اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن مليونية "المطلب الواحد" دليل على التغيير الكبير الذي حدث في مصر منذ الثورة تجاه الجيش، حينما كانت الهتافات تتعالى "الجيش والشعب إيد واحدة"، ليعودوا أمس الجمعة للتظاهرة ضد من وصفوه بأنه حامٍ للثورة، الأمر الذي اعتبره بعض المراقبين أنه انقلاب على الجيش. وقالت الصحيفة إن عشرات الآلاف من المتظاهرين تدفقوا على ميدان التحرير لدفع حكام مصر العسكريين لتسليم السلطة إلى حكومة مدنية بعد طرح الحكومة المؤقتة اقتراح مثير للجدل من شأنه أن يعطي القوات المسلحة صلاحيات تجعله فوق القانون. وأضافت أن المظاهرة كانت واحدة من أكبر المظاهرات التي شهدتها مصر منذ ثورة يناير، وأظهرت التغييرات الكبيرة التي حدثت منذ ردد المشاركون في الثورة "الشعب والجيش إيد واحدة"، وهو ما يعتبر انقلابا من جانب هذه الجماهير على الجيش الذي كان يوصف بأنه حامي الثورة. مشيرة إلى أن المظاهرة كان يقودها الإسلاميون بشكل أساسي، حيث عمت مظاهرات عارمة في مختلف أنحاء العاصمة والبلاد للإعراب عن معارضتهم لمشروع الوثيقة الصادرة تحت رعاية المجلس العسكري للاسترشاد بها في كتابة دستور جديد، والتي يراها الليبراليون حصنا ضد الأصوليين الدينيين، ولكن الإسلاميين وصفوها بأنها غير ديمقراطية، قائلين إنها تمثل توسعا في سلطات القوى العسكرية ويسلب الهيئة المنتخبة صلاحياتها في تشكيل الدستور. ونقلت الصحيفة عن ناهد شكري (39 عاما) وهي مدرسة للدراسات الاجتماعية قولها: "إن إقبال الناس من جميع الطبقات والأعمار والولاءات يذكرها بالأيام الأولى للثورة عندما كنا متحدين ضد مبارك". ووزع المتظاهرون في الميدان منشورات وصورًا للمدون علاء عبدالفتاح، الذي سجن لرفضه الرد على أسئلة النيابة العسكرية حول دوره المزعوم في الاشتباكات الطائفية الأخيرة-، وطالبوا بإطلاق سراحه.