أعتبر فلاديسلاف بيلوف، الخبير في الشؤون الألمانية، أن عقيدة ألمانيا في السياسة الخارجية التي تم تعديلها في مشروع "الكتاب الأبيض" تعتبر روسيا "منافسا" لألمانيا وليست "خصما" لها. وأوضح بيلوف وهو رئيس مركز الدراسات الألمانية التابع لأكاديمية العلوم الروسية في حديث لوكالة "إنترفاكس" للأنباء نشرته ، أن التعديلات في استراتيجية الأمن القومي الألماني، التي يتضمنها مشروع "الكتاب الأبيض"، من شأنها، بالدرجة الأولى، الحصول على مزيد من التمويل للقوات المسلحة الألمانية وإعادة تجهيزها، ولا تشير إلى تحول توجه السياسة الخارجية الألمانية إلى مواجهة مع روسيا. وقدم الخبير الروسي عددا من الأدلة لإثبات صحة وجهة نظره، حيث أشار إلى معنى مسطلح "Rivale" الذي يستخدم في نص مشروع "الكتاب الأبيض" وتعني "المنافس" وليس "الخصم" أو "العدو". وأوضح بيلوف أن روسيا من وجهة نظر برلين "بلد له مصالحه التي تتقاطع مع مصالح الغرب على حدود روسيا مع الاتحاد الأوروبي، حيث موسكو.. تهدد دول البلطيق وأوروبا الوسطى". كما لفت الانتباه إلى حقيقة أن روسيا تم ذكرها في بند واحد فقط من أصل البنود العشرة التي تتألف منها هذه الوثيقة الموجهة لسياسة ألمانيا الخارجية . وقال: "لا أحد في ألمانيا له عقل سليم لا يشك في أن روسيا هي شريك في مكافحة الإرهاب بالنسبة إلى برلين والناتو عموما.. ويدرك الألمان أن التكنولوجيا الروسية يمكن الاستفادة منها في هذا المجال أيضا". وأعرب الخبير عن أسفه بأن وسائل إعلام قدمت تفسيرا سلبيا لأحكام الوثيقة الألمانية، مشددا مرة أخرى على أن التعديلات لا تشكل إشارة إلى المواجهة مع روسيا، خاصة في ظل تصريحات المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال مؤتمر حزبها "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" في 4 يونيو حيث أيدت فكرة إنشاء المنطقة الاقتصادية الموحدة مع روسيا.