمام بالمعلمين وتدريبهم وتأهيلهم ورفع كفاءتهم وتحسين أوضاعهم المالية وكذلك زيادة موازنة التعليم بما يكفل رفع مستوى أبنية المدارس الحكومية وتوفير مستوى لائق من المرافق الأساسية بها وتجهيزها بما يوفر مناخ تعليمي صحي يساعد على إطلاق طاقات الطلاب وإبداعاتهم وتؤدي إلى تقليل كثافة الفصول لتصل إلى المعايير العالمية أيضاً الاهتمام بالتعليم الفني والمهني لإعداد كوادر من العاملين المهرة لتلبية احتياجات سوق العمل الداخلي والخارجي .. قد يكون ما أقوله ترديداً لأفكار سمعتموها من قبل ولكننا في الوفد نملك الرؤية والقدرة على تحقيق ما نعد به في 36 شهرا وهذا كما ذكرت في البداية وعد وعهد والتزام أمام الله وأمام الشعب .
خامساً : العلاج
لا جدال في أن الإنسان هو أهم وأغلى عناصر التنمية من هنا تأتي برامج العلاج الطبي المجاني والرعاية الصحية لكافة أفراد الشعب المصري على قائمة برامج التنمية الشاملة للمواطن المصري والاهتمام بالقضاء على أسباب تفشي الأمراض الوبائية المستوطنة بين أفراد الشعب المصري من الفشل الكلوي إلى أمراض الكبد، ويتحقق ذلك بتطبيق التأمين الصحي الاجتماعي الشامل لكافة أفراد الشعب المصري ويندرج تحت هذه البرامج تحسين جودة الخدمة الطبية والمستوى العلمي والمادي لقطاع الأطباء والممرضين. فلن يكون مقبولاً بأي حال من الأحوال أن يعامل المرضى في المستشفيات الحكومية معاملة غير آدمية يواجهون أبشع ألوان الإهمال واللامبالاة والاستخفاف بآلام وأرواح المريض الضعيف الذي لم يرتكب ذنباً سوى انه فقير لايمتلك ثمن العلاج الذي يستحقه كإنسان .
سادساً : العدالة الاجتماعية
يلتزم الوفد التزاماً كاملاً بضمان العدالة الاجتماعية في توزيع الدخل وعوائد التنمية بين المواطنين جميعاً فلن نقبل أن تحصل الأقلية على النصيب الأكبر من الدخل القومي بينما تعيش الغالبية من شعب مصر تحت خط الفقر . كذلك لابد من تحقيق العدالة في توزيع الأعباء العامة بالتخفيض من الضرائب غير المباشرة على اختلاف أنواعها وإعادة تخطيط النظام الضريبي ليتحمل أصحاب الدخول الأعلى والثروات الأكثر نصيباً من الضرائب يتكافأ مع قدراتهم المالية.
سابعاً : التأمين والضمان الاجتماعي
لابد من التزام الدولة بنظام تأميني عادل يشمل جميع قطاعات المواطنين وخاصة عمال الزراعة .. أيضا تأمين بطالة بما يوفر للمتعطلين عن العمل والقادرين عليه بما يعادل نسبه 65% من الراتب الذي يحصل عليه المشتغل والذي يتصف بنفس مواصفات المتعطل من حيث مستوى التعليم والخبرة والتخصص المهني والمهارات، ويستمر حصول المتعطل على هذا التعويض إلى أن يتم تشغيله بواسطة مكاتب التوظيف الحكومية التابعة لوزارة القوى العاملة أو حصولة على عمله نتيجة جهده الشخصي كذلك توفير معاشات لكبار السن والعجزة الذين لم يسبق لهم الاشتغال بوظيفة منتظمة في الحكومة أو القطاع الخاص ويتم احتساب قيمه المعاش الشهري بما يعادل الحد الأدنى من الدخل اللازم لتوفير احتياجات الإنسان فوق خط الفقر .
ثامناً : القضاء
لقد كانت حكومة الوفد أول من أصدر قانون استقلال القضاء عام 1943 من هنا فالوفد حريص كل الحرص على ترسيخ استقلال القضاء وتعظيم هيبة السلطة القضائية لتمكينها من إقرار العدل وإلغاء كافة صور القضاء الاستثنائي والتوسع في المحاكم المتخصصة لضمان تحقيق العدالة الناجزة.
وأخيراً زيادة عدد الوظائف القضائية لضمان سرعة الفصل في القضايا .
تاسعاً : الطرق والمواصلات العامة
• التوسع في إنشاء شبكة السكك الحديدية وأيضاً التوسع في إنشاء شبكة الطرق البرية بنظام حق الانتفاع بحيث يتم الربط بين جميع المحافظات خاصة النائية منها بهدف تنميتها واستغلال مواردها
عاشراً : الاقتصاد والاستثمار
يتبنى الوفد نظام الاقتصاد الحر والذي يعطي للقطاع الخاص النصيب الأكبر في تحقيق برامج التنمية الاستثمارية والحد من الاقتراض، ويدخل ضمن برامج إعادة الهيكلة المالية إعادة النظر في قوانين ضرائب الدخل وزيادة حد الإعفاء الضريبي لمحدودي الدخل وإعادة هيكلة شرائح ضرائب الدخل وأسعارها بما لايضر محدودي الدخل ويؤدي في ذات الوقت إلى عدالة توزيع عائد التنمية وعندما نتحدث عن الاستثمار لايمكن أن لا نتجاهل سيناء وقناة السويس وبورسعيد .
سيناء :
ويأتي على قائمة التنمية الاستثمارية برامج التنمية الشاملة لسيناء وجعلها منطقة لوجستية عالمية بما ينشأ بها من مناطق حرة صناعية وتجارية وموانئ بحرية وشبكة طرق برية تعمل على تنمية التجارة العالمية بين الشرق والغرب وبما يساعد على توطين ثلاثة ملايين مصري يشكلون حاجزا بشريا صلبا يمنع المعتدين والمغامرين من مجرد التفكير في تهديد الأمن الوطني مع تمكين أهل سيناء من تملك الأراضي وما يقام عليها من مبان .
قناة السويس :
من غير المقبول أو المعقول أن تظل قناة السويس مجرد ممر مائي وإنما لابد وأن تصبح منطقة جذب لمشروعات تجارية وصناعية عالمية من خلال إنشاء مناطق حرة على جانبي القناة للصناعة والتجارة العالمية تقيمها الدول الصناعية الكبرى للتصدير مع ربط شرق قناة السويس بسيناء لتكامل المشاريع التنموية وخدمة المناطق الحرة .
بورسعيد :
تنمية مدينة بورسعيد والإبقاء عليها كمدينة حرة وتطويرها لتكون مدينة حرة عالمية ومحورية بين أفريقيا وآسيا، إضافة إلى ما سبق لابد من الاهتمام بالتوسع الزراعي في الصحراء الغربية والساحل الشمالي وسيناء وجنوب الوادي لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء .. وتشجيع التصنيع الزراعي والاستثمار في الصناعات المرتبطة بالإنتاج الزراعي مثل قطاعات الغزل والنسيج والاهتمام بالصناعات المتوسطة والصغيرة ، وأخيراً إعادة رسم خريطة مصر السياحية وفتح مجالات سياحية جديدة بما يساعد على خلق فرص عمل ضخمة لكثير من المصريين .
حادى عشر : العشوائيات
لا يقبل الوفد أو يرضخ أمام حقيقة أن مايقرب من عشرين مليون مصري يعيشون في ألف ومائتي ( 1200 ) منطقة عشوائية تفتقر إلى مقومات الحياة الآدمية فضلاً عن مصادر الخطر التي تهدد حياة هؤلاء المواطنين .
ونحن في حزب الوفد سوف نتعامل بشكل عاجل لتطوير تلك العشوائيات وإعادة التخطيط للكثافات السكانية بما يوفر مناطق للسكن الآمن وتوفير الخدمات الأساسية من مياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء وخدمات التعليم والصحة. يكون ذلك بتخصيص 50% من قيمة أراضي الدولة لمدة 3 سنوات لتمويل تطوير العشوائيات ومشاركة شركات القطاع الخاص المتوسطة والكبرى في توفير وحدات سكنية للعاملين في المناطق والمدن الصناعية لقاء قيمة إيجارية مخفضة .
ويهدف ذلك إلى القضاء على العشوائيات ونقل قاطنيها إلى مدن حديثة تكفل حياة آدمية متكاملة .
ثانى عشر : المرأة
المرأة هي نصف المجتمع ولها دور كبير في برامج التنمية فهي الأم التي تعد أجيال الحاضر والمستقبل وهي شريك أساسي في نهضة الأمة .. المرأة التي كرمها الإسلام .. فالإسلام لم ولن يكون ضد المرأة أو أن الإسلام يريد تهميش المرأة فلا يكون لها دور فاعل في الحياة فلا تتعلم ولا تعمل وحاشا الإسلام أن يكون كما يدعون فها هي أول طبيبة في الإسلام "رفيدة الأسلمية" أول طبيبة ميدانية .. فعندما أصيب سعد بن معاذ يوم الخندق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اجعلوه في خيمة رفيدة التي في المسجد حتى أعوده من قريب "إنها خيمة الخير" وكانت هذه الخيمة أشبه بالمستشفى فيها الأسرة والعقاقير والأربطة والضمادات وأدوات الجراحة وكان يعاونها في عملها بعض نساء الصحابة .. كانت تخرج في الغزوات وتنقل معها خيمتها وكل أدواتها فوق ظهور الجمال ثم تقيمها بإزاء معسكر المسلمين ومعها الصحابيات الفضليات وكانت تنفق على عملها من مالها .. هذا العمل المشرف باركه رسول الله وبارك صاحبته .. هذه هي صورة مشرقة ومشرفة لما كانت عليه النساء المؤمنات. وهو ما يتعارض مع ما نراه اليوم من أفكار لبعض التيارات .
الإخوة المواطنون
لقد سعينا منذ اليوم الأول لسقوط النظام ومعنا حزب الحرية والعدالة لجمع الشتات السياسي تحت مظلة حد أدنى من الاتفاق على مالا يمكن الخلاف عليه فكان التحالف الديمقراطي من أجل مصر وكانت وثيقة التحالف التي شارك في إعدادها بشكل أساسي الدكتور علي السلمي والدكتور وحيد عبد المجيد والدكتور محمد البلتاجي ووقع عليها 43حزباً من بينها أحزاب سلفية .
ثم وافقنا كتحالف سياسي على وثيقة الأزهر الشريف ثم وافقنا أيضاً على وثيقة الدكتور علي السلمي قبل أن يضاف إليها البندان التاسع والعاشر وبعد استبدال كلمة دولة مدنية بدولة ديمقراطية أساسها المواطنة وسيادة القانون بناء على طلب بعض الأحزاب السلفية .
نعم نحن في الوفد رفضنا ونرفض البند التاسع وهو الخاص بميزانية القوات المسلحة ونرفض أيضاً معايير اختيار الجمعية التأسيسية بالشكل التي صيغت به ولنا رؤية في تلك المعايير وكنا قد اتفقنا مع كل الدكتور محمد مرسي والدكتور علي السلمي في حضور الفريق سامي عنان قبل مرض الدكتور علي السلمي، على دعوة رؤساء الأحزاب والقوى السياسية في اجتماع برعاية المجلس الأعلى للقوات المسلحة تشهده كافة وسائل الإعلام ويوقع الجميع على الوثيقة لتكون ملزمة لكل من وقع عليها بحيث يتضمنها الدستور القادم دون الحاجة لأن تكون حاكمة للدستور أو فوق دستورية حتى لا نحجر على حق الأجيال القادمة في تعديل دستورها وفقاً للمتغيرات التي قد تطرأ على المجتمع في المستقبل البعيد .. لم يكن بالوثيقة أي بند يتعارض مع الأديان أو الشريعة الإسلامية ولقد هالني ما استخدمه البعض في خداع البسطاء بأن الوثيقة ضد الإسلام وضد الشريعة الإسلامية، وأنهم مستعدون للشهادة في سبيل منعها إن أقل ما يقال من ردود أن الوثيقة تهدف إلى هدم السلام إنه خداع وتضليل للأمة ومن يخدع الشعب أو يضلله أو يكذب عليه غير جدير بثقته .
وأنا هنا لا أدافع عن الوثيقة فأنا أرى في وثيقة التحالف ووثيقة الأزهر الشريف ما يكفي ولكني أرفض ما حدث من مهاترات وزيف وشق لصف الأمة.
وأخيراً وقبل أن أختم حديثي أروي لكم ما قاله .. الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله كان وفدياً رئيسا للجنة الطلبة الوفديين وكان من المقربين إلى الزعيم مصطفى النحاس رحمه الله .. سُئل الشيخ الشعراوي ذات يوم لماذا لا تنتمي إلى حزب ديني؟ فأجاب لأن الانتماء إلى حزب ديني ليس من ركائز الإسلام ولا يضير إسلامي في شيء إن لم أنتم لحزب ديني فأنا مسلم قبل أن أعرفكم وأنا مسلم قبل أن تكونوا حزباً وأنا مسلم بعد زوالكم ولن يزول إسلامي بدونكم لأننا كلنا مسلمون ولستم أنتم وحدكم من أسلمتم و لأنني أرفض أن أنتمي إلى حزب يستجدي عطفي مستنداً على وازعي الديني قبل أن يخاطب عقلي ولأنني أرفض أن أستجدي ديني في صندوق انتخابات فديني لا أستجديه من غير خالقي "رحم الله إمامنا الجليل وهدانا جميعاً إلى ما فيه خير مصر ورخاء شعبها".
حما الله مصر وحما ثورتها المجيدة
وحما شعبها الطيب الأبى ووقاه كل سوء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.