بعد حياة سياسية حافلة بالنجاحات من جهة وإخفاقات وانتقادات من المعارضة والشعب الإيطالي من جهة أخرى، أعلن سيلفيو برلسكوني (75 عاما) أمس الأول السبت استقالته من منصبه كرئيس لوزراء إيطاليا، قبل إعلان تكليف المفوض السابق في الاتحاد الأوروبي ماريو مونتي رسمياً بتشكيل الحكومة الجديدة خلفا لرئيس الوزراء المستقيل. ولد سيلفيو برلسكوني "Silvio Berlusconi" في ميلانو عام 1936، حيث درس القانون ثم تخرج عام 1961، وبدأ حياته المهنية ببيع المكانس الكهربائية، كما اشتهر بالغناء في الملاهي الليلية وعلى متن السفن السياحية، تخرج في كلية الحقوق عام 1961 ثم أسس شركة "أديلنورد" للإنشاءات، حيث اشتهر كمتعهد لبناء المساكن بميلانو، و أسس بعد عشر سنوات شركة محلية لتجهيزات القنوات التليفزيونية، تحولت فيما بعد إلى أكبر إمبراطورية إعلامية في ايطاليا باسم (ميدياست)، ثم اشترى في عام 1986 نادي "إيه سي ميلان" لكرة القدم. قرر برلسكوني دخول السياسة عام ،1994 وأنشأ حزب "فورزا إيطاليا Forza Italia" الذي فاز معه في الانتخابات التشريعية، ليتولى منصب رئيس الوزراء، ثم اضطر لاستقالته من منصبه بعد بضعة أشهر ، ليعود برلسكوني إلى منصب رئيس وزراء إيطاليا في عام 2001 بعد فوزه بالانتخابات ، حتى عام 2006 ليخسر بالإنتخابات النيابية أمام رومانو برودي وذلك بعد منافسة شديدة، لكنه رفض الاعتراف بهزيمته في الانتخابات وندد بالانتهاكات التي ارتكبت في رأيه خلال تصويت الإيطاليين المقيمين في الخارج، فتقدم بشكاوى عديدة للمحكمة الإيطالية العليا لكنها قررت فوز رومانو برودي رافضة الشكاوى التي تقدم بها برلسكوني. ثم استقالت حكومة يسار الوسط بزعامة رومانو برودي في يناير 2008 إثر انهيار الائتلاف الحاكم، وتقرر إجراء الانتخابات العامة في 13 أبريل 2008 أي قبل 3 سنوات من موعدها المقرر، وكانت نتيجة الانتخابات فوز حزب برلسكوني بنسبة 47% من مقاعد مجلس الشيوخ وبنسبة 46 % من مقاعد مجلس النواب وهكذا انتصر برلسكوني في الانتخابات العامة للمرة الثالثة يذكر أن استقالة برلسكوني أمس الأول تأتي بعد أسابيع من انعدام اليقين السياسي وتنامي دعوات من شركاء دوليين طالبوا إيطاليا بالتحرك للسيطرة على الدين العام، حيث ارتفعت تكاليف الاقتراض الأسبوع الماضي إلى مستويات لا يمكن السيطرة عليها مما هدد بوقوع انهيار مالي في أنحاء أوروبا، وبذلك ينهي برلسكوني مشواره السياسي الذي بدأه قبل 17 عاماً، لاحقته خلالها عشرات القضايا تنوعت بين الفساد المالي والأخلاقي، لكنها لم تستطع الإطاحة به، حيث تمكن من شغل الوزارة ثلاث مرات، وهو أمر غير مسبوق في إيطاليا ما بعد الحرب العالمية الثانية.