البابا شنودة تزينت الكاتدرائية المرقسية مساء أمس الاثنين للاحتفال بعيد جلوس البابا شنودة رقم " 40 "،بحضور آلاف الأقباط إضافة إلي رؤساء الكنائس الأرثوذكسية بالشرق الأوسط الذي حضروا لتهنئته،كما توافد ممثلون عن الطوائف الكاثوليكية والإنجيلية والكنيسة الأسقفية، إضافة إلي عدد من سفراء وقناصل الدول الأوروبية والعربية والإفريقية إلى جانب أعضاء المجلس الملي العام،وعدد من الشخصيات العامة والحزبية بينهم الدكتور يحيي الجمل نائب رئيس مجلس الوزراء السابق و المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا.فيما ذكر الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس أن الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء بعث برسالة تهنئة للبابا شنودة بعيد جلوسه، مُتمنياً له موفور الصحة وطول العُمر . و حرص البطاركة علي إلقاء كلمات رقيقة، تضمنت كلمات الحُب والتهنئة بعيد جلوس البابا شنودة الأربعين، وقام بطريرك أنطاكيا للسريان الأرثوذوكس مارأغناطيوس زكا الأول عيواص ب" تقليد " البابا "الصليب الأكبر النوراني" كما قدم بطريرك الأرمن الأرثوذوكس فى لبنان الكاثوليكوس أرام الأول "مخطوطا لأحد كبار قديسي الكنيسة في لبنان" من القرن العاشر الميلادي " وهو القديس "جريجونى " تعبيراً عن عظيم امتنانهم وتهنئتهم بالعيد، كما قدم المجمع المقدس هدية للبابا شنودة عبارة عن "أيقونة القديس مارمرقس الرسول" البطريرك الأول للكنيسة القبطية في مصر. وحرص البابا شنودة علي تقديم الشكر للحضور،وقال:"أرفع صلاة شكر لله الذي منحنى أن أكون سابع بطريرك من بين الذين أمضوا نحو 40 عاماً في خدمة البطريركية ضمن ال 117 بطريركاً،مُشيراً إلى أن هناك بطريركاً واحداً هو الذي أمضى أكثر من 40 عاماً وهو الأنبا كيرلس الخامس - البابا رقم 112 - والذي أمضى نحو 52 عاماً و 8 شهور وعدة أيام على الكرسي المرقسي. وأكد البابا أنه من الخطأ الشديد أن ننسب كل الإنجازات إلى عمل البشر، "بينما هي إرادة الله نفسه فلولا يد الله العاملة ما كنا نستطيع عمل شئ على الإطلاق"، لافتا في ذلك للآية التي تقول "إن لم يبن الرب البيت فباطلاً تعب البناءون". وأضاف :" نشكر ربنا في بناء ما هو أهم وهو بناء المحبة، فالأهم بالنسبة لنا كرجال دين هو بناء جسور المحبة بين جميع الناس بعضهم البعض، ونحن بطبيعتنا نحب جميع الناس أيا كان نوعهم .. نحب جميع الناس ونعلم الناس أن يحبوا بعضهم البعض فهذه وظيفتنا"، مؤكداً على أن القلب الذي فيه الحُب الصحيح لا يمكن أن توجد فيه كراهية لأن الحُب والكراهية لا يجتمعا مع بعضهما .. وكذلك النور والظلمة لم يجتمعا مع بعضهما، ونحن نود أن يسود بلادنا الحُب أيضاً، ليس الحُب فقط في وقت الهدوء والسلام، وإنما في وقت الضيقات والمصاعب والحب المصرى توجد "الزغرودة"، فمعنى زغرودة هى التغريد ولها مذاق خاص يعرفه كل مصرى". ونوه بقول الشاعر "غير دين الحب لا دين لنا .. نحن في البؤس سواء والنعيم"،فصفق له الجمهور وهم يهتفون:"بنحبك يا بابا، وبالطول بالعرض البابا زى الورد". وحرص بطريرك الكرازة المرقسية علي استعراض الإنجازات التي قامت بها الكنيسة الأرثوذكسية على مستوى مصر وخارجها، قائلا :"على الرغم من أن عدد الكنائس التي تم بناؤها ورسامة أكثر من 120 أسقفاً داخل وخارج مصر خاصة في إريتيريا وكينيا وزامبيا وزيمبابوي وجوهانسبرج، إلا أنه مازال يوجد الكثير والكثير، خاصة في كند"ا، مُشيراً إلى أنها تحتاج لرسامة بعض الأساقفة، بالإضافة إلى حاجة بعض الدول التي تتحدث الإنجليزية والفرنسية إلى رسامة بعض الأساقفة، وكذلك سويسرا وبولندا. ووقع البطاركة الحاضرون على بيان مشترك للكنيسة الأرثوذكسية الشرقية المشتركة "السريانية والأرمينية الأرثوذكسية" يؤكد وحدانية الإيمان والتعاليم الروحية فيما بينهم.