فى تاريخ السينما المصرية رموز لن ننساها وهى باقية فى الوجدان، هذا النوع من الرموز ليسوا كُثر، أتحدث عن فلتات كان لها تأثير بالغ الأهمية على السينما بشكل عام، من هؤلاء السندريللا الراحلة سعاد حسنى التى يمر اليوم على رحيلها 15 عاماً، وهى بلا أدنى شك أحد أبرز الظواهر فى تاريخ السينما المصرية. كانت بدايتها عام 1959 فى فيلم «حسن ونعيمة» مع محرم فؤاد وعمرها لم يتحاوز 17 عاماً، حقق الفيلم نجاحاً كبيراً فوجئ الجميع بموهبة فطرية تمثل بتلقائية شديدة، موهبة صاعدة فرضت نفسها بقوة فى عصر كانت السينما مليئة بالنجمات السوبر فاتن حمامة وماجدة الصباحى ومريم فخر الدين وشادية وصباح وغيرهن. بعد «حسن ونعيمة» بدأت سعاد مرحلة الانتشار، حيث قامت ببطولة مجموعة كبيرة من الأفلام غلب على معظمها الطابع الكوميدى الخفيف منها: «الساحرة الصغيرة - إشاعة حب - جناب السفير - آخر شقاوة - بابا عايز كدة - الزواج على الطريقة الحديثة - غصن الزيتون» والفيلم الرومانسى «موعد فى البرج». ولا ننسى الفيلم الاستعراضى «صغيرة على الحب» وفى النصف الثانى من الستينيات دخلت سعاد حسنى مرحلة النضج، وقامت ببطولة مجموعة من الأفلام حقت نجاحاً هائلاً وبعضها من كلاسيكيات السينما نذكر منها: «القاهرة 30 - بئر الحرمان»، وبالطبع الفيلم الرائع «الزوجة الثانية». كما أبدعت فى أفلام «الحب الضائع - غروب وشروق»، ووصلت تلك الأفلام لقمة النضج والقدرة الهائلة على تجسيد الشخصيات. وفى عام 1972 كانت هناك نقلة أخرى فى حياة السندريللا حينما قامت ببطولة فيلم «خللى بالك من زوزو» حقق الفيلم نجاحاً أسطورياً، وفى العام الثانى عادت للسينما الجادة والقصص المركبة فى فيلم «أين عقلى». ولكن فى عام 1974 عادت مرة أخرى للأفلام الاستعراضية الغنائية حينما قامت ببطولة فيلم «أميرة حبى أنا» مع حسين فهمى وحقق نجاحاً كبيراً، ولمزيد من التنوع قامت فى عام 1975 ببطولة فيلم «الكرنك» الذى عكس الاستبداد فى حقبة الستينيات، وقامت بعده ببطولة فيلم «على من نطلق الرصاص» 1976، وفى عام 1978 قدمت فيلماً مختلفاً تماماً «شفيقة ومتولى» مع أحمد زكى وأحمد مظهر، وفى عام 1979 قامت ببطولة فيلم «المتوحشة»، وفى أوائل الثمانينيات قل إنتاج سعاد حسنى نسبياً، ومن أبرز أفلامها فى تلك الفترة «أهل القمة» مع نور الشريف و«حب فى الزنزانة» و«المشبوه» مع عادل إمام و«غريب فى بيتى» مع نور الشريف، وفى شهر رمضان عام 1985 قامت لأول مرة ببطولة مسلسل تليفزيونى «هو وهى» مع أحمد زكى، كان عبارة عن 15 حلقة متصلة منفصلة. فى عام 1986 قامت ببطولة فيلم «الدرجة الثالثة» ولم يحقق هذا الفيلم أى نجاح وبدأت مظاهر المرض تظهر على جسدها وملامحها. فى عام 1991 قامت ببطولة آخر أفلامها «الراعى والنساء» مع أحمد زكى ويسرا، نجح الفيلم وأرغم المرض سعاد حسنى على الابتعاد تماماً واضطرت للعيش فى لندن للعلاج. وتعرضت للعديد من الأزمات المادية والنفسية حتى رحيلها الغامض يوم 21 يونية عام 2001. سعاد حسنى هى بكل المقاييس فنانة غير عادية ممثلة رائعة، فنانة استعراضية مطربة من طراز رفيع، صوت يبعث على البهجة والتفاؤل، من ينسى «الدنيا ربيع» و«بمبى» و«بانوا على أصلكو» و«صباح الخير يا مولاتى» و«يا واد يا تقيل» و«خالى البيه» و«الشيكولاتة»، واستعراض «صغيرة على الحب» و«خللى بالك من وزوز» و«أحسن جيوش فى الأمم» و«شيكا بيكا». تبقى سعاد حسنى حالة متفردة فى تاريخ السينما، فنانة شاملة عشقها الملايين كباراً وصغاراً، أدمت القلوب بعد رحيلها موهبة فريدة أسعدت الملايين وشاء القدر أن تعيش فى مأساة نهاية حياتها، رحلت بجسدها وبقى فنها.. رحم الله السندريللا.