معارض شرس، يمتلك شخصية طاغية، دائمًا ما يعتبره كثيرون مثيراً للجدل، نظراً لمواقفه وانتقاداته اللاذعة لما يثير استياءه دينياً، لم يكن له حظ فى الظهور بالقنوات الأكثر شهرة، أو يتم عمل برنامج تليفزيونى له كالآخرين، ويرى أن ذلك يتم لأنه مغضوب عليه.. هو الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، لم يكتف بتدريسه الشريعة الإسلامية فى جامعة الأزهر فحسب، بل حرص على أن يتولى أيضاً إلقاء الخطب وإقامة الندوات بالمساجد ومراكز الشباب وقصور الثقافة، كما تخصص فى نشر تعاليم الدين الإسلامى عبر العديد من البرامج الإذاعية والتليفزيونية داخل مصر وخارجها، حصل على الدكتوراه فى الفقه. كشف «كريمة» فى حواره ل«الوفد» عن مشاركته فى برامج دينية فى شهر رمضان الكريم بهدف الدعوة والتثقيف، منتقداً فكرة تجديد الخطاب الدينى، حيث يرى أنه لا يوجد خطاب دينى من الأصل، ودعا الشعب المصرى للاقتصاد خلال الشهر الكريم والبعد عن المسلسلات التى تلهى عن العبادات، فضلًا عن دعوته للشعب للاصطفاف خلف رئيسه عبدالفتاح السيسى، قائلًا: «إنه مؤيد من الله، وهذا ليس نفاقاً أو رياء»، وإليكم الحوار: ● كيف ترى الاستعدادات لشهر رمضان؟ هل هو مقصور على الإعلان عن المسلسلات والطعام فقط؟ - تصحيحاً للفكرة، إن الإعلام والإعلان عن قدوم رمضان له مناح عديدة، وهناك اهتمام للمؤسسات الدينية من جانب وزارة الأوقاف بإعداد البرامج الدينية لتقديم الوعظ الدينى خلال شهر رمضان، كما يعد الأزهر لقاءات جماهيرية، وهناك متطوعون، وهناك اتفاقات مع مساجد إحياء الشهر الكريم، ومن ناحية الوسط الاجتماعى، الأسر لديهم استعدادات مختلفة من ناحية المواد الغذائية والشباب لهم اهتمامات بتزيين الشوارع. ● البعض يحرم مشاهدة التليفزيون فى رمضان خاصة المسلسلات التى بها مشاهد غير لائقة؟ - العرف جرى على منافسة القنوات والشركات الإعلانية والمؤسسات الفنية فى الإعداد للمواد الفنية، ولكن الوسطية فى كل شىء محمود، فأولًا لا نمنع أو نحظر أو نحرم الترويح عن النفس، ولكن فى حدود المعقول «ساعة وساعة»، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، فالإفراط غير مقبول، ويجب الابتعاد عنه، فشهر رمضان لا يعوض سواء وقت النهار أو الليل، فيجب أن تنصرف الهمم فى اغتنامها بما ينفع الإنسان فى الدنيا ورمضان ما هو إلا مناسبة للصيام والصلوات والأذكار والأدعية. ● معنى ذلك أنك لا تقاطع التليفزيون فى الشهر الكريم؟ - كنت فى مرحلة الصبا والشباب أتابع بالإذاعة مسلسل ألف ليلة وليلة وفوازير البرنامج العام، ولا ننكر هذا، وكنا نتابع مسلسلات للفنان الراحل فؤاد المهندس وشويكار، لكن مع مشاغل الحياة وجهودى فى الدعوة قلما أجلس أمام التليفزيون إلا لمتابعة الأخبار فقط، ولا أحرمه إطلاقاً. ● تكررت الدعوة مؤخراً لفكرة تجديد الخطاب الدينى ما رأيك؟ - من الخطأ قول تجديد الخطاب الدينى، لأنه لا يوجد خطاب دينى أصلًا، والخطاب الدينى لا يتغير لكن فهم الخطاب من المتلقى هو الذى يتغير، فالنفائس والجواهر تبقى كما هى، فالإسلام موجود، لكن التعصب هو ما جعل هناك اختلالًا، لأن المؤسسات الدينية مجرد مؤسسات حكومية يحكمها العمل الحكومى، فإذا أردنا إعادة اكتشافه فإننا نحتاج الى أصحاب رسالة والمهمة تقع على عاتق الدولة فى المقام الأول. ● لماذا يتدين المصريون بشكل موسمى خلال رمضان فقط؟ - غلبت الموسمية للأسف على المسلمين، ففى رمضان نجد الأحاديث المكررة عن الصيام، وشغب السلفية حول الزكاة من الحبوب، كأننا مازلنا نعيش فى الصحراء، والحديث عن الحج فى موسم الحج، بالفعل نحن نريد التخلص من الموسمية فى التناول لأن العلاقة بين الله والمسلمين ليست لها حدود لا مكانية ولا زمنية. ● ما تقييمك للبرامج الدينية الموجودة على الفضائيات؟ وهل لها دور فى قصور تدين الشعب؟ - البرامج الدينية موضوعاتها تقليدية وقتلت بحثاً، وسأكشف لكم عن أنه للأسف ترسل خطابات من الأزهر بالقوائم المرضى عنها، وأخرى للمغضوب عليهم، لتحديد من يُستضاف على الشاشات، ومن يُمنع، وهذه كارثة لأن الأمور تصب حسب الأهواء، واتقاء انتقادات البعض. ● معنى ذلك أن البرامج الدينية عديمة الفائدة؟ - نعم .. بثقة أمنح هذه البرامح 10%، وليس لها أى تأثير إيجابى على المجتمع، ولو لها أى تأثير لقضت على الإرهاب، نحن نحدث أنفسنا، وهى عبارة عن غسل أيدٍ لكل قناة، كما أن هناك أزمة فى مواعيد هذه البرامج، فبرنامج حديث الروح مدته 5 دقائق أى أقل من مدة أغنية واحدة، فلا يغطى أى قضيه دينية تتم مناقشتها، ولا توجد منهجية واضحة، ولذلك يستغل الإرهابيون هذا الفراغ، ولا يوجد تواصل بين المؤسسات الدينية والشعب. ● حديثك يذهب بنا إلى تدمير فكرة أن الشعب المصرى متدين بالفطرة؟ - بالفعل الشعب متدين بالفطرة، لكن هناك عوارًا بالفكرة، لأن هناك خللا فى التركيبة المجتمعية من خلال العدوان على الأسر النبيلة، أفسح المجال لسفلة الناس يعيثون فى الأرض فساداً، ففى حقبة السادات تلاعب بورقة الدين، فجاء المتطرفون، وفى عهد مبارك جاء الإخوان، وانتهت الأزمة بظهور السلفية الجهادية، وهذ التيار الوهابى السلفى هو من يقود المشهد فى مصر. ● جميع البرامج الدينية الآن تقدم فتاوى هاتفية.. هل كل عالم دين مؤهل للفتوى؟ - مشايخ الفضائيات تحت الطلب، ولا يصلحون للفتاوى، وينفذون أجندة ما يطلبه المستمعون ودار الافتاء وحدها المخول لها الرد على الفتاوى لأنها تمثل عموداً داخلياً وخارجياً، نعترف بأن هناك قصورًا فى الأوقاف لكن دار الإفتاء تسير على طريق صحيح. ● رسالة توجهها للمسلمين بمناسبة الشهر الكريم؟ - أولاً للمغرر بهم من المنضمين لجماعة الإخوان والشيعة رفقاً بهذا الدين، إن جريمة الإلحاد بالله يتحملها شيوخ جهلة بغضوا الحق إلى الخلق، فمن يرد أن يعمل بالسياسة فليرفع يده عن الدين، وإلى ربات البيوت: إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين، لرجال الأعمال: انزلوا بقوافل البر والمبرة إلى الريف والصعيد، واحفظوا كرامة الناس، وردوا جزءًا من دين مصر والإسلام عليكم، إلى الشعب المصرى الاصطفاف واجب وراء الرئيس عبدالفتاح السيسى، ليس مداهنة أو نفاقًا، إن شاء الله هو رجل مؤيد من الله. ● هل ستشارك فى نهج جديد لإحياء الخطاب الدينى؟ - أعددت مشروعاً عن واقعية الخطاب الدينى للتقريب المذهبى الإسلامى، حيث كان الشيخ محمود شلتوت يقوم بذلك تجاه المسلمين فى القرن الماضى بإطفاء نيران المذهبية والطائفية، وحينما مات الإمام مات المشروع، وعلى نهجه يتم عقد المؤتمر الأول بعد أخذ الموافقة بعمل مؤسسة مستقلة، وستنطلق جهود التقريب المذهبى الإسلامى، واحتواء المخطط الاستعمارى لتفتيت المنطقة على أسس ونزاعات مذهبية»، هدفنا ليس مؤتمرات انشائية ولكن سيكون هناك خطب ستبدأ من الشيعة بجميع الدول العربية وأهل السنة حتى الوصول لمصر، بعد رمضان ستنطلق فاعلياته، وللأسف نحن نتعرض لحملة تشويه من السلفية، ومن المعروف أنها تسير وفق مخططات الاستعمار والأهواء، وهؤلاء لن نعيرهم اهتماماً.