وإذا كانت إقامة الأضرحة خطأ بداية، فتدميرها الآن خطيئة بكل المقاييس وفتنة تزيد النار اشتعالا. النصيحة للجماعة السلفية ان تهتم بإيجاد علاج أمراض المجتمع وعلي رأسها الفقر (الاقتصاد) والجهل (التعليم) والمرض (الصحة) بدلا من التناطح مع الطوب والحجارة يرحمكم الله. متعجلون بوهم التمكين وتظنون أن التيسير حليف لكم فتضربون يمينا ويسارا ولكنكم لن تضروا أحدا ولن تقدروا أبدا وما تضرون إلا أنفسكم وأهليكم ودعوتكم. احذروا وهم التمكين فلا أنتم في وضع يؤهلكم لذلك ولا النظام أو المجتمع مؤهل ليتقبل مثل هذا التغيير الدرامي، فإذا أصررتم بغرور العدد والعدة وشبه الفرصة التي لاحت لكم فإن الصدام آت لا محالة وإن كنتم في ريب مما أقول فإن التاريخ خير شاهد فلا تكرروا الأخطاء نتيجة التعجل والرغبة الجامحة في الحكم والتي أري ويري غيري أن هذا قد يقود إلي بحور من الدم فرفقا بالبلد وأهل هذا البلد والفائز لن يكون أنتم بالقطع لكن عدونا المتربص. مصر دولة قائمة علي أعمدة أساسية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا قبل 2011 وبعد 2011 وإن كان بعض العوار أصاب بعض هذه الأعمدة فهذا لا يستدعي هدم المبني بدعوي متطلبات الثورة - والتي ليست بثورة - وما يجب فهمه ان الإصلاح وارد ونتائجه قريبة ومأمولة ولا داعي لدعاوي الهدم التي يتشدق بها فرسان الفضائيات وانصحهم بالعودة إلي عنوان هذا المقال. هوامش علي صفحات التاريخ.. 1- تحية للأب الروحي لانتفاضة يناير محمد البرادعي وأرجو أن نتحد ونتجمع تحت شعار الدولة المدنية ذات المرجعية الدينية في الأخلاق والمعاملات. وأري أن منصب رئيس مصر لا يجب ان يخرج عن البرادعي - اختيار أول - ثم الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح ويأتي بعد ذلك عمرو موسي. أي اختيارات خارج الثلاثة هي بالقطع هزل في مقام الجد فلا تجعلونا مضحكة للعالم. يبقي انحياز العسكري مطروحا وقد يكون هو الخيار الأنسب في المرحلة القادمة حتي يستتب الأمن في الشارع وتنتظم الأمور. 2- الانتخابات.. وما أدراك ما الانتخابات، نار ودماء وفوضي - فماذا أنتم فاعلون؟ يجب تأجيل الانتخابات مهما كانت المقاومة من بعض من دخل مضمار السياسة بالخطأ. إذا بدأت الانتخابات فلن تكتمل وهذا رأي آراه صائبا وقد يراه غيري غير ذلك، والأمر للمجلس العسكري الذي يحكم فعلا، ومن يظن اننا في مرحلة انتقالية واهم وعليه الرجوع لعنوان هذا المقال. فالحكم مستقر والمجلس العسكري يحكم ويشرع ولم نعد في مرحلة انتقالية منذ مارس الماضي. 3- ماذا سيقول التاريخ عن لجنة التعديلات الدستورية برئاسة المستشار البشري. ماذا أقول؟ هذه اللجنة أحدثت زلزالا لا نزال نعاني من توابعه حتي الآن وإلي ما شاء الله. اللهم لا اعتراض علي قدرك ولكن الخطب جلل وتحضرني طُرفة تقول: «لقد نجحت العملية لكن المريض مات» وشر البلية ما يضحك. منكم لله. 4- في يناير 2011 كانت الشعارات بالميادين لها بريق حضاري: - إذا الشعب يوما أراد الحياة.. - الشعب يريد إسقاط النظام. - سلمية.. سلمية. - الجيش والشعب إيد واحدة وفجأة حل الظلام وعم الجهل فإذا الشعار يدوي «أختي كاميليا» بالذمة ده كلام!!! وعلي فكرة منذ انطلاق هذا الشعار القمىء لم تكسب مصر وتوالت البلاوي والمصائب وكأننا نحرث في البحر. 5- مستقبل الإخوان يلفه الضباب نتيجة اقصاء أهل الخبرة من الجماعة من أول خلاف تنظيمي وهذا يقود إلي خطأ تاريخي متكرر، لا سيما أنهم يتمتعون ببعض القبول في الشارع (خاصة بعد الهجمة السلفية) وطول المعاناة والإقصاء والحظر والتنكيل والتضليل والذي كان آخره مسلسل أمن الدولة إياه عن الجماعة وما أحدثه من أثر عكسي ولكني أرجو عدم انسياقهم وراء وهم التمكين إلا بإذن يقود إلي التيسير. أما الجماعة السلفية فبدري بدري بدري! وحتي إذا تمكنوا من المجالس النيابية والرئاسية فمازلت أقول بدري بدري. 6- متي تعود قبضة الدولة الأمنية...؟ إذا انصلح الأمن صلح الأمر كله.. فإذا كان طعم الدواء مراً فان المرض عضال ومستقبل وطن أهم من مستقبل فئة لكن القبضة الأمنية مطلوبة جداً في هذه المرحلة حتي لو حدثت بعض التجاوزات، وسوف تحدث تجاوزات لكن الهدف هو الأمن وإلا الضياع. ويجب تفعيل القوانين بكل حسم علي أي فعل إجرامي أو أي تحريض كما نسمع الآن من بعض المنتمين للتيارات الدينية الاسلامية والمسيحية. 7- أشجع كرة القدم منذ عام 1950 وحكم منذ 1967 ولم أر اسوأ وأقبح من جمهور الأندية الشعبية وعلي رأسهم الالتراس. اعتقد ان الدوري لن يكتمل واتمني هذا وأرجو تطبيق قانون الطوارئ علي المشجعين العيال إياهم بل أطالب بتفريقهم بمنتهي العنف، وإذا لم نفعل فلا تلوموا إلا أنفسكم. 8- هناك جرائم يجب تغليظ العقوبة علي من يقترفها وتعديل القوانين لذلك. 9- الأفندي بتاع صوت الأمة ياريت يعرف إن زمنه انتهي وأصبح لا لون له ولا طعم. 10- لو عرف الشعب كيف كان يدار الإعلام عن طريق أمن الدولة لقاطع الإعلام والإعلاميين الذين كان أغلبيتهم مخبرين عيني عينك والباقي كان يهاجم النظام خدمة له وكان النظام يسمح بذلك وإذا تجاوز أحدهم يأخذ علقة ثم يستمر في الهجوم المحسوب. 11- د. سليم كنا نحترم علمك ومواهبك المتعددة فلماذا تخوض في بحار لم تألفها، هل طمعا في منصب أم هناك من دفعك دفعا إلي هذا المستنقع؟ 12- حمدين صباحي للأسف لن تصبح رئيسا لمصر في هذه المرحلة فلا تحرمنا من جهدك في مجلس الشعب ان أجريت الانتخابات أصلا. 13- الأزهر ثم الأزهر، يجب ان تكون المرجعية الإسلامية أولا وأخيرا في رحاب الأزهر وعلمائه وليست علي لسان صالح أو عبدالمنعم أو حسام.. هذا عيب وقلة قيمة ويجب وقف هذا التهريج وتوفير الحصانة لرجال الأزهر وعدم تبعيتهم لرئيس الوزراء لضمان حيادهم وحريتهم. 14- كلمة أخيرة عن القدس الشريف، ثاني الحرمين الشريفين، فلن تحرره المظاهرات ولا الشجب أو الاستنكار، وكفانا غوغائية فكيف نستعيد القدس ونحن لا نقدر علي استعادة الأمن للشارع المصري.. وليست نكسة 1967 بعيدة عنا. أما إذا كان تحرير القدس هدفا - وهو بالقطع كذلك - فأعدوا لهم ما استطعتم من قوة من العلم والإنتاج والاكتفاء الذاتي في الغذاء والكساء.. إلخ ثم بعد ذلك يأتي السلاح والعدة (ومن رباط الخيل). 15- منذ أن أعلن أحد حاخامات اليهود بإسرائيل إقامة الصلوات والدعاء بالشفاء وطول البقاء للرئيس السابق حسني مبارك وما تبع ذلك من قول أحدهم إن مبارك كنز استراتيجي لإسرائيل يجب المحافظة عليه تذكرت ما حدث في السادس من مايو عام 1952 وبمناسبة عيد جلوس الملك فاروق أصدر حاييم ناحوم أفندي حاخام اليهود الأكبر بمصر أوامره إلي جميع المعابد الإسرائيلية بأن تتلي في صباح السبت (السابق) المزامير والدعاء إلي الله بأن يكلأ برعايته ويحيط بعنايته صاحب الجلالة الملك ملك مصر والسودان وصاحبة الجلالة الملكة المعظمة وولي عهدها السعيد الأمير أحمد فؤاد أمير الصعيد وأن يجعل أيامهم خيرا وسعادة وسلاما...!! ولم يستجب الله! وكانت الحركة التي تحولت إلي ثورة... 16- من أطرف ما سمعت ما قاله صفوت بك عشية انتخابات مجلسي الشعب (2010) حيث قال لا فض فوه: «غدا عرس الديمقراطية» وتحقق قوله فعلا دون أن يدري، فالديمقراطية التي كان يقصدها غير التي خرج الشعب ينادي بها في يناير 2011، ونتيجة اختلاف القصد والنية فان أحدهم الآن في طرة. - من أغبي الأصوات التي سمعتها بعد ثورة تونس من تمخض قائلاً: «مصر ليست تونس»... يا سلام. 17- ماذا يريد النسوة في التليفزيون من جهاز الشرطة، نسوة الفضائيات وأولاد الفضائيات يهاجمون الجهاز مع أي تجاوز غير مقصود وفي ظروف أمنية منيلة بستين نيلة، هل هي مؤامرة يشتركون فيها عن جهل؟.. لا أعتقد، بل عن عمد وتفاهة ومراهقة سياسية.. ارفعوا أيديكم عن جهاز الشرطة لأن العنف والبلطجة بحق لم تبدأ بعد وسوف تطالكم في بيوتكم واستديوهاتكم ومدارس أولادكم.. وارجعوا إلي عنوان هذا المقال يرحمكم الله.