لقد كان مستوى الطب في مصر جيداً برغم أن عدد كليات الطب كان محدداً وكان عدد طلبة الكليات الطبية قليلاً فقد كان في حدود المائة طالب في السنة ومستوى الطب يتوقف على مستوى التدريس بكليات الطب الذي يؤثر على مستوى الطبيب المتخرج منها، وكذلك مستوى الممرضات وكفاءتهم والمنشآت الطبية، وشركات الادوية ومنتجاتها. ولقد كان تصرف غير حكيم حين رأى أحد رؤساء الجمهورية زيادة عدد الطلاب بكلية الطب بدرجة كبيرة غير معقولة قد تصل لأكثر من ألف طالب في الفصل ولا تسمح امكانيات مستشفيات الجامعة لتدريبهم بها، وكانت له مقولة مشهورة إنني سوف أجعل الأطباء العشرة بقرش فقد كانت نتيجة هذه الكثرة وعدم امكانية تدريبهم بالمستشفيات تدهور مهنة الطب ولعلاج ذلك يجب زيادة عدد كليات الطب بانشاء كلية للطب في كل محافظة مع توزيع أعداد الطلبة عليها. كما يجب الاهتمام بتحقيق جودة التدريس بالكليات وحيث إن الطب مهنة وصنعة وفن تكتسب من التدريب على أيدي الاساتذة المتخصصين فيجب العمل على رفع مستوى الاساتذة وذلك بتوفير الامكانات التعليمية لهم من مكتبات علمية ودوريات متعددة وكمبيوترات ومطالبة كل عضو تدريس بحضور مؤتمر طبي على الأقل كل عامين والاهتمام بالأبحاث العلمية ودعمها مالياً وتشجيع النشر الطبي بالمجلات العلمية العالمية، ويجب دعم البحث العلمي مالياً. وكذلك يجب العمل على زيادة مرتبات اعضاء هيئة تدريس كليات الطب وأعضاء وزارة الصحة. كما يجب الاهتمام بادخال التخصصات الجديدة في عمل المستشفيات مثل العناية المركزة وعناية المبتسرين. كما يجب زيادة عدد الممرضات خصوصاً الجامعيات خريجات معهد التمريض، وكذلك يجب الاهتمام بالتصنيع الدوائي وتشجيع الشركات الصغيرة على الاندماج حتى يمكنها القيام بأبحاث لتخليق أدوية جديدة كما يجب الاهتمام بمستوى مباني المستشفيات جامعية وغير جامعية وحيث إن التأمين الصحي يتحمل عبئا كبيراً من الخدمة الصحية للمواطنين لذلك يجب تطويره واصدار قانونه الجديد الذي طال الحديث عنه. كما يجب التخلص من البيروقراطية الموجودة به من حيث كثرة التحويلات مع ربط المنتفع بالطبيب الذي يريده وعدم اجباره على التعامل مع طبيب معين ويجب الاهتمام بايجاد وحدات اصلاح الاجهزة الطبية، وكذلك تشجيع انشاء مصانع لانتاج هذه الأجهزة الطبية الحديثة. وإن تحسين مستوى الأطباء والممرضات سوف يعيد الطلبات عليهم للعمل بالبلاد العربية والأفريقية.