احتفلت الكنيسة الأرثوذكسية مساء أمس ب"عيد جلوس "البابا شنودة الأربعين على مقعد البطريرك ،في حضور كبار بطاركة العائلة الأرثوذكسية، وغياب تام للمسئولين ،في حين حضر الاحتفال د.يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء السابق. شهد الاحتفال حضورا كثيفا من الأقباط ،بينما غاب التواجد الأمني المتعارف عليه إبان إحتفالات الكاتدرائية ،وتأتي احتفالية عيد جلوس البابا مساء أمس ،كأول ظهور رسمي للأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس ،عقب أزمة تصريحاته المسيئة للقرآن خلال مؤتمر تثبيت العقيدة قبل عامين. وكالمعتاد ، مارس المسئولون عن تنظيم الاحتفال تطاولهم على الصحفيين ،ومنعوهم من الدخول بحجة عدم الحصول على تصاريح ، في حين أن القمص سرجيوس سرجيوس وكيل البطريركية ،المسئول عن الدعوات ،أكد عدم الحاجة إليها. وقبيل دخول البابا شنودة إلى الكاتدرائية ،ضجت القاعة بالهتافات والزغاريد ،وجاء أبرزها بالطول بالعرض البابا زي الورد".، وتراص أسفل المنصة التي يعتليها البابا بصحبة كبار بطاركة العائلة الأرثوذكسية أربعون طفلا ،يحمل كل منهم لافتة بتاريخ الأعوام المتتابعة منذ 71،حتى 2011 في إشارة إلى فترة جلوس البابا على مقعد البطريرك ،فيما قام البابا بفتح قفص لحمامتين ،أخذتا في الطيران أعلى القاعة. وقال الأنبا بيشوي إبان تقديمه الاحتفالية التي غلب عليها الطابع الديني ،أن د.عصام شرف رئيس مجلس الوزراء بعث برقية تهنئة للبابا شنودة خلال لقائه الأب باولص بطريرك إثيوبيا بمجلس الوزراء ،وقال سأحضر بنفسي لتهنئته بعيد جلوسه في الوقت المناسب"،فيما قابل الأقباط خبر تهنئة شرف باستهجان شديد ،وقال بعضهم "يخلي التهنئة لنفسه مش عايزين تهنئة". وأضاف البيان ،أن العائلة الأرثوذكسية اتفقت على تبني مواقف مشتركة في كافة القضايا ،باعتبار مالديهم من تاريخ طويل في الجوانب المشتركة،واعتبر البطاركة اليوبيل الأربعين للبابا مصدر فرحة بابوية ،دافعة إلى التعاون المشترك في الفترة المقبلة. ورحب البابا شنودة الثالث ببطاركة الكنائس الأرثوذكسية ،والوفود المصاحبة لهم ،وقال: " اشكر الذين رددوا الترانيم ،وأشكركم جميعا ،وأول حاجة بنقولها في صلاة الشكر ،أننا نشكر الله على ستره وإعانته". وداعب البابا الأقباط قائلا" منين ما أسافر أي بلد ،ويقابلوني بالزغاريد ،أعرف على طول إنهم مصريون"،وتابع"سألني البعض إيه معنى كلمة "زغرودة" ،فقلت إنها في اللغة بمعنى غرد "تغريدا" ،وزغرد "زغرودة"،وأردف قائلا"هي لحن كنسي ،ربنا يكتر زغاريدكم". وأشار البابا إلى أن الآباء البطاركة الذين عاشوا في الكنيسة القبطية حتى الآن 117 أسقفا ،بينهم واحد فقط عاش 52سنة و8شهور وهو البابا كيرلس الخامس،و6 آباء بطاركة عاشوا أربعين سنة أو أكثر ،وأنا السابع لهؤلاء،وأشكر الله أن أكون السابع لهم". وقال د. يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء السابق في كلمته "سيدي وحبيبي ومعلمي ،باسم كافة المؤمنين بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر ، أقدم لك التهنئة بمناسبة عيد جلوسك ". وقالت تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية ،ل"البابا"أعاهدك على الحفاظ على قيمة العدل،والمواطنة،وحق كل مصري أن يحيا بكرامة،ونتوسل إليك للصلاة من أجل مصر لكي يسودها العدل والحرية". وفي كلمتها قالت جورجيت قلليني عضو مجلس الشعب السابق ،أخافتني صرخة البابا عقب أحداث القديسين حينما قال" غضب ربنا صعب" ،واستطردت قائلة "البابا أكبر الغزاة ،لافتة إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية غزت العالم في عصره،لكن الغزو كان بالحب وليس بالسلاح".